بقلمى / حسين أبوشنب السبيلى
بدأت سورة التين فى القرآن الكريم بقسم الله تعالى بتعظيم وتكريم ثلاث بلاد عربية بأغلى وأفضل مايشتهروا به … لأنهم مهبط وحى الأنيياء الثلاثة عيسى وموسى ومحمد ، وفيهم نزلت الكتب السماوية الثلاثة على هولاء الإنبياء لهداية البشرية لعبادة الله الواحد .
فجاءت البداية بقسم الله “التين والزيتون” وهما ثمرتين تتميز بأنتاجهم أرض فلسطين الخصبة ، فالتين من الفاكهة المميزة بنسبة السكريات المنضبطة المفيدة للجسم الإنسانى ، والزيتون ثمرة تعصر لإنتاج زيت الزيتون الفاخر لكافة الأغراض ، ويستخدم بعض أنواعه فى المخللات .
فأقسم الله بهما لتميز أرض فلسطين الغالية بأنتاجهما … لأنها مهبط الوحى على سيدنا عيسى عليه السلام ونزل عليه الإنجيل فيها .
وتوسط القسم فى الأية الثانية “وطورِ سينين ” وهو جبل الطور فى سيناء المصرية … تكريماً وتعظيماً لشأن هذا الجبل الذى سار دكا ( تراب ) من تجلى نور الله عليه أثناء حديث سيدنا موسى مع ربه “فقال ربى أرنى أنظر إليك قال لن ترانى ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف ترانى فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا” … فكانت تلك هى البقعة المباركة للوحى على سيدنا موسى ونزول التوراة عليه فيها .
واختتم القسم بالأية الثالثة فى سورة التين بقوله تعالى “وهذا البلد الإمين” والمقصود به مكة المكرمة فميزها الله بالأمن والتحريم لأنها مهبط الوحى على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وحبيب رب العالمين ، ونزول القرأن عليه فيها .
فقد شهدت معظم مشاهد نصرة الإسلام وعلو شأن كلمة التوحيد ، وبها فرضت أهم شرائع الإسلام … ويكفيها شرف أن بها البيت الحرام وكعبة الرحمن سبحانه وتعالى ليكتمل بها أخر فرائض الإسلام بحج بيت الله لمن استطاع إليه سبيلا .
سبحانك يامن أعليت شأن هذه البلاد … وسعى فى سقوط شأنهم العباد …
فالأن فلسطين محتلة من اليهود وبها المسجد الأقصى أسير … ونحن غافلون لا حول لنا ولاقوة .
ومصر قد عمها الفقر بنهب ثرواتها ونفوذ قادة الفكر البهتان ، وتكالب الطامعين لتخريب وتدمير سيناء .
والسعودية بلد الحرمين … بدلاً ما تُسهل وتدعم الحج والعمرة لتوفيق العباد المؤمنين لإكتمال فرائض الإسلام بالحج والصلاة فى المسجد النبوى … فقد رفعت الأسعار وشددت الأجراءات واستهانت بضيوف أهم نعم الله عليها ( البيت الحرام ) … فعملت على سحب أموال راغبى الحج حتى أصبح دخل السعودية من الحج سنوياً يعادل دخل أمريكا فى خمس سنوات تقريبا … وأحوال ًالمسلمين الأن بين الفقر والتهجير مازالت قائمة لاتجد لها مثوى عند العرب … في حين يفتح الأجانب أبوابهم لمن بقيا حياً من اللاجئين والمشردين المسلمين بحجة حماية الإنسانية … يالا الأسف والخذيان .!
نفعنا الله وإياكم بالعلم النافع