ريم ماهر تكتب كُلنا جلادون….ولكن كُلٌ بطريقته

 

اعداد -محمود أبو مسلم

الإنسان يولد صفحة بيضاء لا يعرف الخير أو الشر وللبيئة المحيطة به الكلمة العليا فهي التي تُشكل سلوكه تجاه الآخرين وتدفعه إما ليكون خيراً أو شريراً

قال تعالى:
{فَبِما رَحمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُم وَلَو كُنتَ فَظًّا غَليظَ القَلبِ لَانفَضّوا مِن حَولِكَ فَاعفُ عَنهُم وَاستَغفِر لَهُم وَشاوِرهُم فِي الأَمرِ فَإِذا عَزَمتَ فَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلينَ}

قال تعالى:
{تُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَالِكَ فَهِيَ كَالحِجَارَةِ أوْ أشَدّ قَسْوَة}

والله إنني لأعجب لحال الإنسان وقدرته على التواجد في أعلى درجاتٍ من سُلم التحضر والرقي
وبنفس الوقت قدرتة الهائله على التدني لدرجاتٍ من القسوه والتوحش
فالإنسان حينما تجرد من إنسانيته رأيناه يتلذذ بسحق الروح
وتطربة آهاتها
وتمزجه صرخاتها
فلما كل تلك الضغينة السوداء التي تدفعنا للتوحش؟
وإلى متى ستبقى وحشية الإنسان عصية على الترويض؟

منذ أن جئنا لذاك العالم الطاغى وتفتحت أفاقنا ونحن نري أن كل مخلوقات الأرض إذا تقاتلت فإنما تتقاتل من أجل ضمان بقائها أو جلب فريسة تقتات بها
ولم يكن القتل لديهم قتل متعةٌ أو شغف
ووحده الإنسان من يُقاتل ويُقتل ويَقتل لألف سبب وسبب غير آدمي
أضف إلى ذالك أننا بنهاية المطاف نطلق على الحيوان صفة الوحشيه
وندعُ الإنسان مغمساً بالتحضر
ندعه بالتحضر رغم كل تلك الوحشية المخيفه التى تحاوطه
ندعه بالتحضر وهو بحاجة ماسة وواضحة لأن يستهدي بالحيوان
ويتعلم منه قليلاً من حيوانيته
وقليلاً من مسالمته
وقليلاً من وداعته
نحن بحاجة ماسه لأن نهتدى بالحيوان ونسلك مسلكه الحيواني العظيم
بعدما هُدمت قوانين الإنسانية التى يحكمها القلب وتديرها العاطفه
وحينها أصبح البشريُ مرغماً على ما يسمونه بإنفصام الشخصيه لنرى فيه توحشاً لم يشهده العالم بكائن غيره

وأول من تجرد من إنسانيته هو ابن آدم قابيل الذى تفنن بقتل أخيه بإستخدام حجر صلب ليهلكه ويزهق روحه
دون رحمة أو رأفه ولا مراعاة لنطاق الأخوه الذى يربط بينهم
كل ما أراده قابيل هو الإنتصار لذاته بالقتل والتوحش
ومن هنا توالت حوادث القمع والتجرد من الإنسانيه وسفك الدماء
وكأن الأرض تتلذذ بمذاق دم أبناء أدم
إعتدنا على أن يكون نتاج الشجار ضغينة وكره
وإبتعاد بالقلوب عن من أحبت
فالنفس الإنسانيه تبحث عن الإنتصار لذاتها ونفي الظلم الواقع عليها
فنحن كبشر نحب ونكره
ولدينا القدره على مساعدة الآخرين أو إلحقاق الضرر بهم
فنمد لهم اليد بالسلام حيناً
ونطعنهم بالسكاكين أحياناً أخري
ورغم أننا نتفهم ذلك ونعى أن الإنسان يكافئ ويعاقب
ما زلنا نتعجب حينما نستمع لقصص القتل والإرهاب وكأننا أبرياء
نتعجب من السفك ونغفل أن الإنسان حين هبوطه لسطح الأرض ما فكر إلا بصيد الحيوانات والتلذذ بلحومها

وما كان إتهامي للإنسان بالوحشيه إفتراءاً على إنسانيته ولنثبت صدق حديثنا
سنأخذ شخصاً صالحاً وصادقًا وحنوناً
ولنجرده من الضروريات الأساسية وسنرى بأعيننا قريباً أننا حصلنا على وحش لا يمكن التعرف عليه من كثرة قساوته
سيفعل أي شيء وكل شيء للبقاء على قيد الحياة حتى وإن كان القتل لسجانه
سيعافر لدرجة تجعله ذا رغبة بأن يكون سادياً لينجو
فالإنسان يصبح وحشًا فى غضون ثلاثة أسابيع من الضغط النفسىى فقط
هذا هو الإنسان يا ساده لديه قدرة هائله على التحول من محبٍ صادق إلى عدوٍ غادر يغير طباعه ويتناسيٰ إنسانيته بوجود ضغط أو عثرة غير مقننه أو غير مقننه

ولكن لكل قاعدةٌ شواذها فالخير في الناس مصنوع إذا جبروا والشر في الناس لا يفنى وإن قبروا.

Related posts

Leave a Comment