بقلم / هاشم محمود
في بلادي نماذج رائعة للتضحيات الكبيرة من آجل رسالة مجتمعية وبناء الأمة.
كما هنالك متخصصون في تدمير ما بناه الآخرون. وكعادة كل مجتمع فيه الخير والشر بنسب متفاوتة؛ رموز كثيرة بوطني قدمت الغالي والنفيس، من أجل رفع مستوى الوعي العام. وإبعاد المنتفعين من حياة البسطاء، ضرورة، فكثيرون عاشوا باسم لدين زورًا وبهتانًا وإفكا، هدفهم تضليل المجتمع. حتى يتماشى مع أفكارهم الضلالية، ونيل كسب رخيص.
وهناك بالتأكيد من بني خلوة تحفيظ للقرآن الكريم فأنشأ أجيالًا مِن العلماء، وأسقط إمبراطوريات من الضلال ظلت تعمل تحت غطاء الدين، وتطورت الخلوة إلى أن أصبحت منارة علمية يرتادها أبناء المناطق المجاورة. بالصمود والتحدي والمثابرة نضجت الفكرة إلى أن بلغت عنان السماء.
وقد تصدي الكثيرون لهذه الفكرة ووقف آخرون بجانبها، وهنا دارت معارك عنيفة في الخفاء بين أصحاب المصالح المختلفة.
ووقف صاحب الفكرة صلدًا أمام كل الصعاب متحديا كل من يريد النيل من فكرته.
فمن يبني ليس كمن يهدم.
وإن أصعب أنواع الصراعات، تلك التي تدور راحها في مجتمع بسيط تقوده عقيلة شيخي وشيخك.
صمد الأوفياء بجواره شيخنا فتخرجت الدفعة الأولى من حفظة كتاب الله والعلوم الشرعية.
وفتح الله لهم فتحا مبينا فقد تم انتدابهم إلى إحدى الثانويات الإسلامية والجامعات العريقة.
فنهلوا من علومها.
ومنهم من عاد ليقدم خبراته بصحبة شيخنا، وآخرون أخذتهم العزة بالنفس وحب الذات.
أعوام قليلة غيرت ملامح المنطقة بأسرها، ما بين خريج جامعي، وحافظ لكتاب الله، ومن يحمل درجات علمية بمختلف المجالات.
إنها الرسالة السامية التي قدمها شيخنا.
قاهر الظلام ومفرتك الضلال.
الشيخ المربي/ محمد علي زرؤوم، نموذجًا يحتذى به، فقد تحمل ما تحمل من أذىً بدني ونفسي في سبيل رسالة مجتمع.