آخرهم يبقوا مدرسين !

 

جملة قالها تامر أمين آخرهم يبقوا مدرسين ،
ويتعجب من الدراسة للتاريخ والجغرافيا والفلسفة والمنطق ..، هل تامر أمين على الحق؟ !! ، لماذا ستدرس تلك المواد الأدبية وهناك من يجمع ملايين الجنيهات مقابل الظهور على التلفاز لبضع دقائق معدودة يهلل ويصفق !!

لماذا ستدرس التاريخ وأنت بإمكانك أن تصفق لأصحاب النفوذ والمال ، وتتجنب الخطأ والخطر !! أليس تجنب الخطأ والخطر هو جوهر ما يعلمه لك التاريخ !! ، عفوًا يا صديقي الأمر بسيط ..، كل ما عليك أن تجعل لسانك يتراقص بالمدح والنفاق والتلميع كغانية أو عاهرة وهم في عملهم أيضًا درجات !!! … إنك بالتطبيل والخروج للتنزه في موالد الحكام والمستعمرين وأصحاب السلطات والمال مع بعض تقبيل الأحذية ولعق الأقدام وستكون من علية القوم ، منتفخي الأرصدة حسب امتيازات حقبتنا الحالية .. فلماذا تدرس التاريخ !!

لماذا ستدرس الجغرافيا ، ألا يعلم السيد تامر أمين عن “الجيوبولتيكا” التي تخدم الدولة على حساب الغير كما تفعل إثيوبيا معنا على سبيل المثال ! لماذا ستدرس الجغرافيا وتتعرف على حدود الدول ، و تعلم ذوي الأعراق ، وتقف أمام حملات الغزو الفكرية و حروب الجيل الخامس ، بل من الممكن أن يجرك عقلك لتصبح نابغة فتجد نفسك تتشعب أكتر في دراسة فروع الجغرافيا من جغرافيا النبات وجغرافيا المناخ لتنقل تلك البلد نقلة تجعلها بفضل علم واخد في مصاف الدول المتقدمة المنتجة ! ، ولكن لماذا كل هذا وأنت بامكانك التطبيل ، والتهليل ، وسيكون في حسابك البنكي من يُقلك إلى جميع الأقطار ويفتح لك كل بوابات الحدود التي تهلكك فيها دراسة الجغرافيا دون أن ترى بلد واحد منها يوماً ما .. أعاهدك ياصديقي الخام الفكر الساذج أن التطبيل والنفاق والتصفيق وحمل نعال أصحاب النفوذ لا يفتح لك بوابات الحدود فقط ، بل يفتح لك حتى البوابات النجمية ، فلماذا ستدرس الجغرافيا!!

لماذا ستدرس اللغات وتتواصل مع الأغيار وتنقل العلوم وتتبادل الثقافات .. والتصفيق والتهليل يمنحان إياك صك بنكنوتي لتذليل العقبات كافة ، ونقل كل حضارة الغير في صورة مدنية لها كمالياتها أنت بدونها لا تساوي حتى صدأ غزى مسمارًا داخلها .. فلماذا ستدرس اللغات .

لماذا ستدرس الفلسفة .. لماذا ستدرس علم ميزان وضبط الفكر وتحدث التغيير الذي لابد له لكي يكون ، أن يحدث في عقلك أولًا لينعكس ظله حقيقة مرئية ملموسة على أرض الواقع ، وأنت بإمكانك أن تكون في صف السادة ؟! ، لماذا ستدرسها وأنت تستخدم مع العوام الدجل ، والتخدير ، وعلوم اللسان ليسبحوا في فردوس الأحلام ، وعندما ينزلون الشارع لا يجدون من الأحلام إلا نعالهم ملطخة في وحل الواقع المشين . فلماذا ستدرس الفلسفة ؟! ..

كل هذه العلوم للأسف لا تجعل منك شيئًا في النهاية ، سوى مجرد فرد مشاهد منساق كما يريد صاحب اللعبة ، وإن كنت يوما مدعوًا لحفلنا فلن تكون سوى مجرد معلم منزوي ليس بمقدروه إلا أن يلعنا في حفل التطبيل ! .

كتب أحمد البياسي

Related posts

Leave a Comment