البروفيسور الدكتور. الشريف علي مهران هشام.
حبي الله مصر بموقع جغرافي فريد ومتميز أطلق عليه عبقرية المكان اما مناخيا فتقع مصر بين خطي عرض 22 و 31,5 شمالاً، وبهذا فإن مصر تعتبر في قلب الحزام الشمسي العالمي، وبذلك فإنها تعد من أغنى دول العالم بالطاقة الشمسية. وتشير الدراسات البيئية لتحديد خصائص الإشعاع في مصر، والتي أسفرت عن تحديث البيانات المتوافرة من محطة الأرصاد الجوية وإضافة بعض المحطات الجديدة ومعدات القياس المتطورة، وقد نتج عن ذلك إعداد أطلس للطاقة الشمسية في مصر . المستقبل العالمي في التنمية والصناعة والتحضر سيعتمد علي الطاقة المتجددة والنظيفة لمزاياها غير المحدودة … علي الطرف الاخر، يساهم الوقود الأحفوري في تلويث البيئة وتدهور الجسم الصحي للبشر والشجر والحجر ، إضافة إلي انبعاث الكبريت في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى هطول أمطار حمضية، ACID RAIN وتتسبب الأمطار الحمضية في مخاطر وأضرار للبنية التحتية والمباني. تعتبر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح صديقة للبيئة؛ لأنها لا تنبعث منها غازات، كما يقلل استخدام الطاقة المتجددة بشكل كبير من الاعتماد على الوقود الأحفوري كمصدر للطاقة والذي سينفذ وينضب خلال الخمسين عاما القادمة ، وبالتالي نحصل علي هواء نظيف وحياة هادئة وآمنة وجميلة . إن مصادر الطاقة التقليدية مثل الوقود الأحفوري ( النفط والغاز والفحم ) موارد محدودة وضارة وخطر علي استمرار الحياة وتعمير الكون بسلام وأمان ، الوقود الأحفوري عرضة للنزاعات التجارية وعدم الاستقرار السياسي وارتفاع الاسعار والحروب والنزاعات بين الدول. الطاقة المتجددة لها معنى اقتصادي حقيقي لأنها البديل الارخص والمستدام ، مقارنة بمصادر الطاقة التقليدية، أن توفير الكهرباء الرخيصة للسكان. يعزز الصحة العامة حيث تنبعث من مصادر توليد الطاقة المتجددة القليل من غازات الاحتباس الحراري أو الملوثات في الهواء أو لا تنبعث منها اصلا ، وهذا يعني بصمة كربونية أصغر وأجواء صحية أشمل واجمل بصورة متكاملة . عموما، وفقًا لدراسة أجرتها وكالة حماية البيئة الأمريكية ينفق الأمريكيون ما يقرب من 361.7 إلى 886.5 مليار دولار سنويًا على الصحة العامة للسكان. يتم تخصيص جزء كبير من هذه الميزانية للتخفيف من الأمراض المتعلقة باستخدام الوقود الأحفوري وعلاجها، مثل مشكلات الصحة التنفسية والقلبية والسرطان والاضطرابات العصبية والنفسية ، الناتجة عن مركبات الاحتباس الحراري والكربون والكبريت وعوادم الهواء وذارت الأتربة المنبعثة من احتراق الوقود الأحفوري والتي تشكل خطراً على الصحة والمجتمع بصفة عامة. إن استخدام الطاقة الحرارية الأرضية وتدفئة المناطق في المدن والمجتمعات من خلال المياه الساخنة الناتجة عن استغلال الطاقة للغابات والكتلة الحيوية الزراعية. إن تقنية تكنولوجيا الطاقة المتجددة هو مصطلح يستخدم للإشارة إلى التكنولوجيا الهجينة أو غيرها من أشكال التكنولوجيات التي تخزن الطاقة التي تم إنشاؤها أو إنتاجها بواسطة مصادر متجددة، وتتوقع إمدادات الطاقة المتجددة وتساعد على توصيل الطاقة التي تنتجها تقنيات الطاقة المتجددة إلى المستهلك النهائي، حيث تشمل تكنولوجيات الطاقة المتجدد طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية وطاقة الكتلة الحيوية والوقود الحيوي و بمرور الوقت وزيادة الانتاج تصبح تكنولوجيا التشغيل والإنتاج والتسويق أرخص عندما يتم تحسين طرق الإنتاج والتركيب، لذلك فإن توظيف الطاقة المتجددة على الامد البعيد ستصبح أرخص باستمرار. ويمكن استخدامها كذلك لإعادة تدوير النفايات واعتبارها مواد خام للحصول علي منتجات جديدة. تمثل الطاقة الشمسية مصدراً متجددة ونظيفا لتوليد الكهرباء.
لقد أصبح تكلفة تركيب هذه الأنظمة ( الواح السليكون – بطاريات التخزين – أنظمة وأجهزة التحكم – التوصيلات ) غير مكلفة واضحت بالفعل فى متناول دخول الطبقة المتوسطة من الناس .
في المناطق النأئية أو الصحراوية أو الحدودية مثلا ، تكون تكلفة انتاج الكهرباء من مصادر متجددة اقل من الكهرباء التقليدية بسبب التوفير في انشاء بنية تحتية و مد الكابلات والتجهيزات الاخري .
الأن يمكن توفير طاقة لاي منزل او نظام ري او شبكة انأرة للشوراع أو إشارات المرور أو اللوحات التجارية أو الإرشادية من خلال اشعة الشمس و الأستغناء تماماً عن الكهرباء التقليدية الحكومية. كما يمكن بيع اي فائض في انتاج الطاقة الشمسية إلى شركات توزيع الكهرباء أو الدول المجاورة وإضافة عملة جديدة الي خزانة الدولة . ان مساهمة القطاع الخاص في الاعتماد المستقبلي للطاقة المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية يمثل ضرورة وعمل وطني، ويطالب المستثمرون من الحكومة المصرية إلغاء أو تخفيض الرسوم الجمركية على واردات ألواح الطاقة الشمسية وملحقاتها ، لتأثيرها على تكلفة إنشاء محطات الطاقة الشمسية، والتي تستهدف مصر زيادة نسبة مساهمتها في إنتاج الطاقة، خاصة وأن هذه الألواح تمثل نسبة 50-60% من إجمالي تكلفة المحطة، كما أن فرض الرسوم يأتي تزامنًا مع ارتفاع أسعار الشحن عالميًا نتيجة تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد – كوفيد 19 ، وحدوث حروب ومنازعات دولية ، مما يزيد من الأعباء على الشركات ويؤثر على نمو الاستثمار في هذا القطاع.
وقد تم تعديل بعض فئات التعريفة الجمركية، بفرض نسبة 5% فقط على الخلايا الضوئية الفولتانية، وخلاصة القول ، الطاقة المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية هي المستقبل المستدام والنظيف والجميل للتنمية والإنسان والمكان ، يمكن للحكومة المصرية جذب رؤوس الأموال للاستثمار في مشروعات الطاقة المتجددة واهمها الطاقة الشمسية عن طريق توفير اراضي واسعة في الصحراء وبأسعار رمزية وعرضها علي لقطاع الخاص وتوفير المواد الخام أيضا والمتوفرة في مصر مثل الرمال البلورية وتوفير البنية التحتية للصناعة والتسويق ايضا مع إعفاءات ضريبية لمدة محدودة تشجع المستثمر علي العمل في هذا المجال الاستراتيجي للدولة المصرية . والله المستعان،،،،