اعداد -محمود أبو مسلم
إن كنت ستتزوج فعليك أولاً أن تحصل على كنز من باطن الأرض إن كانت الأرض بهذا أشبع
أو تمتلك الفانوس السحري لتحقق أمانيك الثلاثه التى لا تتعدى الزواج بمحبوبتك أو حتى بفتاة لم تكن لتلمح شعاع أظافرها يوماً
أو تكون وريثاً لأحد المماليك العظام ذوى التيجان المرصعة بالأثمن
إن كنت ستتزوج فعليك أن تركز جهدك في البحث عن مغارة على بابا وإن كانت كنوزها ستفى بأغراض الزيجه
إن كنت ستتزوج يجب أن تحصل على مال قارون ومع ذلك ستلجأ حتماً للقروض
إن كنت ستتزوج فعليك أولا أن تُكوِّن طائل هائل من النقود حتي تصبح من أهل الثروة والجاه حينئذ تستطيع أن تتزوج من تحب وقتما تحب
دعك من المبادئ ذات القيمة دعك من الأخلاق القويمة قم بتنحية كل ذاك الهراء جانباً فالرجل لا يعيبه غير ما يملك من مال فإذا كنت ممتلئ الجيب سخي الكف فلا بأس فأنت على الأرجح الشخص المنوه له بغض النظر عن أخلاقك أو مبادئك فكلها أشياء غير مثيرة للإهتمام أشياء ثانوية لا تؤخذ بعين الإعتبار كما يقولون شكليات
المال ثم المال ثم المال فنحن لن نُقيم خُلقك إن كان جوفك ممتلئاً
كثير منا ينظر إلى الزواج بمنظور مادي بحت لا أُعمم
ولكن غالبية البشر الآن يفكرون بهذه الطريقة
فالفتيات يتم تسليمهن لمن يعطي من المال أكثره وكأنها سلعة معروضة في سوق تنتظر من يأتي ويأخذها بأغلي الأثمان..
جُلنا نسي أن الزواج نعمة من نعم الله وآية من آياته
قال الله تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون”.
جميع المفاسد الأخلاقية والاجتماعية في وقتنا هذا هو من عدم قدرة الشباب على توفير متطلبات الزواج..
غافلين الدعامه الأصلي في الزواج (التفاهم والمحبة)
كيف لأحد أن يختار شريكاً لعمره القادم بناءً على ماديات زائلة؟!
كيف لأحد أن يضع معايير للرجل بناءً على ما يملك من أموال؟!
أتعجب لهذه الفلسفة الحمقاء التي يتبعها المجتمع وأُناسه! أصبحنا نعيش في مستنقع من البلادة الفكرية
مستنقع يسوده الجمود
ولما لا؟ وقد أصبحت المادة هي الأساس الذي يبني لأفراد المجتمع حاجاتهم
أصبحنا عبيداً لمادة زائله
وأصبحت تأسرنا في سجنها الكبير الذي لا نهاية له.. أصبحت المادة كوحش ضارٍ يكاد يبتلعك أو يمزقك بين براثنه..
أصبح الإعتقاد المسيطر أن المال هو الضامن الوحيد للسعادة ويا ليتهم يعلمون أن المال لا يُسمن ولا يُغني من جوع خاصةً عندما يتعلق الأمر بالزواج..
فإن كان الزواج مبني على محبة ستجد كل طرف يضع من روحه وكينونته لإسعاد نصفه الآخر
انا معكم أن المهر حق مفروض للمرأة فرضته الشريعة الإسلامية
ليكون تعبيرا عن رغبة الرجل بها ولكن الشرع لم يحدد مقداراً معيناً منه ولكن ما فعله هو النعى عن المغالاة بالمهور قال الله تعالى: “وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلةً
هو تكريم وإعزاز للفتاة ولا يعني هذا اعتبار الفتاة سلعة تُباع ونبتاعها لمن يشترى بفضيات او اوراق أكثر
قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (خير النكاح أيسره) وقال سيدنا عمر رضي الله عنه وأرضاه “لا تُغَالُوا صَدَاقَ النساءِ فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ مَكْرُمَةً فِي الدُّنْيَا أَوْ تَقْوًى عِنْدَ اللَّهِ كَانَ أَوْلاكُمْ وَأَحَقَّكُمْ بِهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَصْدَقَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ وَلا أُصْدِقَتْ امْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِهِ أَكْثَرَ مِنْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُثَقِّلُ صَدَقَةَ امْرَأَتِهِ حَتَّى يَكُونَ لَهَا عَدَاوَةٌ فِي نَفْسِهِ وَيَقُولُ قَدْ كَلِفْتُ إِلَيْكِ عَلَقَ الْقِرْبَةِ”.
فالمغالاة في المهر تقلل من بركة الزواج وتزيد من عسره فأقلهن مهراً أكثرهن بركة
فما يفعلونه في الزواج الآن ليس من الشرع في شيء ولكنه تضييق على الشباب فالتيسير واجب فجميع المفاسد الأخلاقية والاجتماعية في وقتنا هذا من عدم قدرة الشباب على توفير متطلبات الزواج
وهنا إختلفت الأراء حول المهور
فالبعض يراه تقديراً للمرأة..
وآخرون يفضّلونه رمزياً
وأنا أرىانه عبء يفاقم نسب العنوسة ويؤدى بينا إلى مستنقع دنئ الأفكار قبل أن يكون شحيح الخُلق
يدخل مهر الزواج ضمن منظومة التعاليم الدينية والعادات الاجتماعية التي ترافق الزواج
ولا يشكل مجرد تعبير عن تقدير المرأة فحسب ففي الواقع تتباين ثقافة التعامل مع المهور من بلد لآخر وحتى ضمن البلد الواحد إلى أن يصل التباين بين عائلة وأخرى تبعاً للكثير من العوامل
أبرزها المستوى المعيشي للعائلة وظروف الزوج وكذلك رؤية المرأة لمفهوم المهر وكأنها سلعه نبتاعها لمن يُعلى مهرها
وهناك فئة بشريه يعتبرون حجم المهر تقديراً للمرأة وضماناً لإستمرار حياتها الزوجية
بينما يؤكد آخرون أن المهر ليس إلا بنداً شكلياً ويمكن أن يكون رمزياً وبسيط فحتى الدين الاسلامي لم يحدد مستوى معيناً للمهور
فكونك تطالب بمهرٍ مرتفع من قبل العريس هذا لا يرفع أبداً من قدر الفتاة كما تظن بل على العكس يزيد من الأعباء على الزوج مستقبلاً ودخول ابنتك بدوامة الدين
وهناك آخرون يرون أن المرأه لا يمكن أن تقدر بقيمة ما يدفع لها من مهر ولكنهم يرون المغالاة بالمهور تشكل ضمانة للمرأة لاسيما في ظل ارتفاع نسبة الطلاق في العصر الراهن اما انا فارى من وجهة نظرى المتواضعه أنه لابد من أن يكون المهر معقولاً بحيث يتم تحديده بين العريس والعروس بحيث عدم المبالغة في الأموال التي تدفع وبالتالي لا يتحول الى عملية استغلال أو تعجيز كما يحدث مع البعض
فبعض العائلات تطلب مهوراً تعجيزية لا يتمكن الشاب من دفعها ويعتبرون أن المؤخر ضماناً للمرأة من عدم الطلاق ولكن في الواقع التجارب أثبتت أنه في كثير من الأحيان تتنازل المرأة عن حقوقها كي تحصل على حريتها في حال لم تعد قادرة على الإستمرار في زواجها
وهنا نرى أن المهر بمثابة تقديراً للمرأة ولكن التقدير ليس بإرتفاع قيمته فهو عادةٌ لابد من وجودها ولكن دون أن نجعل من الزوج ذبيحة مكبلة الأيدي محدوة الخيار
فإما أن يؤجل زواجه بسبب ارتفاع المهر المقدر لبيع ابنتهم
أو أن يلجأ إلى الإقتراض ليُتم زيجته
اما المهور بالماضي فكانت تشكل قيمة ومدلولاً معنوياً لجوهر الرجل
بينما اليوم فهو يحمل بين طياته التفاخر والتباهي إذ تطلب الكثير من الأسر المهور العالية لفقط لأجل التباهى وذاك الأمر يؤدي إلى تأخر سن الزواج ليصل الحال بالفتاه إلى العنوسه
أو حتى لجوء الشباب الى الزيجات المستحدثة ومنها الزواج سراً على الرغم من أن شروط الزواج هو الإشهار والإشهار يكلفهم الكثير لذلك لجئوا لما هو أسهل بحثاً عن الإستقرار
وهنا وجب علينا لفت أنظار الأهل إلى أن المهر لا يشكل ضمانة على الإطلاق فالمرأة حين تريد التوقيع على الإنفصال بحثاً عن حريتها تتخلى عن كامل حقوقها المادية
ولفت إنتباههم ايضاً إلى أن غالبية الرجال يعانون في علاقاتهم مع الزوجات بعد الزواج من التقشف والحاجه في حال كان المهر منهكاً
لذلك وجب علينا التكيف مع الظروف العصرية الراهنه
ولهذا يجب أن تكون حتى العلاقات الزوجية ضمن إطار التغييرات بالنظر إلى الوضع الإقتصادي للشباب ومراعاته ظروفهم الماديه كى لا تزداد معدلات الزنا أكثر مما هى عليه والتوعيه هذه تكون من خلال المؤسسات الدينية والإجتماعية التى لها دور مساهم فى التوعيه من أجل الحفاظ على المهر كرمز تقديري ليس أكثر.