البروفيسور الدكتور الشريف علي مهران هشام
يواافق يوم الثامن عشر من شهر ديسمبر من كل عام اليوم العالمي للغة العربية ويحمل شعار هذا العام كما اعلنت الأمم المتحدة عنوان ” اللغة العربية والتواصل الحضاري”., وهو مايعكس دور لغة الضاد ولغة القران الكريم الكتاب المقدي لدي جميغ المسلمين في كل مكان في العالم و بيان مدي اهميتها في التواصل الحضاري والانساني.
وتحتفل الامم المتحدة ومنظمة اليونسكو والمنظمات وكؤسسات المجتمع المدني والشعوب وخاصة الاسلامية في كل دول العالم بهذا اليوم من أجل دعم وتعزيز تعدد اللغات وتعدد الثقافات تاريخيا, اعتمدت إدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي — عرفت سابقا باسم إدارة شؤون الإعلام — قرارا عشية الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم بالاحتفال بكل لغة من اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة، وبناء عليه، تقرر الاحتفال باللغة العربية في 18 ديسمبر من كل عام كونه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة رقم 3190 –د – 28 المؤرخ في 18 ديسمبر 1973 المعني بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة، والغرض من هذا اليوم هو إذكاء الوعي بتاريخ اللغة وثقافتها وتطورها من خلال إعداد برامج وأنشطة وفعاليات مميزة تجسد هذا الاحتفال العالمي .
يهدف الاحتفال بهذا اليوم تعزيزو إذكاء الوعي الدولي بتاريخ اللغة العربية وثقافتها وتطورها ودورها في التواصل المجتمعي والانساني وتقريب الفوارق الثقافية والفكرية بين الحضارات المختلفة حول العالم.
اللغة العربية هي عنصر أصيل من مكونات التنوع الثقافي للبشرية، وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداما في العالم، إذ يتحدث بها يوميا ما يزيد على أربعمائة مليون نسمة من سكان كوكب الأرض.
يتوزع الناطقون بحروف الضاد بين دول المنطقة العربية وعديد من المناطق الأخرى مثل تركيا وتشاد ومالي والسنغال والصومال وإرتيريا ، حيث أن للغة العربية أهمية قصوى لدى المسلمين، فهي لغة لغة القرآن الكريم المقدس ، و والذي لا تتم الصلاة (وعبادات أخرى) في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماته ، كما أن العربية هي كذلك لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في المنطقة العربية كما كتب بها كثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى.
علي كل حال, إن موضوعُ اليوم العالمي للغة العربية لهذا العام 2021 هو ” اللغة العربية والتواصل الحضاري” ، ويُعتبر بمثابة نداء للتأكيد مجدداً على الدور الهام الذي تؤدّيه اللغة العربية في مدّ جسور الوصال بين الناس على صهوة الثقافة والعلم والأدب والشعر والفنون وغيرها من المجالات الغبداعية الاخري.
تساهم اللغة العربية في إبراز الدور التاريخي الانساني والحضاري كأداة لاستحداث المعارف وتناقلها وتبادل الخبرات بين الدول والشعوب ، فضلاً عن كونها وسيلة للارتقاء بالحوار وإرساء أسس المحبة والتسامح والسلام. لقد كانت اللغة العربية على مرّ القرون هي الركيزة المشتركة وحلقة الوصل التي تجسّد ثراء الوجود الإنساني وتتيح الانتفاع بالعديد من الموارد.
وخلاصة القول, لقد أبدعت اللغة العربية بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، وبمختلف خطوطها وفنونها القصصية والنثرية والشعرية، وزينت بحروفها آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب في ميادين متنوعة تضم على سبيل المثال لا الحصر الهندسة والعمارة والفنون والشعر والفلسفة والغناء والموسيقي والمسرح والسينما , كما تتيح اللغة العربية الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارب والمعتقدات. ويزخر تاريخ اللغة العربية بالشواهد التي تبيّن الصلات الكثيرة والوثيقة التي تربطها بعدد من لغات العالم الأخرى، إذ كانت اللغة العربية حافزاً إلى إنتاج المعارف والترجمة ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة. وأتاحت اللغة العربية إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي.
إن شعار اليوم العالمي للغة الغربية في هذا العام 2021 يمثل أهميّة بالغة في كنف المجتمعات التي تتعاظم فيها العولمة والرقمنة والتغير في البيئة الكونية وانتشار الأمراض والفيروسات الضارة وخاصة كوفيد – 19 وتحوراته المتلاحقة واخرها OMICRON , إضافة إلي التعددية اللغوية، والحاجة الضرورية والملحة لتعزيز الحوار بين الأمم والشعوب وتحقيق الأمان والتسامح والسلام والتنمية المستدامة للكون والحفاظ علي حقوق الطبيعة وسائر الكائنات ورفاهية الاأجيال الحالية وعدم الجور علي حقوق الأجيال القادمة وفي إطار منهج WIN WIN — ALL FOR ALL , و THINK GLOBALLY AND ACT LOCALLY وأن الخير للجميع. ..واخيرا ، علينا أن نعتز بلغتنا ونفتخر بها بين الأمم ونعلمها لأبنائنا واحفادنا تحدثا وكتابة وجودة …علي الطرف الاخر، لابد أن نتقن اللغات الاخري فالمعرفة الكونية أصبحت ضرورة لتقدم ونهضة ورقي الفرد والمجتمعات… .. والله المستعان,,,