كتب …عبدة البربري
متابعة د..هاني جرجس قضية “الغارمات”.فإن الغارمين والغارمات هم كل من عليه دين ولم يستطع سداده. هي ظاهرة اجتماعية متفشية. حيث شاعت مؤخراً إحصائية تقدر عدد الغارمين والغارمات في السجون المصرية بنسبة تتراوح بين ٢٠ إلى ٢٥٪ من إجمالي السجناء أي قرابة ال ٢٠ ألف سجين .اماالذين حصلوا على أحكام نهائية ولكنهم مازالوا خارج السجون ، فإن الأعداد تتضاعف حيث أن هناك الألوف من الأحكام النهائية التي مازالت قيد التنفيذ . المؤسف أن السواد الأعظم منهم يواجهون السجن نتيجة لديون لا تتعدى بضعة آلاف من الجنيهات.
تتلخص الضاهرة في ثلاثة أسباب . السبب الأول وهو الأكثر شيوعا هو الاستدانة لشراء مستلزمات الزواج . وفي هذه الحالة ، تقوم الأم بشراء أثاث المنزل أو الأجهزة الكهربائية من خلال معارض بنظام القسط الشهري . وسرعان ما تتعثر السيدة في السداد فيدخل الأمر لساحة القضاء ويتطور بأن تسجن السيدة بالفعل لعدم قدرتها على السداد ما لم يتدخل أهل الخير.
السبب الثاني هو ما يعرف شعبيا بالحرق ، و في هذه الحالة تقوم السيدة بشراء سلعة بثمن يكون في الغالب مبالغ فيه نظير قسط شهري وتقوم على الفور بحرق السلعة أي بيعها بثمن بخس للاستفادة من السيولة النقدية لقضاء حاجة ماسة لديها ، وسرعان أيضا ما يحدث التعثر في السداد و السبب الثالث هو الضمانة ، حيث تضمن السيدة جارتها أو قريبتها في أشكال من أشكال التقسيط ، وحين يتعثر الطرف الأول عن السداد يصير الضامن غارم و تتم مقاضاته. وكثير ما يصيب هذا النوع السيدات الكبيرات في السن حيث يضمنن أقاربهن أو جارتهن في التقسيط الخاص بزيجات بناتهن.
وقد تزايدت حدة هذه الظاهرة مؤخراً نظراً لاستخدام التجار “إيصالات الأمانة” لتوثيق الدين مما يحول عملية البيع والشراء من قضية مدنية يمكن الفصل فيها دون عقوبة الحبس ، إلى قضية جنائية تؤدي إلى السجن لسنوات عدة
إن البدء في مساعدة الأمهات الغارمات وحل مشكلاتهن أفضل من عقابهن بالسجن حتى لا يتحولن إلى سجينات ، ويحملن هذه الوصمة التي سترافقهن طوال حياتهن ، لأنهن وضعن في ظروف صعبة اضطرتهن إلى فعل ذلك ، لأن انقاذ كل أمرأة غارمة هو خطوة لإنقاذ أسرة.