بقلم الدكتورة مشيرة الشامي
ظهرت فى السنوات الاخيره تطبيقات عديده لتكنولوجيا النانو ففى الطب تمكن العلماء من صنع الات دقيقه فى حجم كرات الدم يمكنها معالجة العديد من الامراض التى تستدعى عمليات جراحيه كازالة الاورام او الانسدادات داخل الشرايين كما يعمل العلماء فى ادارة الطيران والفضاء الاميركية ناسا على صنع الات دقيقه لحقنها داخل اجسام رواد الفضاء وذلك لمراقبة الحاله الصحيه للجسم والتعامل مبكرا مع الامراض التى قد تصيبهم دون الحاجه الى طبيب ،،وايضا فقد قام الطبيب الايطالى سيلفانو بابتكار انف الكترونى محمول يستعمل انابيب الكربون نانويه قادرة على تشخيص امراض مثل السرطان من خلال تحليل الهواء الذى يخرج من الرئتين خلال الزفير والذى يحتوى على اكثر من ٣٠٠٠ مركب عضوى طيار.ومن المعلوم ان الوسيله الوحيده للكشف عن هذا المرض حاليا هى جهاز المسح
وفى مجال الزراعه استخدمت المواد النانوية فى التسميد الزراعى كبديل للاسمده التقليديه وباسعار تنافسيه وبكميات اقل كما يمكن تخزينها لفترات اطول نتيجه ثباتها العالى تحت الظروف المختلفه ،،واستخدمت ايضا تقنية النانو فى حفظالاغذيه ومكافحة الافات الحشريه والاكاروسات ورصد اماكن تواجد الاصابات الحشريه داخل الحقول الزراعيه وتقليل الفقد فى المحاصيل الزراعيه وتنقية التربه من العناصر الثقيله التى تعيق امتصاص النباتات للعناصر الغذائيه والماء كما تساعد فى تنقية المياه من المواد الثقيله العالقه بها .
و فى مجال الطاقه يحاول العديد من الباحثين فى مناطق مختلفه من العالم ان يبتكروا اجهزه لتخزين الطاقه بصفه عامه وسوف تساعد تكنولوجيا النانو بانتاج بطاريات تخزن كميات كبيره من الطاقه لفترات طويله وهو ما سوف يساهم بانتاج سيارات تعمل بطاقة نظيفه بتكلفه اقل ويخفض الاعتماد على البترول ،،،كما يسعى الباحثون الى تطوير خلايا شمسيه شفافه .
وظهرت تطبيقات عديده لتكنولوجيا النانو مثل الملابس الذكيه القادره على انتاج الطاقه او ازالة الاوساخ والميكروبات ذاتيا ،وزجاج طارد للاتربه وغير موصل للحراره . وصناعة مواد ذات صلابه تفوق الفولاذ مع خفة وزنها ،وابتكار شاشات مجسمه( ثلاثية الابعاد ) شفافه وقابله للطى .
وستشهد السنوات القادمه انتشار عمليات زرع شرائح واجهزه الكترونيه نانويه لتعويض اجزاء تالفه من اعضاء الجسم البشرى كشبكية العين واليدين والجلد وغيرها.
على الرغم من التطبيقات الواسعه لتقنية النانو فى الوقت الحاضر والتى تشمل جميع نواحى الحياه الا ان هناك اهتماما كبيرا فى البحث عن امكانية حدوث اثار جانبيه لاستخدام هذه التقنيه فى حياة الانسان والوسط المحيط به
نتيجه لصغر الجسيمات النانويه الشديد يمكن ان تنفذ بسهوله شديده من خلال الجلد والرئتين والاجهزه المعويه للانسان بدون معرفة تاثيرها على الصحه البشريه ومن ناحيه اخرى هل يمكن الاعتقاد بان استنشاق المواد النانويه سوف يؤدى الى سريان هذه المواد داخل الجسم ومن ثم وصولها الى المخ .
ولابد من الاشاره هنا الى انه لايوجد اى تنظيمات او قوانين محدده وواضحه تحدد الاضرار والاخطار الناتجه عن استخدام المواد النانويه وذلك بسبب اختلاف خصائص واحجام تلك المواد النانويه وايضا اختلاف درجة سمية تلك المواد كما انه لايوجد الان تجارب وبحوث كثيره حول اخطار هذه التقنيه الابعض الابحاث القليله على فئران التجارب ولقد اشارت بعض التجارب الى بعض التجارب الى ان الحسيمات النانويه عند استنشاقها يمكن ان تحدث التهابا فى الرئتين اكثر مما تحدثه الجسيمات ذات الحجم الكبير من نفس النوع كما اشارت دراسه اخرى الى ان الجسيمات النانويه قد تسببت فى موت بعض القوارض وحدوث تلف للمخ فى السمك وتشير دراسات اخرى على تلوث الهواء الى ان زيادة تركيز الجسيمات النانويه فى الهواء سوف يؤدى الى زياده انتشار الامراض والوفاه
وعلى العموم فلابد للعاملين فى تقنية النانو ان يتخذوا كافة انواع درجات الحذر والاحتياطات اللازمه لتفادى استنشاق المواد النانويه على جميع انواعها او ملامستها لجلد الانسان