كتبت-ماجدة الروبي
عُرف زكي رستم بحبه للعزلة، فلم يكن لهُ أصدقاء سوى صديقه الوحيد، سليمان نجيب، وكان معروفا بابن الباشا وكان يحترم ويحب الفنان عبد الوارث عسر، وعاش طوال حياته «أعزب» لا يفكر في الزواج ولا يشغله سوى الفن.
داخل شقة بعمارة «يعقوبيان» الشهيرة في منطقة وسط البلد، عاش زكي رستم ولم يكن يؤنس وحدته سوى خادم عجوز قضى في خدمته أكثر من ثلاثين عاماً وكلبه الوولف الذي كان يصاحبه في جولاته الصباحية.
وفي أوائل الستينيات بدأ سمعه يضعف شيئًا فشيئًا حتى فقده تمامًا، الأمر الذي أجبره على ترك العمل، وقرر العزلة نهائيًا، ولكن لم تكُن تلك الأزمة الوحيدة التى عاشها زكي رستم، قبل ذلك بسنوات تبدّدت ثروته حينما جاء وقت التأميم، كما ذكرت ابنة شقيقه، المذيعة الشهيرة، ليلى رستم: «كان زكي رستم إنسانًا غير عادي، فنانًا بمعنى الكلمة، لكن الرئيس عبدالناصر أخذ نصف ثروته وبعدها تخلّى زكي عن النصف الآخر للفن».
وأضافت خلال حوار تليفزيوني، عبر برنامج «مفاتيح»، أن زكى رستم لم يكن له أصدقاء، وعاش فى عمارة يعقوبيان وحده بعد أن رفضت أمه أن يعيش معها لأنه كان يأتى إلى المنزل يوميًا فى الفجر، مما يؤثر ذلك على سمعة أخواته الفتيات.
وفي عام 1966، بعد أداء آخر أفلامه، «إجازة صيف» مع فريد شوقي، ابتعد الفنان المصري عن زملائه من الوسط الفني، لا يلتقي أحدًا ولا يخرج إلا نادرًا، وعاش مع كلبه في عزلة قاسية يقرأ الكتب باللغات العربية، والفرنسية، والإنجليزية حتى وفاته عام 1972.