عطاء الإله وعطاء الرب


عطاء الرب من يحسنه يستمتع به حتى وإن كان غير مؤمن ، ومن لم يحسنه وإن كان مؤمناً يظل في وضع سكون ..

‏فالإله سبحانه رب الجميع لكنه إله من آمن به.
لذلك فأن عطاء الربوبية يشترك فيه الجميع لكن عطاء الألوهيه إنما يكون فى العبادة ، وهو متمثل في خروجك من إرادتك و مرادك إلى مرادات الله فحينما تحسك شهوة النفس أن تفعل أمراً وينهاك منهج الإيمان بأن يجعلك ترفض .. هنا هذا تحكم منك فى الشهوات وإرتقاء فى الاختبارات ، أما فى الأمور الحياتية الدنياوية فعطاء الربوبية لكل كائن ليستبقي حياته ، وهنا حرف على يفيد أن الرزق حق للدابة ولكنها لم تفرضه على الله تعالى ولكنه سبحانه قد ألزم نفسه بهذا الحق.
(وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا) أى أن الله هو الذى يرزق الدابة فهو يعلم مستقرها وأين تعيش ليوصل إليها هذا الرزق، فالمستقر هو مكان الاستقرار والمستودع هو مكان الوديعة، فالرزق يأتى لك من حيث لا تحتسب لكن السعى إلى الرزق شئ آخر فقد تسعى إلى رزق ليس لك بل هو رزق غيرك (كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) أى أن كل أمر فى هذه الحياة مكتوب ومقدر ثم تأتى أفعالك وفقاً لما كتبه الله فمن عظمة الله أنه كتب كل شىء ثم يأتى كل ما فى الحياة وفقاً لما كتبه سبحانه.
قال تعالى:- “وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ” سورة هود:آية 6: مكية.
يُخبرنا الله تعالى فى هذه الآية الكريمة، أنه هو الرزاق لكل دابة على وجه الأرض وأنه تعالى يرزق كل إنسان سواء أكان مؤمناً أم كافراً فكل شئ عنده مكتوب ومقدر للبشرية من الأزل.

(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا) أى أن كل دابة – وهى تطلق على كل ما يدب على الأرض وتستخدم للدلالة على أى كائن يدب على الأرض غير الإنسان – تكفل الله تعالى برزقها لأنه تعالى هو خالق كل الخلق ولابد أن يضمن له استبقاء حياة بالقوت واستبقاء نوع بالزواج والمصاهرة ، فمِن ضمن ترتيبات الخلق أن يوفر الله تعالى للبشرية متطلبات إستبقاء الحياة والنوع.

كتب أحمد البياسي

Related posts

Leave a Comment