وحمل أعضاء اللجنة،الدينية بالبرلمان ما يعتاد الدكتور سعد الدين هلالى، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر وأمثاله مسئولية عزوف الناس عن الاستماع إلى خطاب الأزهر الوسطى، ومن ثم ضياع كل المساعى لتجديد الخطاب الدينى الذى طالما يطالب به رئيس الدولة، معتبرين أنه لا فرق بين فتاويه وفتاوى ياسر برهامى، متسائلين فى الوقت ذاته: “هل يقصد الشيخ الهلالى تشويه الصحابة باستدعاء التاريخ الجنسى لهم؟”.
وفى ضوء ذلك، طالب نواب اللجنة الدينية من المجلس الأعلى للإعلام موقفاً حازماً انتصاراً لمبدأ احترام المشاهد والحرص على وعيه، مشددين على ضرورة منعه من الظهور فى الفضائيات أو نشر ما يقوله للصحف، كما طالبوا الأزهر بضرورة اتخاذ موقف صارم فى هذا الصدد، خاصة وأن مصادر كشفت أن هناك لجنة أزهرية تجمع فتاويه المضللة وستُخضعها للدراسة.
النائب عبد الكريم زكريا، طالب بمحاكمة “الهلالى” وكل من يعتلى الإعلام وبأتى بمغالطات لم يتفق عليها عامة الفقهاء، مؤكداً أن ما جاء به أستاذ الفقة المقارن هو محض مغالطات تؤثر بالسلب على فكر المجتمع وتغيب وعيه، لافتاً إلى أن مشروع تقنين الفتاوى فى طريقه للنور، والذى سيمنع بدوره خروج الفتوى من غير المتخصص.
وأضاف “زكريا” فى تصريح لـ”جريدة مصرية “، أن القرآن الكريم حدد المحرمات فى نص واضح، وأن هناك إجماع من جمهور الفقهاء على حرمانية زواج الرجل من ابنة زوجته مادام قد دخل بها، قائلا: “ما يقوله الدكتور سعد الهلالى يخالف الشرع ويخالف ما ورثناه من عادات وتقاليد أبا هن جد”، داعياً الدكتور سعد الهلالى بالبعد عن الآراء الشاذة، والالتزام بما توافق عليه جمهور الفقهاء.
وطالب النائب عمرو حمروش، أمين سر لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، الدكتور سعد الهلالى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، بالابتعاد عن الآراء الشاذة، قائلا: “أرى أن الهلالى ترك رأى الجمهور وأخذ بالآراء الشاذة، رغم أنها محرمة شرعا وبنص قرآنى”، وذلك تعليقا على حديثه عن حق الرجل الزواج من ابنة زوجته.
وقال “حمروش”، فى تصريح خاص لـ”اليوم السابع”، إن هناك قاعدة تقول إن العقد على الأمهات يحرم البنات، متسائلا: “كيف تصدر مثل هذه الفتاوى من أستاذ بجامعة الأزهر؟ ما يحدث علامة استفهام كبيرة، ولا بد من البعد عن إثارة البلبة واللغط، والالتزام بما يأمرنا به تعاليم الإسلام السامية، وعلى سعد الهلالى أن يتقى الله ويبتعد عن مثل هذه الأمور الشاذة وأن يكون دقيقا فى كلامه ولا يعكر صفو المجتمع”.
وفى سياق متصل بردود الأفعال الغاضبة، قالت النائبة أمانى عزيز وكيلة اللجنة الدينية، أن الفتاوى التى تخرج فى غير محلها تؤثر سلباً على مساعى تجديد الخطاب الدينى، وحملت “الهلالى” ومن يسير على نهجه مسئولية عزوف الناس عن الفكر الوسطى والاتجاه لأفكار تضر بالمجتمع، متسائلة: “هل ينبغى لنا أن نتجه لفتاوى جنسية تثير جدل بالمجتمع بدلاً من الاهتمام بما يوحد فكر الأمة بشكل مستنير”.
وطالبت “عزيز” فى تصريح لـ “اليوم السابع”، الأزهر الشريف باتخاذ موقف حازم مع الدكتور الهلالى وأمثاله ممن يشوهون صورته وفق تعبيرها، مطالبة المجلس الأعلى للإعلام فى ذات الوقت بموقف حازم معه، وذلك بمنع ظهوره على الفضائيات وعدم نشر ما يقوله فى الصحف، حفاظاً على الأمن الاجتماعى.