البروفيسور الدكتور الشريف علي مهران هشام
لكي تعيش سعيدا ..لا تقارن خالك بحال الآخرين . هو .وأحمد الله ..ما تملكه ولو صغيرا. يتمناه غيرك ..المقارنات مدخل الي البؤس والسلبية والأمراض النفسية ..مثلا
زوجها أفضل من زوجي! ابنها أذكى من ابني .!
بيتها أجمل من بيتي .!
قال تعالى ﴿ ولا تُمدن عينيك ﴾ الحسد سوء أدب مع الله
لا تُرهق نفسك بالمقارنات ، لأنه كلّما اتسعت عيناك ضاق صدرك ، و ارضَ بما قسمه الله لك واشكره على نعمته تكن أغنى الناس ،
وثق تماما بأنه لا يوجد إنسان على هذه الدنيا أعطاه الله كلّ شيء ، وأن ماتملكه الآن قد يتمناه غيرك طوال حياته… – فمثلا لو اشتريت ساعة بخمسين جنيه أو ب بخمسة آلاف جنيه ستحصل علي نفس التوقيت .
ولو اشتريت حذاءا ب مائتي جنيه و صاحبك اشتري حذاءا ب الف جنيه و ذهبتما معا الي مكان . ما ستصلا معا ولن يسبق احدكما الاخر بسبب حذائه سواء كان غالي الثمن أو رخيص …فالطريق واحد ..
ولو سكنت في شقة مساحتها ستون مترا أو ڤيلا خمسة الاف مترا فمستوى الشعور بالوحدة سيبقى واحدا و ستنام علي مساحة مماثلة .
الانسان هو من يعمل الفرق مش الملابس أو الشكل هو اللي بيعمل الانسان .. خد الأمور ببساطة..ودون تعقيد .. فعلى قد لحافك مد رجليك ..كيف حياتك علي قدر امكانياتك …
سيبك من المظاهر والشكليات الزائفة.. أحسن اختيارك
وتمكد إن الاثر . سيدوم ويبقي مادام الاثر خيرا
كن قنوعا راضيا –
فالقناعة كنز لا يفني.
علي الجانب الآخر ، لا تجعل رصيدك عند الآخرين صفرا .
فلا يخلو أي إنسان باستثناء الرسل والأنبياء وعباد الله الربانيين من عيب ما سواء مادي أو روحي أو قلبي أو عاطفي أو نفسي …ولكن تتفاوت النسب نظر لا ختلاف المعارف والعلوم والتجارب والمفاهيم والبيئة المحيطة..
، لذا فإن تعزيز و تطوير الفكر والتعلم والتدريب ومحاكاة الاسوياء ن الحكمة وضروريات الحياة ، أن نقد الآخرين يتطلب الحنكة والأدب ومراعاة الاخلاق وطيب الكلم ..واليقين بأن الله يراك ويراقبك فلا تجعل رصيدك صفرا ….كثير من البشر شديد الحساسية ومرهف المشاعر وقد يكون النقد اللاذع ولو بحسن النية صادما أو مدمرا للآخر .. النقد الإيجابي والتفاؤلي والبناء مهما لشحن بطارية الحياة بطاقة نظيفة خضراء مستدامة من أجل تصحيح المسار وتحقيق الأهداف و الطموحات وتطلعات المستقبل.
السؤال القائم: لماذا في مجتمعاتنا العربية والنامية ، عندما يبدع انسان ما في عمل أو نشاط أو علم أو حرفة ، لماذا نوجه له السهام والانتقاد السلبي الهدام واللاذع وبحجج واهية عقيمة مثل أنه للتقويم والحث علي استمرار النجاح ( كلام حق اريد بها باطل ) ؟ وكأن الكلمة الطيبة قد مسحت من قاموس المحبة و اللغة وان المعرفة قد اندثرت والكلمات الطيبة تبخرت وذابت الأفكار الإيجابية فيضلال النفوس ، فكم من مواهب مبشرة دفنت وصروح طويت وذبلت وكم من إبداع ونجاح مبهر اختفى بسبب النقد السلبي الهدام ؟..وما ينطبق علي الأفراد يلامس وينعكسعلي الأمم والدول والحضارات ؟
النقد البناء يعطي انطباعًا جميلًا وشعورًا بالارتياح لدى الشخص الذي قمت بانتقاده، فما قدمت له هذا الانتقاد رغبة بالهجوم عليه، وإنما من منطلق النصح والإرشاد والحكمة والقول الحسن المشتق من الأخوة والمحبة والغيرة على مصلحته، وهذه المهارة لا يتقنها الا قليل وهم أصحاب النفوس الطيبة الراضية الذين يزرعون الارض القاحلة ليعم النماء والخير ، تخلوا عن النقد المؤلم والجارح والمحبط أو السخرية من الآخرين سواء كان قولا أو فعلا أو إشارة .. تحلوا بالرفق واللين والتسامح وحب الآخر. وجبر خواطر الناس… وخلاصة القول، ايها الاحبة تعلّموا العلم وعلموه، فإن تعلّمه للّه خشية، وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، وهو الأنس في الوحدة والصّاحب في الخلوة
ولا يخفى فضل العلم ، لأنّه الوسيلة إلى معرفة الخالق وسبب الخلود في النّعيم الدّائم، ولا يعرف التّقرب إلى الله رب العالمين إلّا بالعلم والعقل. وتعمير الارض واستمرار الحياة واستقرار الكون لأيصلح ولا يفلح إلا به .. تامل قوله تعالي:
( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدر )..” القمر : 49 ” .
لذلك ، انسي واترك
مخاوفك ، أحزانك ، همومك وأوجاعك ، مشاكلك فكلها بقدر،
و لن تطول، إملأ قلبك يقينا ورضا وامضِي مطمئناً ،
فكل أقدار الله خير .والله خير ولا يأتي إلا بخير. والله المستعان ،،،