بقلم الشيخ السيد العباسي
احبتي الكرام بدأنا الكلام مع اهم اللحظات في حياتنا
لحظات نحتاج فيها الي الرحمة والرأفة لانها تكون في وقت حرج يحتاج الي فقه الواقع وكيفية معاملة الإنسان الذي وصل الي شدة المرض والتعب وأصبح في امس الحاجة الي وجود اشخاص يفهمون ويعلمون كيفية المعاملة ومن هنا يقع الكثير في اخطاء عند المحتضرين وقد بدانا بعض الأخطاء ونكمل باقي الاخطاء بأمر الله
فمن الخطأ
ترك المحتَضر وحده بدون مرافق وانما علينا أن نجعل معه مرافق ويكون من أحبابه كي يخفف عنه ماهو فيه من آلام التعب وعلي المرافق له ان يذكره بالله ولكن الشفتان تكون يابسه لشدة الألم والتعب
وهنا يأتي المرافق له بقطنه أو قماشه ويبللها بالماء ويمسح بها شفتاه ويبلل بها جبهته من شدة الحراره حتي يتسني له الكلام بالذكر والتسبيح.
ومن الخطأ
أن نقول له قل لا اله الا الله ونكررها له ونُصر ان يقولها وهنا لو أصر المرافق علي أن يقولها ربما غضب المريض من اصرار المرافق له علي قولها وربما هو يقولها دون نطق بها من شدة التعب والألم.
وإنما نقول له ليس هناك افضل من قول لا اله الا الله وذكر الله وفضل الإستغفار.
أو نُجلس معه انسان كان يحب صوته في قراءة القرآن أو شيخ كان يحب صوته نسمعه صوته وذلك رحمةً به حتي ترتاح نفسه وتهدأ عند سماع الذكر والقرآن.
والنبي صلي الله عليه وسلم يقول
اذا حضرتم المريض او الميت فقولوا خيرا فإن الملائكة تُؤمن علي ماتقولون.
ومن الخطأ.
ترك المُحتضر اذا تيقن الحاضرون بوفاته والعلامة انقطاع النفس وانفراج الشفتين و تشخيص البصر
وهنا نري الاهل تركوه ومشوا
وانما علي الأهل أن يترفقوا به
بإغماض العينين ؛ وشد لحييه بعصابه عريضه تشد من اسفل الذقن الي اعلي الرأس وذلك لأنه لو ترك مفتوحا (اي الفم)فيَقبح منظره ويمكن أن يدخله الهوام أو الماء في وقت الغسل.
ويُلين مفاصله ويُرد ذراعيه الي عضديه ثم يمدهما ويرد اصابع يديه الي كفيه ثم يردهما ويَرد فخذيه الي بطنه وساقه الي فخذيه ثم يردهما
وعن أم سلمة انها قالت.
دخل رسول الله علي ابي سلمة وقد شُق بصره فأغمضه ؛
ثم قال..إن الروح اذا قبض تبعه البصر فَضَج ناس من أهله
فقال ..لاتدعوا علي انفسكم الا بخير فإن الملائكة يؤمنون علي ماتقولون
ثم قال…اللهم اغفر لابي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه.
أحبتي واخيرا لنعلم ان علينا اذا حضرنا مريضا في وقت الإحتضار علينا أن نجدد نياتنا لله ولانكشف له سرا أو نتكلم عنه عند خروجنا مع الناس عن تعبه أو بعد موته عن شكله وماقاساه عند الإحتضار ابدا انما نبشر الموجودين خيرا ونسالهم الدعاء له
والله اعلي واعلم