بقلم الدكتور مني سعيد
اننا في كثير من الاحيان ننظر الى الاشياء بمنظار خطأ، فنحن نرى فيما يحدث لنا في حياتنا اجحافا وظلما فنتذمر ونحس بمظالم الدنيا ونسأل أين عدل الله ؟؟ ولكننا في الحقيقة تضييق صدورنا لان جزء من الحكمة مخفي عنا ولكن نفهم ذلك لاحقا بعد مرور المواقف .
وعند التأمل في الاية القرآنية الجميلة في سورة الكهف ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله وأذكر ربك إذا نسيت ..هذه االاية يجب أن نتوقف عندها وقفة كبيرة لماذا ؟؟ لانني أنا أقول أنني سافعل كذا وكذا غدا وأنت تقول أنك ستفعل ذلك غدا والوحيد القادر على الفعل هو الله سبحانه وتعالى ان شاء فعل بمشيئة الله فقط ، فالذي يريد أن يفعل شيئا يجب أن يملك أولا القدرة على الفعل ويجب أن يملك الوقت الذي سيتم فيه الفعل ويجب أن يملك ثالثا المكان الذي سيتم فيه الفعل بمعنى أنني إذا قلت أنني سأذهب لمقابلة فلان غدا وهذا هو أبسط الاشياء ، فيها يقول الانسان أنه سيفعله فأنني يجب أن املك القدرة في أن اكون موجودا غدا على قيد الحياه حتى تتم هذه المقابلة وأنا لا املك هذه القدرة فالانسان لا يملك القدرة على أن يهب نفسه الحياة لحظة واحدة وليس يوما كاملا وقد امرض ايضا بارادة الله أو يأتيني شيء مفاجيء وعاجل واذا انتقلنا الى النقطة الثانيه وكنت على قيد الحياة وانتفت جميع الظروف التي تمنعني من أن اتم هذه المقابلة فهناك طرف أخر وهو الذي سأقابله وقد أذهب الى مكتبه لاي سبب فيتعطل الطريق ..او يمرض هو او يأتيه عمل مفاجيء يمنعه من الحضور فتتعطل سيارته مثلا أو تحدث له أي مشكله، المهم في ذلك كله أنني لا أملك عنصرا واحدا من عناصر القدرة لاقول سافعل كذا ولكن من الذي يملك القدرة ؟؟؟
إنه الله سبحانه وتعالى فهو الذي يقول كن فيكون ، حي لايموت ، باق لا يفنى ، لا يستطيع أحد أن يمنع فعله وقضاءه ولا تستطيع أي قوة أن تمنع وتؤجل او تؤخر أو تقدم ويؤخر ما يريده الله عز وجل ومن هنا فإن الله الفعال لما يريد هو الله سبحانه وتعالى وحده فقط أما نحن جميعا كل البشر فعالون لما يشاء الله فما دام العمل يدخل في المشيئة فهو سيتم لان الله وحده الفعال ومادام العمل لا يدخل في المشيئة فهو لا يتم .
والنفس البشرية لغزا فيه من الفطرة التي يحسها كل البشر تلك الفطرة هي الصلة بالله يعرفها الطفل والشاب والكهل والمثقف والجاهل وهؤلاء جميعا لا يستطيعون أن يشتركوا في إستيعاب شيء واحد ولكنهم جميعا يفهمون كلمة الله وتهتز نفوسهم عند سماع كلام الله رغم الفوارق بين العقول ، ذلك لان الله سبحانه وتعالى يخاطب ملكات النفس البشرية التي لا نعرفها نحن ولكن الله سبحانه وتعالى عليم بها وأسعد النفوس هي النفس المطمئنة التي تحمد الله على أقداره فلا تخاف من الجرح ولا الظلم ولا الغدر ولا الخيانه ، هذه النفس التي اذا أطمأنت الى الله حق وان الاخره حق وان الدنيا حق وأطمانت الى أن الله ينصرها اذا اختارت الطريق الصح.
وبعد هذه المقاله سيصلنا بعمق لماذا نحمد الله سبحانه وتعالى عن كل ما قدر لنا .