بقلم الشيخ السيد العباسي
احبتي في الله
وقفت في الايام الماضيه واليوم
فرأيت شبابا يلقون الموت
وفي كل جنازه أجد كلمات عظيمة نحاول بها ان نرجع ونذكر الجميع برجوعنا الي الله تعالي
فقلت سبحان الله ونخفف علي من فقد من الموتي..ونقول
إنّا لله وإنّا اليه راجعون…..
ما أروعها من جملة ،
وما أطيبها من كلمة ، جامعة مانعة ، تجمع بين السهولة والقوة ؛ سهولة اللفظ وقوة المعنى ، وبين العبودية والعزة ، عبودية المخلوق للخالق ؛ وعزة المخلوق بخالقه .
جرت العادة أن هذه الكلمة إذا سُمعت فإنها تُوحي بمصيبة وهذا ما جاءت في القرآن لأجله؛
قال الله سبحانه وتعالى :
{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }البقرة156
ولذلك ينطقها اللسان بنبرات حزينة وربما برأس مخفوض ووجه عبوس وقلب مكلوم.
نعم هي ترافق المصيبة وتأتي معها
لكن لا لتزيدها أو تعمّق جراحها بل….
لتخففها وتقوي الصبر عليها ؛
وهل التعزية إلا التقوية !!؟
يقولها أهل المصائب مؤمنون بها مستسلمون لحكمها {فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ }آل عمران174
إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ
تدعو إلى التفاؤل وتعني التسلية عن المصاب وتهدف إلى رفع الروح المعنوية واستقرار الحالة النفسية وهي حصن للمسلم من الوقوع في عدم الرضا بالقضاء ومنجاة له من الاعتراض على القدر .
إنها تخاطب المصاب ألا تحزن فأنت ملكٌ لله سبحانه ،
وألا تتشاءم فأنت قادمٌ على الله سبحان وتعالى ومن فقدت فهو ملك لله وقادم إليه وألا تيأس وألا تستلم وألا تقعد عن العمل .
” إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ “
إنها اعتراف وإقرار من المصاب بأنّه وما أُصيب فيه وما فقده من مال أو أهل أو نحوه وكل شيء حوله كل ذلك لله سبحانه وتعالى .
وما دام الأمر كذلك وما دام أننا وما نملك وما نحب وما نجمع :
ملك لله.
فليفعل الله بنا ما يشاء
وليأخذ منا ما يشاء ،
ولترضى النفس ولتطمئن الروح
” فإنّا إليه راجعون ” .
إذن :
نحن ملكٌ لله وراجعون إليه فلماذا تقتلنا الأحزان وتهلكنا !؟
لماذا يقتلنا الحزن على حبيب سبقنا إلى الله
ولماذا يفتك بنا الحزن ونحن وما نملك
: ملكٌ الله ؟!!
إذا تيقّنا أنّ من فقدناه منّا فقد سبقنا إلى الله ، وأننا وإن تأخرنا سنلحق به
: فلنسعد ولنستعد.
” إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ “
ما أعظمها من تعزية ، ولأنّ التعزية تعني التقوية ، فكانت هذه الجملة العظيمة تقوية للمصاب لا تضاهيها أي تقوية إذا كانت عقيدة وبيقين وتسليم ومن قلب سليم
ولا نختلف أن الحزن أمر طبيعي وفطري في البشر وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن
على مفقود لكن لا بد للمصاب من تسلية وتقوية فكانت هذه الهبة الربانية
” إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ”
{ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً }النساء877.
لاتحزن في مصابك في اعز الناس ويتملكك الهم والغم ويوصلك الي درجة اليأس واجذع ولكن
انه مقبل علي الرحيم الرحمن سبحانه وتعالي
وفي نفس الوقت اذا كنت قد مات لك ميت فغدا ستكون انت الميت ويعزي الناس بعضهم البعض في موتك انت
فسبحان الله العظيم ليس في ايدينا الا أن نقول
إنّا لله وإنّا اليه راجعون