بقلم / د. أحلام الحسن
استشارية إدارة أعمال –
إدارة موارد بشرية
حربُ الموصل إلى أين ؟!
بين صراعات الموت المؤكد والحياة المُهدّدة بالفناء بالقصف العشوائي لها بالطائرات وقاذفاتها المجنونة والتي كأنّها كان تنتظر هذه الفرصة بصبرٍ فارغٍ .. يتسارع الموت من كلّ حدبٍ وصوبٍ من فوق الأرض ومن تحت الأرض وكأنّهما على موعدٍ للقضاء عليها وعلى سكانها الأبرياء .. وكأنّ عليهم دفع ثمن حربٍ لا ناقة لهم فيها ولا جمل !
خوفٌ مهوّلٌ مرير بين القذائف والألغام وقنابل الطائرت والرّعب المحدق بهم من كلّ الأطراف .. البيوت من فوقهم تُهدم ومن تحتها تُلغم !!!
وصرخات الأطفال ومرارة العيش والجوع والرعب القاتل من جميع الجهات ..
ومن فرّوا ليسوا بأحسن حالًا ممن لاقوا الموت حربًا .. فالجوع والأمراض وعدم توفّر ما يكفي من الغذاء والدّواء والمسكن هي بذاتها أسلحة أخرى تهدد حياتهم وحياةَ أطفالهم .. ومنذ أن فتحت الحرب مصراعيها قبل شهورٍ قلائل وفي فصل الشتاء حيث يداهمهم ويداهم أطفالهم البرد القارس وهم في عراءٍ يقضي على ماتبقى من قواهم .. فضلًا عن معأنأة المشي لمسافاتٍ طويلةٍ يحملون من بقي على قيد الحياة من أطفالهم وكبار السّن ..
إنّ مأسأة العراق الحبيب مأسأةٌ تذهل الألباب وكأنّ طاحونةً ما قد خُططت له لتطحن الأخضر واليابس .. وقد تكون ممن يدسون السّم بالعسل .. في حينٍ نسمعُ تنديداتٍ من الأمم المتحدة والتي بالفعل قد عجزت عن تدارك الوضع الخطير بالعراق بدءً من الغزو المنوع إلى تدرجات
إنطلاقة الفتن فيها إلى الآن ..
ليموت الشعب العراقي قتيل الجوع والحرب رغم ثرواته النفطية والمائية والزراعية .. ذاك الوطن الذي كان يُضرب به المثل في قوة اقتصاده ومستوى التعليم الراقي فيه وإن تداخلت أزماتٌ سياسية أبان حكم صدام حسين الذي فعل ما فعل من الجرائم بشعبه وبجيرانه بالخليج .. لتستمر طاحونة الحرب وليقع العراق السمين والوفير بخيراته فريسةً للطامعين في خيراته ولا سبيل لهم لأخذ الحصة الأكبر من ثرواته إلاّ بالقضاء على شعبه تدريجيا .. حروب .. فتنٌ طائفية .. فتنٌ سياسية .. مرضٌ .. ضياعٌ وتشتتٌ .. جوع .. الكلّ قد شمّر عن ساعديه لينهش في هذه الفريسة السمينة حتى العظم ..
وتُشيرُ الإحصاءاتُ إلى ما يقارب من الأربعمائة ألف فارٍ ومُهاجرٍ من داره وأرضه خوف القصف والحرب نحو المخيمات باتجاه حمام العليل جنوب الموصل حيث نصبت هناك آلآف الخيام لهم لكن هل هذه الخيام ستكفي للأعداد الهائلة والمتزادية في كلّ ساعة ..
وهناك ثمّة أمورٍ أخرى تنهك الكاهل الإقتصادي للعراق وهو توفير الغذاء والدواء والماء والملابس .. ويحتاج الأمر لعدة حلولٍ منها :
11- التكاتف الدولي أجمعه عربا وغربا مع العراق ومع مكتب الأمم المتحدة لإنقاذ هذه النكبة البشرية .
2- توعية الأهالي توعية صحية ومساعدتهم في هذا النزوح على النظافة وتوفير اللأزم لهم .. حيث أنّ أكثر من 300 حالةٍ من مرض التيفوئيد قد ظهرت بين النازحين وثمة احتمالٍ كبيرٍ لازدياد العدد مالم تبادر الحكومة العراقية بالتطعيم والدواء تحاشيا لإنتشار الأوبئة المتعددة .
3- ضرورة توعية النازحين بالتآخي والمواطنة السليمة للجنسين .. ونبذ الخلافات الطائفية والمذهبية على حدّ ٍ سواء .. وتوفير المختصين لهذه المهمة .. والذين لديهم القدرة على الإقناع .. ويمتلكون لباقة الحديث ..وسعة الصّدر لضمان أكبر نجاحٍ لهذه المهمة العظيمة والتي بالفعل يجب عدم تغاضي الحكومة العراقية عنها .
4- توفير طاقمٍ من ذوي الإختصاص لرفع المعنويات وخلق جوٍ من الطمأنينة بينهم ..خاصة للأطفال ومحاولة بثّ روح الطمأنينة في نفوسهم .. وإزالة بقايا الخوف والهلع التي لحقت بهم .
5- وتبقى المهمة الإقتصادية الشاقة وهي تعمير الموصل من جديد على صعيد إنشاء ما تلف من مدارس ومستشفياتٍ واعادة إعمار بيوت أهالي المنطقة وووو .. ولا ندري إلى أين ستصل مأسأة العراق الحبيب .