كتب / رضا محمد حنه
امين مركز فارسكور
لحزب الحرية المصري
و محرر في جريدة دمياط اليوم و موقع الجمهورية اليوم
تطلق كلمة (البطانة) علي الأشخاص الذين يحيطون باي مسئول والبعض يستبدل هذه الكلمة بآخري وهي الحاشية أي مرافقو المسئول، وسواءً كان الأمر مرتبطاً بالمحيطين أو المرافقين فلكليهما أدوار متشابهة فهم الذين يلجأ إليهم المسئول للمشورة وفي بعض الأحيان يبادرون هم بتقديمها.
ومن المتعارف عليه في بعض الدوائر الحكومية والشركات الخاصة أن لدى أي المسئول بطانة يحبهم ويحبونه ويبوح لهم بأسراره ويجتمع بهم في كل صغيرة وكبيرة ويدعوهم ويدعونه في كثير من المناسبات سواءً أكانت رسمية أم غير رسمية ويجعلهم من فريق عمله عند قيامه برحلات عمل فهم البطانة التي تحيط به ويمكنه الاتصال بهم في أي وقت وفي أي مكان.
هذه البطانة هي مربط الفرس لدى بعض الجهات بل هي العنصر الرئيسي الذي يمكن أن يتم تقيم من خلاله المسئول، فالناس في كثير من الأحيان لا يسألون عن الشخص ذاته بل يسألون
عمن حوله؟
من يستشير؟
ومن هم بطانته؟
فالمسئول لا يستطيع أن يتخذ قراراته بمعزل عن الآخرين وهو كمسئول لا يستطيع العمل بمعزل عن فريق عمله، ولذلك فإن تقييم البطانة أمر مهم وحساس للغاية
ويجب على كل مسئول أو مدير أن يعمل على مراجعته فلا يدع هذه البطانة هي التي تدير المنشأة وتسيطر عليها وتتخذ القرارات المهمة نيابة عنه.
وفي بعض الأحيان تلجأ هذه البطانة اذا كانت فاسدة إلى استغلال ثقة المسئول أو المدير فتعمل على اتخاذ القرارات نيابة عنه بل وأحياناً تورطه في قرارات من الصعب التراجع عنها مستغلة في ذلك ثقة المسئول أو المدير أو حتى ضعف شخصيته مما يساهم في فشله، وكثيراً ما تحرص هذه البطانة الذا كانت فاسدة على أن تصب هذه القرارات في مصلحتها المباشرة أو غير المباشرة، وقد تنقسم إلى فئات إذا ما اختلفت المصالح وهنا يقف المسئول أو المدير منقسماً بين فريقين لا يعرف إلى أيهما يتجه ويعتمد في قراره على قوة الفريق وقربه.
وقد تختلف آراء الناس حول بعض المسئولين أو المديرين فتراهم يشيدون بهم ويمقتون بطانته.
ويبرز هنا سؤال كبير: هل يقوم المسئول أو المدير باختيار بطانته أم تفرض عليه فرضاً ؟
فعادةً ما يشيد الناس بالمسئول ويثنون عليه وبعد ذلك يلحقون هذا الثناء بقولهم لو كانت لديه بطانة صالحة لتغير الكثير من الأمور فليست المشكلة في المسئول او المدير بل فيمن حوله وهذا أمر عجيب.
فهل يمكن أن يجبر المسئول على بطانة فاسدة ؟
أم أنه هو الذي يختار بطانته بملء إرادته ؟
، وعلى الرغم من أن بطانة الشيء هي داخله المحيط به وهي تعد جزءاً مخفياً إلا أنها اليوم ومع هذا الانفتاح الإعلامي أصبحت ترى قبل أن يرى المسئول نفسه وهي قد تكون من بيئة واحدة أو منطقة واحدة أو مجموعة ذات توجهات وأفكار متشابهة أو ثقافة واحدة وهذا النوع من البطانة يعمل على أن يمكن لبعضه البعض فينتشر ويتغلغل بل إنه يعمل على توريث مكانها من يسبحون في فلكها ولا يدعون فرصة لمن يخالفهم أن يقترب من المسئول أو حتى يتحدث معه.
لقد أصبح منصب (من البطانة) أهم من منصب المسئول أو المدير نفسه فكم من فرد لم تكن له قيمة نهائياً وعندما أصبح فجأة (من البطانة) صار له شأن ويمكنه أن يصنع ما يشاء دون أن يكون محاسباً بل إن هيبته قد تكون أكبر من هيبة المسئول او المدير نفسه فهو المستشار وهو الناصح وهو الذي يعرض الأمور على المسئول فإن شاء أبقاها كما هي وإن شاء حرفها وأولها ونسج من المؤامرات والحيل ما يشاء بما يتناسب مع مصالحه ورغباته، فكم ساهمت البطانة في فصل موظف مظلوم وإقصاء آخر من منصبه وترشيح غير الأكفاء للمناصب وحرمان الأكفاء منها وإعاقة ترقيات موظفين كانوا ينتظرونها منذ سنين ومنع معاملات من العرض على المسئول على الرغم من أن أصحابها في أمس الحاجة إليها، وكم قامت البطانة بتأخير مشاريع وإلغاء أخرى أو فتح كافة المشاريع في وقت واحد وإلصاق تهم بأبرياء وإدخالهم السجن وتبرئة ظلمة وفاسدين.
إن أمر البطانة أمر عظيم فهي إما أن تكون عامل بناء وتنمية وتطوير وإما ان تكون معول هدم ووكر حقد وغل وتزوير، فيجب على المديرين والمسئولين أن يهتموا بأمر البطانة وأن يسعوا إلى إبعاد البطانة الفاسدة عنهم والتخلص منها واستبدالها ببطانة من أهل الخير والحق والعدالة والكفاءة والاستقامة.
دامت مصر حرة آمنة متلاحمة بشعبها و قائدها العظيم و جيشها الباسل و رجال أمنها الاوفياء