نجوى رجب تكتب. آداب وسلوكيات الصحفي الناجح

 

النجاح في الحياة بشكل عام يحتاج لذكاء وجداني وإجتماعي ، واتقان فن التجاهل وإيمان وثقة بالنفس وتوفيق من الله عز وجل أولا وأخيرا .

والنجاح والتميز في العمل يحتاج لبعض المهارات الشخصية المكتسبة والمتأصلة في الإنسان منذ البداية ، وخاصة إذا تحدثنا عن مهنة الصحافة ، فهي من أرقي وأصعب المهن ، لأن التميز بها يحتاج لبعض الأداب والسلوكيات المهذبة ، والمهارات الشخصية والمهنية التي يتمتع بها الصحفي .

فمن خلال خبرتي بالعمل الصحفي منذ 20 عاما والدراسة والسفر لعدد من الدول ، والمشاركة بعدد كبير من المؤتمرات الدولية ، أؤكد أن الصحفي الناجح لابد أن يتمتع ببعض الصفات والسلوكيات المنضبطة ومنها الإخلاص ، والمظهر الأنيق ، والسلوك المهذب ، المهنية ، الإطلاع ، أجندة المصادر ، الثقة في النفس ، اتقان فن التجاهل ، الإحترام ، التقدير ، الاهتمام ، اتقان فن السلام والمصافحة ، أداب الاجتماعات والاحتفالات والمؤتمرات ، أداب اللقاءات الخاصة ، التمييز ، الرقي ، تطوير الذات ، المثابرة ، الصبر ،
تحديد الأولويات ، النشاط والذكاء الاجتماعي ، فن المجاملة .

أولا : المظهر
لابد أن يعلم الصحفي أن الانطباع الأول هو الانطباع الأخير ، وعشان تقدر تغير الصورة الذهنية الخاطئة للانطباع واللقاء الأول تحتاج على الأقل إلى 20 لقاء مرة أخرى ، فمن المهم أن تهتم بمظهرك الأنيق المهذب ، وحضورك الراقي ، وانتقاء كلماتك ، ونظافتك الشخصية ، وتراعي الأداب والذوقيات العامة ، ولا تتلفظ بألفاظ خارجة ، أو تقوم برفع الصوت والضحكات في غير مكانها ، والقاء النكت ، ولتدرك أن مظهرك يعكس شخصيتك .

ثانيا : السلوك المهذب
لا شك أن هناك سلوك مهذب ، وسلوك شديد التهذيب ، وسلوك غير مهذب ، والصحفي المتميز دائما سلوكة شديد التهذيب وراقي ومحترم جدا ، يحترم الكبير والصغير ونفسه قبل كل شيء ، وحضورة ملفت للنظر بأخلاقه وذوقه ، وارتداء الملابس الكلاسيك في الاجتماعات الرسمية والندوات والمؤتمرات والبعد عن بعض الموضات والأزياء التي لا تتناسب مع مهنته وشخصيته كرجل صاحب فكر وقلم يشكل وعي المجتمع .

ثالثا : المهنية
الصحفي المتميز – مهني بطبعه وموضوعي ، وملتزم بالميثاق الأخلاقي ، له طابع خاص وأسلوب متميز في الكتابة ، ذكي ، يعرف كيفية التعامل مع المصادر والجمهور ، ويدرك أخلاقيات المهنة والعمل الصحفي ، وملم بفنون الكتابة الصحفية ، فالصحافة فن ، ومن يريد أن يعمل بها لابد أن يكون موهوبا ، فالصحفي يولد وفي يده القلم وفي عقله الفكرة ، وعليه أن يكون متسلح بفكر ووعي وأخلاق وموهبة ودراسة وعلم وإيمان وكرامة ، فالمؤسسات الأن تبحث عن الصحفي متعدد المهام من يستطيع القيام بكل الأدوار بداية من جمع المادة الصحفية والكتابة والتدقيق والتحرير والتصوير والمونتاج وإدارة حسابات المؤسسة على مواقع التواصل الاجتماعي ، والتحدث بأكثر من لغة ، وأن يكون محب للمهنة أولا وأخيرا ، ولدية ولاء وانتماء لوطنه ، ويحترم قلمه ، وموضوعي في عرض فكرته ، ولا يبحث عن الشو والتريند وعدد المتابعات ، بقدر ما يبحث عن المعلومة الحقيقية ومتابعة القضايا الحياتية ، وعرض الفكرة والأراء المختلفة ، وفي بعض الأحيان التحليل .

رابعا :الإطلاع
من المهم أن نعرف شئ عن كل شئ ، فالتخصص في العمل الصحفي مهم ، ولكن الأهم أن يكون الصحفي مثقف ومطلع وواعي .

خامسا :أجندة المصادر
أجندة المصادر تعتبر رأس مال الصحفي ، فالصحفي المتميز لا يفوت الفرصة إلا ويبني علاقات طيبة ومحترمة مع المصادر ويتبادل أرقام التليفونات ، ويجمع أكبر عدد ممكن من أرقام تليفونات وحسابات المصادر ودائم الاطلاع على كل ما هو جديد.

سادسا : الثقة بالنفس
مهنة الصحفي تختلف عن أي مهنه أخري لأنها في أغلب الأوقات تحتاج للاحتكاك والتعامل المباشر مع الجمهور والمصادر ، فالصحفي لابد أن يتمتع بالثقة بالنفس والاعتزاز بنفسه ويدرك قيمته ومكانته الاجتماعية ودوره في المجتمع ، حتي يكون ذو هيبه وكاريزما.

سابعا : فن التجاهل
على الصحفي أن يتقن فن التجاهل ، وخاصة أنه يحتك بالبشر كل يوم وفي كل مكان ويتعامل مع أنماط شخصيات مختلفة منها السوي وغير السوي ، فالإنسان في الحياة كي ينجح عليه أن يتعلم فن التجاهل لمواقف وشخصيات لا تستحق مجهود الرد.

ثامنا : الإحترام التقدير الاهتمام
على الصحفي أن يحترم نفسه قبل أي شئ ، ويحترم اسم مؤسسته واسم المهنة ، وأن يقدر ذاته ويدرك قيمته وأن يحترم وقته ، وأن يهتم بمظهرة ويرتب أولوياته.

تاسعا : فن السلام والمصافحة
السلام والمصافحة والتعرف على شخصيات لأول مرة له احترامه وتقديره وهناك مدارس في علم الاتيكيت تدرس فن السلام والمصافحة حتي الملوك ورؤساء الدول تستخدم أسلوب السلام للتعبير عن مكانة وقوة الدولة ، فعلي الصحفي مهما كانت مكانته أن يكون مهذب في سلامه حتي لو كان رئيس قسم أو رئيس تحرير أو رئيس مؤسسة ، فليس من السلوك المهذب قلب اليد عند السلام على أساس إنك الطرف الأقوي أو الأعلي مكانه أو منزله ، فالسلام المهذب يكون في سوي اليد وتحرك اليد ثلاث حركات خفيفه مع ابتسامه.

عاشرا : أداب الاجتماعات الرسمية والمؤتمرات والاحتفالات
على الصحفي أن يتمتع بسلوك مهذب منضبط وقت الاحتفالات والاجتماعات والمؤتمرات ، فعلى الصحفي أن يكون ذو هيبة وكرامة ، ومظهر أنيق ومهذب ، ورأس مرتفع ونظرات ثابتة ، وخطوات محسوبة ، وأن يتعرف على المصادر باعتزاز بنفسه ومكانته الاجتماعية ، وأن يبني علاقات اجتماعية محترمة مع المصادر ويكون محل ثقة واحترام ، متميز في عمله ، دائم الإطلاع والبحث والدراسة ، مهتم بتطوير ذاته وبالحصول على دورات أكاديمية وتدريبية بصفة مستمرة في مجالات مختلفة ، راقي في تصرفاته ، صادق ، ملهم ، يقدم يد المساعدة لكل محتاج ، يساعد من يحتاج المساعدة والظهور ، صبور ، مثابر ، يتقن فن المجاملة المهذبة وليس الوقوع في النفاق والتملق ، صاحب قلم وفكر حر ، يختار من حوله بعناية ، يستطيع اختيار القوالب الصحفية لعرض فكرته ما بين الخبر والقصة الخبرية ، والمقال والتحقيق والتقرير والحوار الصحفي الذي يميز مجهوده.

Related posts

Leave a Comment