بقلم اماني عبدالله
استيقظ أهالي شارع حسين كامل بمدينة نصر علي كارثة إنسانية بكل ماتحمله معاني الكلمة لقد مات ذلك الرجل الذي قد أخذ من الحديقة التي تنتصف العمارات السكنية بذلك الشارع مسكنا له…وفي الواقع المرير هو لم يأت بأراداته ..فأصدقائه هم من أتوا به والقوه في الحديقة لانه مسكين لايقوي ع الحركة برغم أن عمره لايتجاوز الخمسين الاقليلا
ولكنه فيما كان يبدو عليه وكان يقول للناس أنه مريض سكري وأن ساقه مهددة بالبتر والقدم الاخري وضعت بالجبس وبطبيعة الحال تعاطف معه بعض السكان والبعض الاخر وهم الغالبية العظمي لم يتحرك لهم طرف ووجدت صديقتي ذات الأخلاق الرفيعة والقلب الطيب تقول لي حاولي تتصرفي عاوزين ندخله اي دار رعاية بس تكون مجانية بصفتي صاحبة مؤسسة خيرية ولفت نظرها أن لاتندفع كثيرا في التعامل معه ..فالتعامل معه يكون من علي بعد ..لأننا لانعلم ماوراءه ..واكيد هذا الشخص كان مدمن مخدرات ولذلك وصل الي هذه الحالة وقالت لي أن من بين سكان العمارة لم يتفاعل احد مع هذه الحالة سوي جارة لها طيبة فكانا يرسلان الطعام والشراب بواسطة حارس العمارة والذي أصبح قائما علي قضاء احتياجاته من مأكل ومشرب ونظافة وتغير البامبرز وبالطبع السكان هم الذين كانوا يتولون الإنفاق ليس كلهم ولكن بفضل الله كانت الأمور تحت السيطرة الي أن حدثت المفاجأة المدوية فقد اكتشف حارس العقار الذي يتولي تنظيفه واطعامه أنه مريض بمرض الإيدز…فلقد اصاب الرجل الرعب والخوف …وبالطبع قرر الإبتعاد عنه والله اعلم انتقلت له العدوي ام لا…وعلي الجانب الاخر كانت صديقتي لاتألو جهدا في البحث عن دار أو مستشفي وقامت هي وجارتها بالاتصال بجميع المؤسسات مثل معا لإنقاذ انسان ولم يتكلفوا حتي الرد علي الرسالة وعندما حدثتهم بصفتي انني صحفية قاموا بالرد وقالوا لانستطيع قبول مثل هذه الحالة فالعدوي ممكن أن تنتشر وهذا خطر جدا علي صحة النزلاء اما باقي المؤسسات الخيرية فحدث ولاحرج.. وحاولت الاتصال باصدقائي الصحفين الذين لهم اتصالات بالمجالات الطبية دون ادني استجابة ووسط هذه الحيرة والخوف الشديد علي الرجل الذي بدأ جسده في التحلل حتي أن الدود أصبح يخرج من جسده …صدر قرار الرحمة الإلهي…توفي الرجل ..ولكن أصبحت المشكلة مازالت قائمة …من سينقله ويغسله حتي يذهب الي مثواه الأخير…فإذا كان وهو علي قيد الحياة صمت الاذان واغلقت فلم تسمع اناته والدود يأكل جسده رفضت سيارة الإسعاف نقله جميع ارقام مستشفيات معالجة الإيدز اما لاترد واما مغلقة …فكيف السبيل لتكريم هذا الإنسان بعد موته …وبدأت السكان في كل العمارات تشعر بالمأساة التي يواجهها جميع السكان فالجو شديد الحرارة فنحن في شهر سبتمبر وتجاوزت الحرارة ال٣٨ درجة فماذا لو تحللت الجثة وعندما شعر الجميع أن الكارثة حتما ستصيبه بدأ معظمهم في التحرك ..فمن لديه ضابط شرطة أبلغه ومنهم من اتصل بالنجدة ومنهم من قال وانا مالي اجيب لنفسي وجع الدماغ ليه دي هيبقي فيها س و ج الي انا جاءت الشرطة والتي اخذت تبحث عن أهله وأخذت تبحث حالته وبالفعل عرفوا أنه كان مريض ايدز وكان عليه مبلغ ١٠ آلاف جنيه لم يستطيع سدادهم وماكان من أصدقائه الا ان أتوا به والقوه في تلك الحديقة
فماذا لو قالوا الحقيقة والجميع اشترك في علاجه وماذا …لو أن أي مستشفي قبلت علاجه …اشياء كثيرة يجب البحث فيها …أين كانت الشرطة وهذا الرجل ينام في الشارع اسبوعين…لماذا أصبح الناس في حالة تبلد وعدم شعور بالمسؤولية تجاه الغير أين ذهبت شهامة اولاد البلد ….لقد ذهبت …مع كل بث لحالة سلبية والتحذيرات التي نسمعها ع السوشيال ميديا سواء كانت صحيحة أو غير صحيحة …..ولابد لنا ان نراجع انفسنا جميعا بطريقة علاقاتنا بالاخرين التي اصبحت فاترة وباردة برودة الثلج حتي يعود نهر الخير الذي بداخلنا الي مساره الصحيح ….انتهت