كتب ..عبده ا لبربري متا بعة..د.هاتي جرجس..
ان التحرش الجنسي لا يحتاج للغة لفهمه ، ولا لشكل أو لباس لممارسته ، ولا لعمر يستهدفه ولا حتى لجنس يفرقه ، وإنما هو فعل غريزي لاأخلاقي يصدر عن أشخاص يعانون من أمراض نفسية عززتها تربية خاطئة لذكورة زائفة وسطحية ، ونظرة دونية للنساء تشكلت عبر التاريخ ، وتتم ممارسته في المحيط الضيق كالبيت وبيوت الجيران والحي ، لينتقل إلى الحيز الأوسع كالأماكن العامة والمؤسسات التعليمية وأماكن العمل.
ان القضية لا تعني فقط النساء، هي قضية المجتمع ككل، قضية المواطنة و حقوق الإنسان واحترام كرامة الجسد و حرمته.
– التحرش الجنسي ظاهرة تعيشها المرأة أحياناً في الدائرة الخاصة أي في البيت الذي تعيش فيه مع أقرب المحارم.
– التحرش الجنسي ظاهرة موجودة ضد الأطفال الذين لا يجسدون عادة مصدر إغواء أو إغراء أو فتنة و تستهدف منهم الذكور و الإناث على حد السواء.
-الاعتداءات الجنسية تستهدف المحجبات أيضا كما بينت الدراسات الميدانية.
– إن انتشار الدعوى إلى فصل المرأة و حجبها خوفا من الاعتداءات الجنسية تختزل الكائن البشري في البيولوجي و الجنسي هو تغييب لكيانه الآخر الإنساني الثقافي الاقتصادي الاجتماعي السياسي فالعيش المشترك قائم أساسا على قدرة الإنسان على الارتقاء من الطبيعة إلى الثقافة و من الهمجية إلى الحضارة و يرتكز على تميزنا بخلق الوسائط بيننا و بين المتعة و قدرتنا على تأجيل تحقيق الرغبة المباشرة و إرجائها والتسامي بها.
و بالتالي فالحل الأمثل هو تجريم التحرش الجنسي بسن قوانين منفصلة عن قوانين العقوبات ورسم إستراتيجيات وسياسات تهدف إلى الحد منه ، ودعوة مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات المدافعة عن حقوق النساء والأطفال بشكل خاص بالعمل على وضع إستراتيجيات وطنية لمكافحة التحرش الجنسي ، واقتراح مشاريع قوانين ، وزيادة البرامج التوعوية والتثقيفية حول الثقافة الجنسية وحول التحرش الجنسي للنساء والفتيات والأطفال ، والعمل على تسهيل وصولهن إلى مراكز تقديم الخدمات الإرشادية ، ودعم برامج إشراك الرجال والشباب في مكافحة التحرش ، وكما تدعو وسائل الإعلام إلى إبراز قضية التحرش الجنسي والمخاطر التي تترتب على حدوثه ، النفسية والصحية بالنسبة للمتحرش بهن ، والأخلاقية والتربوية بالنسبة للمتحرشين ، والأسرية بالنسبة للمجتمع ككل.