البروفيسور الدكتور.. الشريف علي مهران هشام.
خلق الله الرحمن الرحيم الدنيا بحكمة ( نسبة اليابسة 29% من مساحة كوكب الأرض بينما نسبة المياه من محيطات وبحار وانهار وجزر تشكل 71% .) .ورغم أن انتهاء الحياة الدنيا بيد الله وحده لا شريك له العزيز العليم ،. الا أن من رحمة الله ان ترك للبشر الأخذ بالاسباب وعدم التواكل والتعلم والسعي للعلم والعمل وتعمير الكون حتي يكون الميزان عادلا ..والعدل لله وحده الاحد الفرد الصمد . علي كل حال ، يذكر الأطباء والباحثون، إن عموما ، السوائل بشكل عام مهمة والماء اهم في كل نواحي وأشكال الحياة حيث تساعد علي الاحتفاظ بدرجة حرارة الجسم وشكل خلاياه ونقل المواد الغذائية والغازات وإخراج الفضلات من جسم الإنسان وهي مصدر مهم لهضم الطعام وامتصاصه
ولكن كيف يحافظ الجسم علي توازن السوائل داخله ؟
تعمل جميع أعضاء الجسم علي حفظ التوازن لسوائل الجسم وذلك بتعادل المكتسب والمفقود من السوائل
هناك سوائل يمكن احتسابها والبعض الاخر لا يمكن احتسابه
مايمكن حسابه هو البول والبراز والجروح والداخل من الفم من مشروبات .ومالا يمكن حسابه هو العرق والتنفس حيث تتأثر برطوبة الجو وتغير الطقس والعمر ومساحة الجسم والمجهود
تتعادل كمية السوائل الداخلة والخارجة من الجسم حيث تساوي ٢.٦ لتر اكتسابا وفقدا
اكتسابا ( ١٥٠٠ مل شرب / ٨٠٠ مل مع الاكل الصلب / ٣٠٠ مل ماء للاكسدة )
فقدا ( ٦٠٠ مل عرق / ٤٠٠ مل تنفس / ١٥٠٠ بول / ١٠٠ براز )
مع الاخذ في الاعتبار ، انه لا يتم احتساب سوائل الجسم المتحولة او المتنقلة ( مثل السائل النخاعي بالمخ / السائل البللوري بالرئتين / السائل الليمفاوي بالغدد الليمفاوية / السائل السينوفي بالمفاصل / الدموع بالعين
/ عصارات وانزيمات وهرمونات الغدد والمرارة ) حيث أن هذه السوائل لاتفقد ولا تكتسب اي سوائل اخري لعدم نفاذيتها واعادة تدويرها
يحتفظ الجسم بالسوائل اما داخل خلاياه او خارج خلاياه ( بين الخلايا او داخل الأوعية الدموية ) والذي يفصل بين السائلين هو الشعيرات الدموية ففي الشخص البالغ وزن ٧٠ كجم تكون كمية السوائل داخل جسمه ٤٢ لتر تقريبا منهم ٢٨ لتر داخل الخلايا و١٤ لتر خارجها ( ٧٥ المائة بين الخلايا و ٢٥ المائة داخل الأوعية )
مع تقدم العمر يفقد الجسم هذا التوازن حيث تقل كتلة العضلات وتزيد نسبة الدهون وبعد عمر ال ٦٠ عاما تقل كمية الماء الي ٤٥ المائة الا ان البلازما ( السائل داخل الأوعية الدموية ) يظل ثابتا والذي يمثل دائما ٥ المائة من وزن الجسم. وخلاصة القول ، ببساطة فإن الماء مادة متعادلة اي غير قلوية وغير حامضية ولا يوجد بداخلها مذيب
اذا ذابت اي مادة داخل الماء أصبح سائل ذو تركيز معين .هذا التركيز ينقص ويزيد داخل الماء فتختلف صفاته .اذا اجتمع سائلين مختلفين في تركيز المادة المذابة وكان بينهما حائل شفاف أصبح لدينا سائل ذو تركيز منخفض واخر ذو تركيز مرتفع ويكون اتجاه سريان السائل من المنخفض الي المرتفع حتي يتعادلا
هذا التعريف هام جدا بالنسبة لحركة السوائل داخل جسم الإنسان لما تحتويه من أملاح ومعادن وبروتين وشوائب واخلاط وتسمي هذه الخاصية بخاصية الانتشار الغشائي
وهذه الخاصية تعمل في اتجاهين اتجاه سلبي( مع التيار ) من التركيز المنخفض الي المرتفع او اتجاه إيجابي (ضد التيار ) من التركيز الأعلي الي المنخفض ويتولد عن هذه الخاصية طاقة حركية دائمة مثل حركة القلب
اذن سوائل الجسم في حركة دائمة داخل الخلايا ومابين الخلايا والاوعية الدموية ثم تعود عكسا
لذا اذا اعطي محلول رينجر او محلول ملح او محلول جلوكوز داخل الأوعية فستجد ان الملح في رينجر( تركيز منخفض) يجعل السائل يخرج من الأوعية الدموية الي الخلية فتنتفخ الخلية اما في الجلوكوز ( تركيز عالي ) فإن السائل يخرج الي الخلية فتنكمش
وهذا يفسر أيضا سبب تورم القدمين عند خروج الزلال من الأوعية الدموية الي الخلايا في أمراض الكلي والقلب والكبد ونقص أو سوء التغذية
وصدق الله العظيم : ( وخلقنا من الماء كل شيئ حي.
وفي أنفسكم أفلا تبصرون.
وكل شيئ خلقناه بقدر ). من هنا ، فعلي جميع الأفراد والشعوب والدول في هذا الكون أن تدرك أهمية قطرة المياه في توفير الحياة الآمنة والمستدامة من خلال برامج الترشيد وتهذيب السلوك العام والخاص وتعديل نمط الاستهلاك وضرورة التعاون والتكاتف في محبة وسلام أن تصل المياه الي جميع المستهلكين بعدالة وإنسانية دون جور أو ظلم أو عدوان …والدول فيما بينها وخاصة المشتركة في مصدر واحد للمياه ( مثل دول حوض النيل ) معنية أكثر بقضايا المياه الذي يمثل شريان الحياة للشعوب وكافة الكائنات ، بلى يجب ويلزم أن يكون كذلك … والله المستعان،،