أصبحت أفلام الأكشن في السنين الأخيرة سلعة رخيصة لا قيمة لها، ليس لأنها فئة سينمائية سيئة السمعة، بل العكس فهي تعتبر من أكثر الفئات المطلوبة والمحبوبة من طرف جمهور السينما لما تحتويه من إثارة ومتعة مشوقة.
المشكل يكمن في انعدام الموهبة في بناء فيلم أكشن ملحمي يشد انتباه المُشاهد، فتجدهم يُقدمون شخصيات تفتقد للعمق الدرامي الذي يخيط بين تطور الأحداث وتلك الفرجة المشوقة، ثم تجد آخرون يقدمون أفلام بمشاهد قتال هزيلة لا ترقى للأكشن والتشويق المطلوب.
هذه السنة كانت هناك طفرة في هذه الفئة السينمائية، تتجلى في فيلم Extraction الذي سطّر جيداً المعنى الحقيقي لكيف تصنع فيلم أكشن يشد جميع أنواع المشاهدين؛ أصحاب هذه الفئة وغيرهم. لكن ظهور فيلم أكشن ملحمي يستحق المشاهدة مثل Extraction هذا لم يأتي عبثاً.
اترك الأمور لأصحاب اختصاصها
© 2020 Netflix |
فيلم Extraction اجتمع فيه أصحاب الاختصاص الشيء الذي جعله يستحق لقب فيلم الأكشن العام. كان وراء إخراجه مؤدي مشاهد خطيرة معروف جداً بين أفلام الأكشن والقتال، المتخصص في المجازفة “سام هارغريف” الذي كان على دراية لكيف سيُنجز مشاهد تحبس الأنفاس كالتي رأيناها في الفيلم، وبالتالي فنحن نتكلم عن متخصص في مشاهد المجازفة الخطيرة ومن الطبيعي أن يصدر عنه فيلم بهذه الروعة، رغم أن هذا الفيلم يعتبر أول إخراج سينمائي طويل له!
ثاني الأسباب وراء نجاح الفيلم هو كُتاب السيناريو، الأخوين روسو، اللذَين صمموا جيداً البناء الهيكلي لأحداث القصة، وددقوا في تفاصيل المشاهد كما يجب فكانت النتيجة فيلم ملحمي مشوق من البداية إلى نهايته. الأخوين روسو معروف عليهم النجاح الذي أنجزوه في أفلام عالم مارفل السينمائي، وأغلب الأفلام التي قدموها هناك كانت مشاهدها غاية في الروعة والتشويق.
فيلم Extraction يستحق أن يكون من بين أفضل أفلام الأكشن على الإطلاق!
© 2020 Netflix |
لاحظت أن أغلب النقاد وتقريباً جميع رواد السينما اتفقوا على أن الفيلم يستحق أن يكون من بين أفضل ما قُدّم في فئة الأكشن في تاريخ السينما! صحيح.. أتفق معهم وأؤيد هذه الفكرة، والقائمة القادمة لأفضل الأفلام في تاريخ السينما الجزء الثاني سيكون من ضمنها هذا الفيلم بدون شك. الفيلم يخطف الأنفاس ويشدك في مكانك عندما تكون هناك مطاردة أو قتال. هناك مشهد مطول مدته حوالي 11 دقيقة سيبهرك كما أبرهني شخصياً، مشهد بدون توقف مليء بالمطاردة والقتال يتميز بنوع من الدراما الواقعية لأبطال القصة زادت من روعة المشهد بأكمله.
الفيلم يعاني من شيء واحد.. الفكرة العامة!
© 2020 Netflix |
فيلم Extraction هو فيلم أكشن ملحمي يخطف الأنفاس ويتميز بأفضل مشاهد القتال في تاريخ أفلام الأكشن على الإطلاق. لا أحاول أن أبالغ في الفيلم هنا أو أعطيه أكثر من حقه، لكن هذا الوصف يصفه بالتدقيق.
لكن.. هناك جانب سلبي واحد فشل كُتاب الفيلم في إتمامه وكنا سنحصل على تحفة ملحمية مشوقة مثالية لو أنهم أعطوه اهتمام أكثر. أتكلم عن القصة أو الفكرة العامة للأحداث، التي تتميز بنوع من البساطة المستهلكة في الوسط السينمائي. فقصة الفيلم تدور بكل سذاجة حول قاتل مستأجر اسمه “تايلر رايك”، مرتزقة شجاع لا يعرف الخوف يشرع في أخطر عملية تهريب قام بها في حياته، عندما يُعرض عليه إنقاذ إبن رئيس عصابات تم اختطافه.
مثل هذه الأفكار مستهلكة جداً خصوصا في هوليوود، حتى أننا شاهدنا المئات من الأفلام والمسلسلات منذ سنوات القرن الماضي التي تدور حول فكرة ذلك الجندي أو المقاتل الذي يصارع الأشرار لإنقاذ طفل من عصابة ما. فكرة ساذجة لا إبداع حولها كانت الهفوة التي أنقصت من روعة الفيلم.
كلمة ختام.. الفيلم يستحق المُشاهدة
على أي، رغم النقطة السلبية السابقة، ذلك لا يعني أن الفيلم سقط من تلك الصورة المثالية التي وصفته بها في الأول، فكما يعلم جميع عشاق السينما لا يوجد أبداً فيلم مثالي لأنه لا يوجد أصلاً شيء مثالي في الحياة.