بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال
أحياناً تبتسم الحروف حينما تكتب لأنها تكون من قلوب صادقة , و تبتسم الهدايا عندما تهدى لأنها مليئة بالحب و الوفاء فالابتسامة الحقيقية لا يمكن تزييفها فهي كالذهب عبثاً يحاول المخادعون تقليده و لكن بريق الذهب ليس كأي بريق الابتسامة إشراقة روح , و إطلالة نفس , و صورة فؤاد , الابتسامة بلسم الألم و دواء الحزن .
الابتسامة … أقصر طريق إلى القلوب و أقرب باب إلى النفوس , الابتسامة المشرقة ، أقوى قوانين الجاذبية للقلوب و الأرواح ، و للابتسامة سحر خلاب يستميل القلوب و يأخذ بالألباب نبتسم لنزيد رصيدنا من الحسنات و قد قال صلى الله عليه و سلم : ( و تبسمك في وجه أخيك صدقة ) و قال : ( لا تحقرن من المعروف شيئاً و لو أن تلق أخاك بوجه طلق ) و كأنما يريد صلى الله عليه و سلم أن يدربنا على الابتسامة لتكون سجيةً لنا فكلما ابتسمت أُهديت إليك صدقة فهل تزيد رصيدك من الصدقات ؟فابتسامة هي سر الجاذبية المشرقة ..
والصحة المتدفقة ..فهي تدل على السعادة الوارفة والنجاح الدائم.. ابتسم وزود روحك بالوقود .. ابتسم وارفع من روحك المعنوية .. ابتسم ولا تحرمها من حولك ..
فسرعان ما تنساب في داخل نفسك ..ابتسامتك تختفي خلف تجاعيد الأيام
وإن الحياة أصبحت لا تطاق ..إن شعرت إن الدنيا أصبحت سجنا لانفاسك وان الساعات لا تعني إلا مزيدا من ألم
وأن كل شئ أصبح موجعا ..ارسم على وجهك ابتسامة من قهر واسكب من عينك دمـعـة مـن فرح ..إن فقدت كل شئ .. جميل وتحطم طموح على كف المستحيل ..افتح عينك للهواء و النور ..لا تهرب من نفسك في الظلام .. عد إلى النور واحضن جراحك التي أصبحت تحتاج لك أكثر .. أشعرها بوجودك .. و اشعر أنت بوجودها ..
لا تـنظر إلى من حولك بأكثر من ابتسامة تجتاز المسافات .. و تخترق حواجز الصراع ..ابتسم لهم ..رغم كل ما فيك من أوجاع .. فأنت هكذا .. تحمل المعنى الحقيقى للامل ,احمل في قلبك ريشة ترسم بها لوحة يتذكرك بها الآخرون ..
و لا تجعله يحمل .. رصاصة .. تغتال بها كل الجمال حولك مسكين جدا أنت حين تظن إن الكره يجعلك أقوى !
و إن الحقد يجعلك أذكى ..وان القسوة و الجفاف هي ما تجعلك إنسانا محترما ..تعلم إن تضحك مع من معك .. و إن تشاركه ألمه و معاناته ..عـش معـه وتعايش به .. عش كبيرا و تعلم أن تحتوي كل من حولك..فلماذا لا نبدأ يومنا بابتسامة عريضة تضهر على وجوهنا وخصوصا عندما نلتقي مع أناس أخرين وغريبين عنا فهي لغة لساحرة تدخلنا الى قلوبهم دون جهد او مشقة فبإشارة واحدة من عقلك الى عضلاتك فينار وجهك وتفتح لك الابواب .