بقلم/ عبدالحميد شومان
في ظل الظروف الحياتية التي يعيشها معظم المجتمع بكل أطيافه ومختلف طبقاته اري انه من واجب كل صاحب فكر وصاحب قلم السعي الجاد لزرع ثقافه التسامح.. فهي سمه من السمات التي ناذت بها كل الاديان ولأن الاسلام يجب ما قبله فهي سمه من سمات ديننا الحنيف وسنه خير الخلق اجمعين. فمثل هذه الثقافه تعد ترسيخاً قوياً لمعالم الوحدة الوطنية التي ينبغي بناؤها على أساس من الثقة وبعيداً عن الهواجس وحسابات الربح والخسارة والقوي والضعيف لانها ثقافة انسانية بكافة اشكالها.. ونعلم جميعا بأن هذه الثقافه واقصد ثقافة التسامح وقبول الاخر لا تتحقق الا بالحوار والتواصل خاصة في المجتمعات الشرقية لاننا ذات قبلية وذو جذور عائليه وأيضا من بينتا فئات النافخين في النيران مما يتسبب أحيانا في تفاقم المشكلات وتجعل احد الاطراف بعد تريسه واتخاذ قرار التسامح مع طرف كان مختلف معه يتراجع وفي هذه الحاله تظل الاذمه قائمة…
لذا هي دعوة للحوار حتي لا نعطي الفرصه لكل من امسك بسنارته ليصطاد في الماء العكر فلنتسامح ليرجع هذا الصياد ليبيت دون عشاء لتسامحنا وافشال ما كان يصبوا اليه. إن فكرة التسامح وقبول الآخر، واللجوء إلى الحوار وإلغاء فكرة شطب الآخر والثأر وإناطتها بالقانون، يعتمد على استعداد الأطراف التي تريد بناء مستقبلها على أساس تغليب المصلحة العامة على الخلافات الشخصية والمشاعر الدفينة البعيدة عن التعقل والتروي في نتائجها. وهنا لا بد من الإشادة إلى بعض الشخصيات التاريخية المتسامحة: #- المهاتما غاندي: صاحب سياسة المقاومة السلمية (فلسفة اللاعنف) وتسامحه ومن أقواله: “أين يتواجد الحب تتواجد الحياة.” “إن اللاعنف هو القوة العظمى لدى الإنسان. وهو أعظم من ما أبدعه الإنسان من أكثر الأسلحة قدرة على التدمير.” توفي مقتولاً برصاص شخص هندوسي متعصّب لم ترق له عظمة التسامح الغاندية. #- بابا الفاتيكان والكاثوليك المسيحيين في العالم يوحنا بولص الثاني: تعرض لحادثة اغتيال عام 1981 من قبل تركي متعصب يدعى (علي أقجا ) فخرج على أثرها بجروح بالغة، وادخل المستشفى واخضع لعمليات جراحية كادت تودي بحياته، لكنه بالرغم من ذلك التقى بقاتله وعفا عنه وأخلى سبيله بكل رحابة صدر !!! وبالرغم هذا وذاك نلاحظ أن هناك تصميماً واضحاً لدى كافة المهتمين والغيورين على حرية الإنسان وحقوقه المشروعة في الاستمرار بالعمل والنضال الدؤوب وبالوسائل المتاحة والممكنة في نشر هذه الثقافة مهما كانت الضريبة، وفي ظل العولمه وفتح شبكات التواصل الاجتماعي والاعلام الحديث اصبح العالم مفتوحا وكثيرا ما يستغلها البعض في السباب وذم الاخر نتيجه لموقف ما ربما حتي كان خلاف فط وجهة نظر ولاكون منصفا يستغلها الاكثر في المنافع وبث الفكر البناء لنشر الثقافات. فالتسامح من اعظم الصفات التي يمكن لنا التمتع بتلك الصفه ولو من منطلق العفو عند المقدره.. وهو من شيم العظماء واقتداء بعظيم الامه ومعلمها سيدنا محمد خير الخلق اجمعين. فلماذا اصبح التسامح نادرا.. لنجعله غذيرا ونغلق بالتسامح كل ابواب المراهيه والبغضاء.