كتب / رضا محمد حنه
محرر صحفي و كاتب
يتفق الكثير معي أن مستوى الحرية الصحفية والنقد للقضايا المحلية قد وصل من ذي قبل إلى مستوى مثلما وصل إليه اليوم، فالنقد والتعليق سواء من خلال المقالات أو التقارير الصحفية خصوصاً على مستوى بعض الجهات الحكومية التي كان نقدها في السابق يعد خطاً أحمر لا يمكن الاقتراب منه فضلا عن تجاوزه وذلك لعدة أسباب لعل في مقدمتها
التطور التقني الذي أصبح جزءا رئيسياً من حياتنا فأصبحت المعلومة موجودة في كل ثانية وتأتي إليك مباشرة دون أن تبحث عنها، إضافة إلى تطوير بعض الفكر الإداري لدى الجهات الرسمية.
وقد ادت هذه الحرية في طرح عديد من القضايا المحلية، التي لم نكن نسمع عنها في السابق سواء كان على المستوى السياسي او الأقتصادي أو الإجتماعي كما ساهمت هذه الحرية أيضاً في تصحيح قيمة العاملين في المجال الإعلامي
فاليوم تشهد الساحة الإعلامية سجالاً حامياً لم يسبق له مثيل، فيكفي أن تكون من منسوبي إحدى المؤسسات الإعلامية ليشار إليك بالبنان ولتصبح محط الأنظار بغض النظر عن طبيعة وظيفتك، فالقيمة الإعلامية للمؤسسة التي تعمل فيها أضافت وزناً إلى قيمتك بل إن الواقع الاجتماعي للإعلام اليوم أضاف وزناً للإعلام لم يكن موجوداً في السابق فيكفي أن تكون صحفياً أو كاتباً أو مذيعاً أو معداً لبرنامج أو منتجاً أو غيرها من الوظائف المرتبطة بالمؤسسات الإعلامية لتصبح شخصاً مهماً، كيف لا والعاملون في المؤسسات الإعلامية يستطيعون من خلال ما يقدمونه من قضايا أن يؤثروا في الرأي العام من ناحية وأن يكون هناك حراك داخل المجتمع تجاه بعض القضايا مما قد يساهم في اتخاذ بعض القرارات الاستراتيجية، فالإعلامي الذي يطرح قضاياه اليوم سواء من خلال برنامج تلفزيوني أو إذاعي أو من خلال صحيفة أو مجلة أو حتى من خلال بعض مواقع التواصل الاجتماعي يسهم بشكل كبير في تحريك أجهزة حكومية ومؤسسات الدولة بأكملها من خلال ما يطرحه مثل ما حدث في قضية ( نيرة أشرف) و بعض القضايا المماثلة بل إن بعض الناس يلجأ إلى الإعلاميين اليوم لنصرة قضيته وطرحها وأخذ حقه الذي ظل يبحث عنه بل وإسماع صوته الذي لم يستطع أن يوصله للمسئولين من خلال القنوات العادية.
ولعل البعض ينتقد مثل هذا الواقع بالنسبة للإعلاميين ويتحفظ على هذه القيمة المضافة لهم معتقداً أنها قيمة في غير مكانها فهم يرون أن بعض القضايا التي تطرح في المؤسسات الإعلامية تفتقد التوثيق والبعض الآخر يفتقد المصداقية وسواء وافق على هذا الأمر أم لم يوافق فإن الواقع يفرض نفسه فللإعلامي اليوم كلمة يقدمها ويطلع عليها الملايين من البشر ومنهم من يقتنع بمضمون هذه الكلمة ومنهم من لا يقتنع.
وما أتمناه أن تكون القيمة المضافة للإعلامي ومكانته في المجتمع قيمة حقيقية مبنية علي مصداقيته ومن خلال دقة ما يطرحه من آراء وقوة ما يقدمه من أفكار تسهم في بناء المجتمع وإحقاق الحق والإنصاف، فمثل هذا الطرح يسهم فعلاً في زيادة قيمة الإعلامي ووزنه في المجتمع بدلاً من أن يكون الإعلامي عنصر تخويف يساهم في طرح قضايا غير موثقة تسهم في إشاعة البلبلة والفتن في المجتمع و هدم قيمه .
و دمتم و دامت مصرنا حرة ابية بشعبها و قائدها العظيم و جيشها الباسل و رجال أمنها الاوفياء