كتبت سمر مجاهد
لقد حاز لقب “سينجل ماما”انتشاراً واسعا في الأونة الاخيرة وهو لقب يُطلق علي الام المسؤلة وحدها كليا عن اطفالها ماديا ومعنويا وعاطفيا وتربويا وكل شئ. انه من عجائب الامور ان اغلب الحاصلين علي هذا اللقب لم تتجاوز اعمارهم الاربعين بعد واحيانا كثيرة الثلاثين وتجدهم قد تتشابه ظروفهم بشكل كبير مع اختلاف تفاصيل الاحداث من واحدة لاخري وان اغلب ما تعرضوا لهذا تجدهم بنات عائلات محترمات وغالبا ما تتمتع هؤلاء النساء بالسمو والثقة بالنفس ويمتلكون من القوة والشجاعة ما جعلهم قادرين علي مواجهة المجتمع مُتصالحين تجاة تجربتهم فمنهم من تقرر ان تفتح صفحة جديدة مع الحياة وتعطي لنفسها فرصه ثانية لتعوض ما لم تحياه خلال تجربتها السابقة ومنهم من تغلق باب حياتها علي نفسها واولادها ولا تفكر في خوض تلك التجربة مرة أخري وتقرر هذا بكامل رغبتها ان تعيش لاولادها وتلك الاخيرة تستحوذ مشاعر الامومة علي كامل كيانها وكرست مشاعرها وحبها لاولادها وبالتالي اصبحت خالية المشاعر تجاه من هم خارج تلك الدائرة فكامل قلبها وعقلها أصبح لنفسها ولاولادها وهذا ناتج عن تجربتها ومدي الضرر النفسي التي تعرضت له.
فنجد ان كثيرا من تلك النساء يفتخرن بهذا اللقب لان من تحصل عليه تعد إمرأة تمتلك من القوة والشجاعة ما يجعلها قادرة ان تقف وحدها في مواجهة مجتمع مقتظ بالعادات والتقاليد العقيمة مجتمع مريض يفتقر للانسانية متشبع بالظلم والعنصرية فمن اقدمت علي تلك الخطوة لم تقدم عليها من فراغ فقد عانت كثيرا وتحملت ما فاق قدرتها فأقدمت علي إتخاذ هذا القرار حفاظا لما تبقي لها من احترام تجاه ذاتها . قامت المراة بإختيار هذا المسمي لما ينسجم مع فطرتها التي خلقها الله بها “ماما” فهذا اللقب المحبب لقلبها والملائم لرقة مشاعرها ولكي تتحرر به من جميع الالقاب السخيفة مثل من قام بوضعها لها ومما يزيدها فخرا فوق كل هذا انها “سنجل” لانها بهذا اللقب تتحمل مسئولية من المفترض انها مقسمة علي اتنين فتحملتها وحدها فإن هذا بحد ذاته يجعلها تفتخر بنفسها لما تتحمل من مسئولية اصبح الكثير من الرجال لم يقدرون عليها.
انه لمن المؤكد انك سوف تجد سيدة عظيمة او اكثر من هؤلاء داخل دائرة معارفك او اصحابك او قد تكون من اهلك بل ومن الممكن ان تكون انت شخصا معني بهذا الامر.
فكثيرا من هؤلاء النساء ضحايا لاشخاص لم يعوا معني الرجولة الحاقة وتتمثل رجولتهم في عملية الانجاب فقط ويعتبر ان هذا هو مايعبر عن رجولته فمثل هؤلاء الاشخاص لا يتحملون المسئولية بل منهم من يتصف بالخيانة والاخر من هو مدمن للمخدرات والغير من لم ينفق علي اسرته وينتظر من اهلها الانفاق عليها وعلى اولاده ومن هو ضعيف الشخصية ويضعها هي واولادها تحت رحمة اهله فمن تقرر ترك مثل هؤلاء من اشباه الرجال لا تندم اطلاقا ولاتعتبر هذه نهاية حياتها بل هي بداية جديدة لها وان اكملت الطريق وحدها لابنائها ومما يؤكد لها صحة قرارها انه من النادر ان تجد من بين تلك الازواج من يتعامل مع هذا الانفصال بشكل مُتحضر واستطاع ان يفصل بين دوره كزوج سابق ودوره كأب الا من رحم ربي . ومما يزيد الامر سوءا تبجح الكثير من هؤلاء الرجال واستمرارهم في طغيانهم والانتقام من الزوجة بأولادها فإنهم لم يكتفوا بترك جميع مسؤلياتهم لها ولم يقدروا تحملها وقبولها كلا الدورين بلا شكوي برغم كونه من اخل بشروط هذا الزوج وواجبته تجاه اسرته منذ البداية فغالبا اختفاء مثل هؤلاء من حياة ابنائهم واعفائهم من خدماتهم رحمة بالام وبأبنائها فإن من اراد ان يقدم شي حقاً كانت لديه الفرصه لتقديمها في وقتها كفاكم تمثيلا دور البطولة الخادعة والتظاهر بالرجولة المزيفة فإن من طبيعة الانثي هي حب الاستقرار فتتحمل الكثير من اجل استمرار الحياة الزوجية وتضع الكثير من المبررات والاسباب لكي تستمر الحياة وتقدم تنازلات وتضحيات لم يقدر عليها بعض الرجال فالرجال اسهل الحلول لديهم الانفصال علي عكس طبيعة المراة تماما فإذا قدم الرجل ولو جزء بسيط من التضحية التي تقدمها المرأة لاصبحت الكثير من العلاقات ناجحة في وقتنا الحالي .
ان من ظلم المجتمع البين للمرأة انها وحدها من تتحمل فشل علاقة مكونة من اثنين فالمجتمع يفرق في تعاملة بين المرأة والرجل في حالة الانفصال فإن هذا المجتمع “يكيل بميكيالين” وحين يكون قرار الانفصال من جانب المراة تصبح مجرمة هادمة لبيتها وعلى النقيض حين يكون القرار من جانب الرجل فيعامل بأنه قد اختار راحته .
ايها المجتمع المبچل المتدين بطبعه كفاكم حكما وتدخلا في حياة الاخرين اكرمكم الله ،ان المراة المنفصلة ماهي الا إمرأة اخطأت في اختيارها ومنهم من لم تختار من الاساس فتلك المرأة لم ترتكب جريمة حينما قررت اصلاح هذا الخطأ كفاكم جلدا لها فمن منكم لم يخطأ في اختياره اطلاقا .فكونها فشلت في اكمال حياتها مع شخص بعينه ليس له علاقة بكونها زوجة او ام صالحة وما دخلكم من الاساس بحياتها أأنزل الله شرعا جديدا واعطي لكم الولاية بإصدار الحكم عليها دون ان تعلم أأتخذتم علي الله عهداً لكي تصدرون احكامكم .
واخيرا رسالتي الي كل “سنجل ماما” ايتها البطلة لا تنظري خلفك ولا تلتفتي لما يقال ولا تضعفي وتنتكثي فكوني قوية بالله ثم بنفسك ثم بأولادك فانتي حياتهم ومصدر قوتهم تستقوين من اجلهم وبهم ويستقون بكي فمثلما جعل الله سبحانه تعالي الزواج حلالا جعل الطلاق ايضا حلالا لعلمه عز وجل بوجود نقطه نهاية قد يصل اليها الزوجين وتنعدم الحياة بينهم ومحال ان تستمر الحياة بينهم لاسباب ما . فاعلمي انه في نهاية كل سطر نقطة ،ولكن يوجد سطر جديد نبدأ به من جديد ،فإن الحياة لم تقف من أجل من رحل إطلاقا قال تعالي “لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك امراً”
فتوقفي اذن عن جلد ذاتك ولوم نفسك فإن الندم لن يُعيد شيئاً فنحن جميعا نُخطئ ونصيب فإن الحياة مازالت امامك قفي امام تحدياتها مُعلنة النصر عليها فإنه لا نجاحاً ب
بدون فشلاً يسبقه ومن لم يُقدركي ويُعاملكي بما يليق بكي اعطيه دراسا لا يستطيع نسيانه فإن من رماكي علي المر شبه رجل أمر منه.