سيد درويش كان معانا وتجلت روحه الطاهرة وبثت الحماسة في قلوب الحاضرين الذين أسكرتهم نشوة الطرب الوطني الأصيل ومع الأصوات العذبة لفرقة تراث سيد درويش خلال أمسيتنا فائقة الروعة والبهاء بعنوان الأغنية الوطنية والثورات المصرية والتي أقيمت على مسرح النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر تحت رعاية المفكر الكبير الدكتور علاء عبد الهادي رئيس النقابة وأمين عام اتحاد الكتاب والأدباء العرب والتي قدمتها لجنة التذوق الأدبي والفني بالنقابة برئاسة الشاعر هشام الدشناوى. وكانت جمعية موسيقي سيد درويش برءاسة الأستاذ /محمد حسن درويش “حفيد خالد الذكر سيد درويش” قد أهدت النقابة فرقة تراث سيد درويش لتحيي حفل الليلة بمناسبة مرور مئة عام على رحيل خالد الذكر سيد درويش
بدأت الأمسية بكلمة ترحيب من الشاعر هشام الدشناوي ثم بكلمة من أمين عام الجمعية الأستاذة / مشيرة اليوسفي، التي قدمت نبذة مختصرة عن تاريخ الجمعية وهي التي بذلت مجهودا مضنيا في الإعداد والتنسيق مع اللجنة لهذه الأمسية.
ثم أمتعنا الدكتور/هاني الحمزاوى أستاذ العلوم الإنسانية والاجتماعية والفنان وعازف العود الماهر بمحاضرة غنائية شيقة عن دور الأغنيات الوطنية لسيد درويش والتي ألهبت ثورة 1919 ، وقام بإجراء الحوار معه الماهرة المتمكنة الأديبة غادة صلاح الدين عضو اللجنة
ثم أعقب هذه الفقرة الممتعة فقرة أخرى أكثر إمتاعا شرفنا فيها الأستاذ دكتور /أحمد يوسف الطويل، عميد المعهد العالي للموسيقى العربية وقام بإلقاء محاضرة غنائية على عوده البديع عن الأغاني الوطنية في الفترات التي تلت 1919 مرورا ب ثورة يوليو 1952، ثم فترة النكسة والاستنزاف وصولا إلي نصر آكتوبر المجيد وقد ألهبت الأغنيات التي غناها وعزفها وجدان الحاضرين وأشعلت حماستهم، وقدم شاعر المحروسة أشرف البنا نائب رئيس اللجنة تعريفا بالدكتور أحمد الطويل وقام بإدارة الحوار معه بمنتهى الحرفية والمهارة
ثم اعتلت سلمات المسرح مجموعة من الشباب والشابات تتقدمهم الاستاذة /سوزان مهدي وهي مطربة الفريق الأولي وزوجة محمد درويش حفيد خالد الذكر، عرفت لاحقا أنهم نخبة منتقاه من فرقة تراث سيد درويش وعرفت أيضا أنهم تم تدريبهم تدريبا شاقا علي يد الحفيد محمد درويش، وفي خلال ثوان معدودة بدأت أكف الحاضرين في التصفيق مع هذا الشدو العذب البديع المنبعث من حناجر أعضاء فرقة تراث سيد درويش وكأن سيد درويش بينهم يغني أهو دا اللي صار وادي اللي كان، قوم يا مصري، أنا المصري ، يا حلاوة أم اسماعيل في وسط عيالها، دنجي دنجي ، والعديد من روائع سيد درويش، ثم اختتموا الليلة بنشيد بلادي بلادي مع رفع العلم المصري الذي كان بيد السيد/حسن السبكي المنسق الإعلامي للجمعية.
بالطبع تشرفت النقابة بتقديم شهادات التكريم للدكتور هاني الحمزاوى والأستاذ دكتورة أحمد يوسف الطويل ولجمعية موسيقى سيد درويش
ليلة لن تتكرر سيظل يذكرها كل من شرف نقابتنا بالحضور.