بقلم الدكتورة مني سعيد
ان المراهقة في نظر علم النفس الحديث …. هي مرحلة نمو طبيعي و المراهق لا يتعرض لازمة من ازمات النمو طالما سار هذا النمو في مجراه الطبيعي ….فالوقايه خير من العلاج ..ومشاكل المراهقة مرتبطة الى حد كبير بمشاكل الطفولة وما بعدها فمن المفترض في التربية الصحيحة التدريجية … ملاعبة الاطفال وتعليمهم باللعب في المرحلة الاولى من سن سنة حتى 7 سنوات ثم تأديبهم من 7 الى 14 سنة والتأديب هو غرز القيم الاخلاقيه وتدعيم سلسلة الاخلاق الحميدة وهي الصدق والامانه وتحمل المسئوليه والثقة بالنفس والالتزام واتقان العمل والنظافة والنظام وتدعيم وغرس الوازع الديني لديهم وتأتي بعد ذلك مرحلة المراهقة من سن 14 سنة او ما قبلها وحتى سن 21 وفيها تكون المصاحبة والمصادقة .
ولمرحلة المراهقة بعض الخصائص الصعبه التي يميل فيها الشاب او الفتاة الى الجنس الاخر والى السرحان والانطواء والاستقلال والعند .وهذا امر طبيعي جدا نتيجة تغير الهرمونات .
فمعنى راهق اقترب الى النضج بانواعه النضج الجسماني والعقلي والفكري والعاطفي ويصبح الشاب او تصبح الفتاة في حيرة فقد ترى اشياء غريبة او صور اباحية لم تراها او تتوقعها من قبل فتصدم وتبدا مرحلة اللخبطة الفكرية وعدم الاستقرار النفسي العاطفي فهنا خرج المراهق من مرحلة الطفولة وتركها ليذهب الى مرحلة الرجولة فهو كالمعلق المتخبط …ويحتاج هنا للمصاحبه وللدعم العاطفي والحب والحنان ..ومن اهم المشكلات التي يتعرض لها المراهق في حياته اليوميه والتي تحول بينه وبين التكيف السليم ، علاقة المراهقين بالراشدين وعلى وجه الخصوص الاباء والامهات ومكافحته المستمرة للتحرر من سلطتهم من اجل ان يصل الى مستوى الكبار من حيث المركز والاستقلال ..فتلك هي امنية المراهق ..وفي كثير من الاحيان يجد من الاباء تدخلا في شئوونه الخاصة فينهالون عليه باسئلة كثيرة …اين كنت ؟؟؟ ومع من تذهب ؟؟؟ وماذا تقرا ؟؟؟
ان المنزل الصالح في نظر علم النفس والصحة النفسية هو الذي يعرف حاجة المراهق للاستقلال وصراعاته من اجل التحرر ويشجعه بقدر الامكان على تحمل المسئوليه واتخاذ القرار والتخطيط للمستقبل …انت رجل البيت ..فما رايك في كذا وكذا والاسرة ترسم الخطط في سن مبكرة سابقة للمراهقة بتدعيم الثقة بالنفس وتحمل المسئوليه والارتباط بكلام الله وعبادته حتى عندما تأتي مرحلة المراهقة بصعوباتها نستطيع المرور بها بسلام .
وعلينا ان نحترم رغبات المراهق وتحرره واستقلاله مع اعطاء النصائح ليس بصيغة الامر في افعل ولا تفعل ولكن بالحوار والمصادقة وضرب الامثلة بفوائد الاهداف التي نريد تحقيقها وخطورة اصحاب السوء .
مع مراعاة عدم التسامح الزائد والحماية الزائدة ..فالاهتمام الزائد من الوالدين يقود المراهق الى توقع الاهتمام والمساعدة من الاخرين بل ويستمر في الاعتماد على والديه طوال العمر .
مع تجنب النقد مطلقا وفقط تقديم النصح بطريقة غير مباشرة ودعم المميزات ومشاركته في انشطة اجتماعيه كالافراح والاحزان العائليه والرحلات والانشطة الكشفيه والرياضيه والفنيه وتطوير الجانب العقلي بالقراءة والكورسات المستمرة ودورات الكمبيوتر ودبلومات تطوير الذات …مع تجنب الخلافات الزوجية امام الابناء والشكوى من احدهما ضد الاخر .
اتمنى لكم السعادة .