الكاتبة العربية العربية السورية
وليدة عتو
منذ ما يقارب النصف قرن ويد أمريكا المتشعبة تلعب في المنطقة العربية وتلعب بالعالم كله وتجنده لحسابها وخدمة مصالحها بطريقتها الإجرامية حتى مجلس الأمن والأمم المتحدة اللتان كانتا من المفروض تنصفا المعتدى عليه أصبحتا خادمتان لمصالح أمريكا ورغباتهم وقد طال شرهم كل الدول العربية خاصة في العشر سينين الأخيرة فمنذ ستة اعوام والمنطقة العربية ملتهبة السعير والشعوب العربية أصابها لوثة جنون بما تسمى بالثورات العربية وهي كالنار تأكل بعضها بعض مرددة مصطلح الحرية والديمقراطية التي سوقتها لنا أمريكا التي هي لا تعمل بها وألهبت مشاعر هذه الشعوب وحولتها إلى قنبلة موقوتة تنفجر في أية لحظة فتأكل الأخضر واليابس وحولت هدف الشعوب والمعركة المصيرية مع إسرائيل إلى هدف واحد وهو الثورات الداخلية ضد بعضهما البعض ونست هذه الشعوب القضية والعدو الوحيد لها وهي إسرائيل ولم يبقى لها شغل شاغل سوى الحرية المزعومة التي لا ولن يطالها أي شعب في العالم الغربي والعربي طالما هناك من يعشق كرسي الحكم ومسعور في تحقيق مصالحه الخاصة التي هي أغلى من أرواح البشر ومن خلال هذه الفوضى حققوا لإسرائيل هدفها وحموا مصالحها وجعلوها بأمان من أي توجه عربي تحرري نحوها ونفذت خطط أمريكا التي تغير أدواتها الإجرامية حسب المكان والزمان ومتغيرات العصر والظروف فنجحت بضرب واحتلال المنطقة العربية بكل أشكال الإحتلال الفكري والعسكري والسياسي والإقتصادي وهذه الخطط التي رسمت منذ خروج الإحتلال الإستعماري من المنطقة العربية لعودة إستعمارها من جديد خاصة بعد أن ظهر النفط في دول الملوك الرعاع الذين صنعتهما ووضعتهم على عروشهم موظفين عندها وحراساً على مصالحها وهدفها الإستعماري الذي بدأت به حين أسقطت شاه إيران وساندت الخوميني ثم ما لبثت حتى بدأت بمحاربة الخوميني وإيران متذرعة بأنها تشكل خطراً عليها بحكها الشيعي الإسلامي الذي يشكل خطراً أيضاً على الدول الإسلامية المجاورة وأقعنت ملوكها بهذه الفكرة التي تهدد عروشهم وأيضاً بعضاً من حكام العرب إنساق وراء هذه الفكرة الأمريكية للحفاظ على تحالفهم معها ومصالحهم الشخصية ضد رغبة شعوبهم وراحت هذه الحكام تبث هذه الفكرة في عقول شعوبها بأن هذا البلد يشكل خطراً على الإسلام لأنه أصبح قوة عسكرية و ينشرون المذهب الشيعي وتبعتها بالعراق حين دفع بذاك المريض نفسياً والعميل الأرعن صدام إلى خوض حرب مع إيران لمدة ثماني أعوام أنهكوا من خلالها قوة الجيش العراقي الذي كان أقوى جيوش العرب واستهلكت الكثير من الأسلحة التي كانت تمدها لصدام وتقبض ثمنها نفط العراق وتجوع شعبه ثم زجته لإحتلال الكويت وأوهمته بأنه سوف يصبح زعيما لهذين البلدين ومعهم السعودية ثم طلبت منه الخروج وهي متأكدة بأنه لن يخرج من الكويت لما بينهما من إتفاقيات وعهود فكان لها عذراً بضربه وزرع قواعدها بكل دول الخليج الفارسي وفقاً لمخططها للهيمنة ومحاصرة المنطقة العربية ثم حاصرتها إقتصادياً وضرعت شعب العراق جوعاً وجردت جيشه ودفاعه العسكري من السلاح بحظرها عليه بعد أن استهلك كل عتاده في حرب إيران ثم قامت بضربتها القاسمة للعرب والإسلام حين قامت مع الموساد الإسرائيلي بضرب الأبراج في 11 سبتمبر 2001 ووجهت الإتهام للإسلام وألبسته ثوب الإرهاب والقاعدة التي صنعتها كي تضرب بها الإسلام فاحتلت أفغانستان متذرعة بمحاربة الإرهاب ودخلت العراق عام 2003 وقضت على ما تبقى منها وأحرقتها أرضاً وشعباً ونهبت نفطها وعندما خرجت منها بعد ثماني أعوام خلفت وارءها كم هائل من العاهات والأفات السرطانية التي تسري في جسد العراق وشعبه والإجرام والفتن الطائفية وزرعت فيها القاعدة التي منهجها الوحيد هو القتل والتدمير وكل ما حرمه الله بإسم الدين .و قسموها إلى طوائف ثم عرجوا إلى السودان فقسموها ووضعوا يدهم على نفطها وخيراتها ومن ثم ليبيا التي دمروها وقسموها إلى دويلات ونهبوا بترولها ثم تونس ثم اليمن ثم جاء دور مصر وسوريا وهو عمل مزدوج أطلقت يد في مصر وأخرى في سوريا هذين القطبين في العالم العربي حاولوا العبث في أعماق مصر ومازالوا بأساليب متعددة ولكن لن تكون مصر لقمة طرية وسهلة وتسمح لها بما تحلم به لوعي شعبها وقوته وعروبته أما سوريا فكان لها مخطط أخر مخطط فاق كل ما سبقها مخططات بحجمها الكبير وقوتها الهائلة وعظمتها فكان الهدف الأول تفكيك جيشها وتدمير هذا الجيش العقائدي الذي لم يعرف الخوف واستعانت بأزيالها من حكام وملوك الخليج وخاصة القذر حمد وعميلتها تركيا والجامعة العربية هؤلاء الملوك الذين ضخوا مئات المليارات لإحراق سوريا وقتل شعبها وإضعاف قوتها العسكرية والإقتصادية فشغلت العالم وجندته لحسابها ضد سوريا الأبية التي سحقتها وأحبطت مؤامراتها وأفشلت مخططاتها الإجرامية وهنا لن أدخل في تفاصيل ما حدث وما يحدث في سوريا وشعبها من قتل وتدمير وخطف وتشريد عشرات الألاف من قبل مجموعات تكفيرية والقاعدة وعصابات مرتزقة جاءت من كل أنحاء العالم لإسقاطها وتدميرها ولكنها هذه سوريا التي كانت عبر التاريخ قلعة صامدة والأن تسجل تاريخاً جديداً وصنعت مستقبل حديث لسوريا بصمود شعبها وبطولة جيشها وتحديها إلى أكبر وأقوى دولة إستعمارية في العصر الحديث بالإجرام واستعمار الشعوب وأظهرت أقطاب أخرى عادلة محبة للشعوب والسلام وتسعى لتحرير شعوب العالم من أمريكا و إجرامها في حق الشعوب .وهي روسيا التي باتت تناطح امريكا وتتفوق عليها وهذا بفضل صمود سوريا التي هي بوابة روسيا والصين الى العالم العربي والمنطقة وتحكم قوتها وتغرد توسعها من خلال التحالف مع سوريا ودعمها لها ودخول قوتها الى سوريا ..
فتحية كبيرة الى الصديقة روسيا والصديقة والحليفة ايران والشقيق الوفي حزب الله وكل التحية والاكبار الى جيش سوريا والقائد العظيم بشار والى شعب سوريا الصامد ..