بقلم /جيهان عزمى
قصة قصيرة قرأتها عدة مرات من قبل وجدت سطورها أمامى ذات مرة .
القصة تحكى ان أحد الرسامين رسم لوحه ووضعها فى ميدان عام و بجوارها علبة ألوان وكتب عبارة تقول : (اذا وجدت خطأ باللوحة ضع عليها دائرة بالألوان)..
وعاد فاليوم الثانى ووجد اللوحة مليئة بالدوائر…
وفى اليوم التالى وضع لوحة فى نفس المكان و بجوارها أيضا علبة الألوان وكتب عبارة : (اذا وجدت خطأ باللوحة أصلحه)
وعاد فى اليوم التالى ووجد اللوحة كما هى بدون إصلاحات…
قصه ربما تبدو بسيطه تمر أمام أعيننا مرور الكرام دون أن نلتفت إلى عمق الرسالة التى تحويها…
من منا لم يمسك يوما بفرشاة واضعا دائرة حول أخطاء الآخرين ؟
كثير منا له عيون ثاقبة تتصيد أخطاء الآخرين حتى لا تكاد ترى جمالهم بل وتشير لتلك الأخطاء بكل قسوة وتسلط عليها الضوء حتى يراها الاخرين مثلها…
وفى المقابل من منا رأى احد العيوب وحاول إصلاحه أو عمل العكس بتسليط الضوء على نقاط جماله أو حتى أضعف الإيمان غض البصر عن ذلك العيب….
هل سألت نفسك عزيزى القارئ أتكتفى بتسليط الضوء على الخطأ؟
أم انك تمد يد المساعدة وتصلح ذلك العيب أو ببساطه تلتفت بعيدا عنه منشغلا بما فيه من جمال متغاضياً عن ما تظنه عيباً فيه؟
ثق عزيزى القارئ أنه لو أبصر المرء عيوب نفسه لإنشغل بها عن عيوب الناس لو نظرنا للاخرين بعين بسيطه لما رأينا قبحا فيهم….
نحن جميعا مطالبون بإصلاح أنفسنا اولاً…
ف القرآن الكريم يقول (كل نفس بما كسبت رهينة) (المدثر:٣٨)
والكتاب المقدس يقول: (أخرج أولاً الخشبة من عينك حينئذ تبصر جيداً أن تخرج القذى من عين أخيك)(متى٧: ٥)
عزيزى القارئ أول خطوة لرقى أخلاقك ان تتعلم كيفية غض البصر عن عيوب الآخرين متذكراً أن الكمال لله وحده
وأغلق فمك عن عيوب الآخرين ولا تتحدث بالسؤ عنهم فاليوم لك وغداً عليك….
وتذكر قول ابن القيم: (من عاب أخيه بذنب لم يمت حتى يفعله)…