بقلمي أمل رفعت )
تتقوقع على نفسها في حجرتها المظلمة؛ يتعافى الأمل بداخلها قليلا حينما تذكرت الطفلة وهي تبكي أمام باب شقتها، فتمد يدها تلقف القمر الباكي في لفافة من القماش لا حول لها ولا قوة؛ تنظر في كل اتجاه بحثا عن صاحب الفعلة فتفشل، تدخل بها تناغيها، تطعمها، تزيل عن جبهتها الخوف، تحتضنها فتبث في أواصرها الدفء؛ تشعر به يدير مفتاح الباب، يدخل عليها يرمقها بنظرة حانية ويرى أمومة تستقي لحظات سعادة، يدنو بهدوء ويجلس بجانبها دون كلمة واحدة، يلامس بشرة الطفلة بظهر يده، تبتسم قائلة:
_وجدتها على باب الشقة.
_عطية من الله يا حبيبتي.
_ماذا سنفعل.
_افعلى ما شئت، إنها مسؤليتك، وهو قرارك، فانظري ماذا تفعلين.
تكبر الطفلة، ويكبر الأمل وتنمو الأمومة؛ فتغمر السعادة الأسرة الصغيرة؛ تشب فتاة جامعية رقيقة تربت على الخير والحق وتشبعت بالحنان، عرفت معنى الرأفة؛ يتقدم الموت ويخطو أول خطواته ليخطف جزءا من السعادة؛ تجلسان مع محامي الأسرة ليخرج وصية الأب، مهدئا من روعة الأم الباكية بحرقة زوجها الوفي المحتمل الصابر على زوجته العاقر_ سيدتي اطمئني لم تخالفي قوانين التبني فالفتاة الإبنة الشرعية الوحيدة.