الكاتبة . مروة رجب الشريف
في بدية حديثى عن الشخصية العسكرية ومدى أهمية تلك الشخصية فى تحويل مسارات بلاد من النقيض إلى النقيض الآخر ومدى المخاطر المحيطة بتلك الشخصية وما تتحمله من إهتمامات داخلية وأكثرها خارجية تخص الوطن وتخص أيضا المواطن ولذا علينا أن نجرى وراء حقيقة وسمات تلك الشخصية لأنها أثارت جدلاً فى كل بيت مسلم ،وغير مسلم وحوربت وحاربت فى قضايا تهم الوطن العربي ولكن بعد التجربة المشهدية ثبت بأن ما من أمم أعتلى شأنها إلا بعد أن وقفت بجانب جيوشها وشخصيتها العسكرية وما من أمم سقطت إلا بعد أن أسقطت رمزها العسكري وبعدها يسقط كل رمز فيها وطني وتتلاشي فيها معالم الوطن ولا يبقى غير الدمار والخراب لتلك البلاد ومن يعيش فيها.
ونحن نعلم جيداً أن الدولة القوية قوية بعساكرها الأقوياء اللذين ينشرون الامان فى البلاد ولذلك وجدنا كثير من المجتمعات أفاقت من الغفلة والمؤامرة الكبرى التى تحاك بجيوشها وشخصيتها العسكرية بل وأخذت تصيغ قصائد المدح فى أمجاد تلك الشخصية وفوائدها وما تفعله من تضحيات من اجل الوطن ، وإذ بكل وسائل الدعاية تدعو جميع المجتمعات العربية أن تحترم تلك الشخصيات لأنها درع الوطن وتشعر من خلال وجود تلك الشخصية بالأمان والأنتماء وكل ما هو طيب فى هذه الحياة ، وهكذا عاد العالم العربي لاحترام تلك الشخصية لم يعد عن إيمان ولا عن إقتناع ولكنه عاد بعد تجارب عديدة وأليمه أراد الله سبحانة وتعالى برحمته أن يقينا شر تلك التجارب فعدنا مكرهين إليها لان الحياة لا تستقيم بدونها وأول تلك السمات
1- التمسك بالفضيلة والالتزام بها.
2- التكامل والتوحد بين أطراف الشعب :
السعي وراء التكامل والتوحد بين أفراد الشعب ليس بالسهل ولا أحد يستطيع أن يفعل ويحدث هذا التكامل إلا إذا كان ذو مواصفات خاصة فالمسئولية تدفع تلك الشخصية لإحداث التكامل لأنها تعلم جيداً أن هذا التكامل والتوحد يتحقق من خلاله التوازن ويحافظ على كيان الوطن فكل فرد فى هذا المجتمع له وظيفته وله مهمته التى من خلالها يتطور هذا المجتمع ويواكب تقدم المجتمعات الأخرى فكل فرد على أرض هذا الوطن يكمل أخيه ولا يستطيع الوطن ان يستغني عن فرد من أفراده
33- السعي وراء الإصلاح . كم من فرداً سعي وراء مجداً لنفسه ونسي وطنه وكم من رجل سعى وراء بناء أمجاد وطنه وقد كتب أسمه فى التاريخ بحروف من ذهب وفضة بشرف وتقدير وأحترام أما عن الفئة الاخرى فقد نالت أحتقار الناس ونساها التاريخ من قاموس الزمان والمكان فعاشت بلا ذكر وماتت بلا هوية ، فلا يوجد شعب إلا تمنى ان يعيش فى حماية تلك الرجال ويوفر لهم كل شئ ويرعاهم هم رجالاً يسعون وراء الإصلاح ، أى الإصلاح فى المؤسسات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والأسرية من خلال وضع القوانين التى تحمى الضعيف من القوى والحث على الإلتزام بالأخلاق والفضيلة ، ونحن هنا لا نتحدث عن وضع متفرد يمثل ظاهرة عارضه ولكننا نتحدث عن الامور الطبيعية التى تصدر من تلك الرجال والتي اقرها العقل وتحيا بها الحياة في ظل شعب قوى وكريم.
44- تواصل العمل ليلاً ونهاراً : الإنسان إذا لم يسترح ويسكن ليلا لا يستطيع العمل نهاراً والإنسان الذي تضطره ظروفه مثلا ان يواصل العمل ليلاً ونهاراً لا يمر عليه يومان إلا ويكون قد فقد القدرة على العمل والحركة ولابد أن ينام فترة توازي فترة اليومين اللذان قضاهم مستيقظاً فإن النوم بالليل هو الذي يعطي الراحة الحقيقية للجسم ذلك أن حركة الحياة تهدأ ليلاً مما يتيح للإنسان نوماً عميقاً فضلاً عن ذلك فإن النوم ليلاً كما ثبت من الابحاث الطبية الحديثة يعطي الجسد راحة لا يعطيها له نوم النهار فكيف بتلك الشخصية أن تسهر فى اليل لتؤدى عملها بدون شقاء أو معاناه ومن هنا يلفتنا إلى السمات الجسدية التى تجعل تلك الشخصية أن تقيم مهامها على أكمل وجه فى الليل والنهار وهى مهمة صعبة ولكنها ليست مستحيله ، هذه هي وظيفته حماية الناس فى الليل ورعاية مصالحهم فى النهار فقد من الله عليه من الصفات الجسدية التى تعطيه القدرة على التواصل عدة أيام ليلا ونهارا والتحمل من أجل الناس وعدم التخلى عن واجبه
55- العقلانية .إن مهمة العقل أن يكبح الشهوات النفسية ويجعلها تسير فى الطريق المرسوم ولذلك تجد الشخصية العسكرية حياتها عقلانية أكثر من الشخصية المدنية لان مهمته هو تطبيق القانون وتفعيل النظام فلابد أن يرتب الأشياء ترتيباً عقلياً لا مكان فيه للعاطفة فإذا وقف مجرما امامه وأخذ يبكي له ويشرح الظروف والاوضاع التى دفعته لارتكاب هذه الجريمة فإنه لا يردخ إلى البكاء ويتمسك بتنفيذ القانون وسرعان ما يقوم بتقديمه للمحاكمة لأنه حكم عقله بما هو مطلوب منه وأخذ الطريق الذي لا عاطفة فيه ، ولأنه يعلم جيدا أن العقاب هو الوسيلة الوحيدة للقضاء على الجريمة وحتى يتعظ الآخرين أصحاب القلوب الغير رحيمه ، اما الشخص العادى من الممكن أن تؤثر عليه العاطفة وتستطيع أن تقيس على هذا مئات الأحداث التي تقع كل يوم ونقارن فيها بين موقف الشخصية العسكرية وبين مواقف لرجال أخرين لتجد أن موقف تلك الشخصية أقوى بكثير ولذلك كثيرا ما ضاعت الحقوق وسط زحام وكثرة القضايا واغلبها ضاع من روتين القوانين المدنية.
66- التضحية من أجل الأخرين . إن التضحية من أجل الأخرين شئ لا يمكن تصديقه أن يحدث ولكن المسئولية تجاه الوطن يجعل تلك الشخصية تؤدي مهمتها وتضحى من أجل سلامة وحياة الأخرين فإن تلك الشخصية لها وضع مختلف فإنها مسئوله عن غيرها فالرجل مسئول عن زوجته واولاده وأمه وأبيه أي مسئول عن أسرة كاملة، فما رأيك فى رجال مسئولون عن تلك الأسر وعن حياتهم وعن أمنهم؟؟
فالمسئولية تزداد عندما يكونوا مسئولون عن وطن بأكمله فكيف يكون حالهم وحياتهم فإن الله سبحانة وتعالى حينما خلق الحياة وخلق الإنسان ووضع له منهجاً ليعيش به وهذ المنهج أنزله الله من السماء ليعطي للإنسان الحياة الأمنة الكريمة على الأرض وقد أختص الله عز وجل رجالاً يحققوا هذه الحياة الأمنة رجالاً جسورا لا تعرف الخوف فى تطبيق منهج الحياة الكريمة هؤلاء الرجال هم جميعهم من الشخصيات العسكرية وتلك الحياة الأمنة تتطلب التضحية من أجل الآخرين.
77- التصدى لمشكلات الوطن : إن مشاكل حياة الوطن تحتاج إلى رجلاً يتصدى لهذه المشاكل وهو الذي يتداخل فيها ويحلها فهناك أشخاص تقف صامتة امام تلك المشاكل ومنهم من يقف حائراً أو عاجزاً وهناك من يقف شاهداً والآخر يقف ساخراً ولكن الشخصية العسكرية تقف امام تلك المشاكل لكى تواجهها بكل قوة وإرادة حرة لكى تنتهى على صعيد الساحة الوطنية حتى بعدها تسير عجلة الحياة فى الوطن بلا توقف أو تعطيل ولو جزء منها هكذا يفكرون ولهذه الأسباب وغيرها من الأمور تجدهم أكثر معرفة بالوطن ومشكلاته التي تعارض سير العملية التقدمية فى تطور ذلك الوطن الضعيف المتهالك من الحروب ولذلك فإن الذي يقول إن الشخصية العسكرية مكانها فى الحرب والتدريب العسكري والسكنات العسكرية لا حجية لأقواله لأن الدول العظمى المتقدمة ما قامت من رفعة وتقدم إلا بعد بناء جيوش عظيمة ، هذه الجيوش هى التى ساهمت في بناء هذه الدول من خلال تخريج شخصيات عسكرية عظيمة وفريدة قامت ببناء أكبر المصانع الأسلحة والزخيرة وأكبر صرح تكنولوجي وذري ونووي هائل جعلتها بتلك القوي تتحكم فى مصائر وشعوب بلاد آخرى بسبب إمكانياتها العسكرية .
88- الصدق : وهم رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه .