لم يكن أحد منا يتوقع ذات يوم أن محمد صلاح البالغ من العمر 27 عامًا فقط موالد محافظة الغربية المصرية سيكون في يوم من الأيام أحد أساطير النادي الإنجليزي ليفربول، فبعد أن عاش صلاح ظروف مالية قاسية منعته من استكمال دراسته في الجامعات المصرية الكبرى، أصبح اليوم أكثر من 46 ألف مشجع يصرخون بأصواتهم تشجعيًا وحبًا له، ليس ذلك فقط بل أصبح اليوم ينافس كبار نجوم كرة القدم أمثال الليونيل ميسي، ورونالدو، ومبابي وغيرهم الكثير من اللاعبين على العديد من الألقاب والجوائز الفردية.
صلاح: الماضي والحاضر
محمد صلاح هو رمزًا عربيًا مصريًا مميز، سطع نجمه بعد عدد من السنوات العجاف القاحطة التي لم تشهد فيها الساحرة المستديرة أي مواهب أو قدوات حقيقية عالمية، فقد بدأنا نشعر بالملل من مشاهدة الشباب الغربيين الذين يحققون أمجادًا مع فرقهم الكروية خلال مواسم معدودة، لذا أصبح من الأحر بنا أن نسلط الضوء على النموذج العربي الموهوب الذي بذل قصار جهده للوصول إلى العالمية، خاصة بعدما أصبح قاب قوسين قريب جدًا من المباراة النهائية في دوري أبطال أوروبا ضد نظيره فريق ريال مدريد، وبحسب ما تناقلته وسائل الإعلام الأجنبية والمحلية، فإن ليفربول يمتلك الحظ الأوفر للفوز بلقب مسابقة الأبطال بفضل جودة لاعبيه وعودة نجم الفريق الأول محمد صلاح من الإصابة التي تعرض لها في مباراة الدوري الإنجليزي موخرًا، كما ويراهن العديد من عشاق ومحبي كرة القدم على قدرة اللاعب المصري في حسم اللقب لصالح فريقه في المباراة النهاية التي ستعقد بعد أيام معدودة، والآن أصبح بإمكانك المراهنة على الحدث الكروي الكبير والعديد من الأحداث الرياضية الأخرى اون لاين والفوز بالجوائز المالية الضخمة، راهن الآن وأحظى بالمتعة والإثارة والحماسة من خلال المراهنات الرياضية اون لاين.
هدف صلاح الأول
سجل صلاح هدفه الأول في مسيرته الرياضية في نهاية شهر ديسمبر عام 2010، وبعد مرور 8 أعوام فقط، أصبح صلاح الهداف الأول للدوري الإنجليزي الممتاز والذي يصنف من أقوى دوريات العالم في كرة القدم، حيث شهدت تلك السنوات مزيدًا من الجهد والعمل والتدريب والإجتهاد والتميز، وعانى فيها صلاح من العديد من المشاكل والإحباطات والانكسارات والإخفاقات التي غلب عليها طابع الطموح والعزيمة والإصرار للوصول إلى الهدف المطلوب.
كشفت بعض المصادر أن نادي الزمالك كان قد رفض الحصول على خدمات اللاعب المصري في بداية مسيرته الرياضية، وذلك لاعتقادهم بأن اللاعب يفتقر للخبرة فوق أرضية المستطيل الأخضر، إضافة إلى صغر سنه في ذلك الوقت، ولكن كان لنادي بازل رؤية أفضل لمهارات اللاعب وقدرته في التحكم بالكرة، لينضم إلى صفوفهم بصفقة بلغت قيمتها 2 مليون يورو فقط، حيث بدأ اللاعب بتحقيق العديد من الإنجازات والأرقام بالصبر والإيمان والاجتهاد والعزيمة، حتى فاق أدائه جميع التوقعات.
موهبة صلاح بدأت من بوابة بازل
بدأت موهبة اللاعب المصري من بوابة نادي بازل، وسلطت الأضواء على مهارات اللاعب وسرعته وقوته البدنية، فسارع المدرب الفني لنادي تشيلسي الإنجليزي للحصول على خدمت اللاعب بعد عدة محاولات، وعلى الرغم أن الوصول إلى النادي الإنجليزي لم يكن صعبًا، إلا أن المنافسة مع اللاعبين داخل أسوار نادي تشيلسي كان الأصعب في مسيرة اللاعب المصري.
على الرغم من اكتظاظ الفريق بالعديد من النجوم، وتفضيل المدرب بعض اللاعبين في التشكيلة الأساسية على بعض، جلس صلاح لفترة طويلة حبيسًا في الدكة، ففي الوقت الذي كان فيه صلاح قادر على منافسة كبار نجوم كرة القدم في ذلك الوقت، كان صلاح يجلس حبيسًا في الدكة ينتظر دوره ليكون بديلًا لأحد اللاعبين.
انتقال صلاح إلى فيورنتينا الإيطالي ومن ثم إلى روما
بعد موسم واحد قضاه صلاح بين أسوار نادي تشيلسي، نصفه مصاب ونصفه الأخرى حبيسًا في الدكة لم يحظى بدقائق لعب مساواة بغيره من اللاعبين في الفريق، قرر المصري حزم أمتعته والمغادرة في موسم 2014-2015؛ متجهًا إلى النادي الإيطالي فيورنتينا بعقد إعارة، ومن هنا بدأ الفرعون المصري بالتوهج والسير الصحيح على سكة الانتصارات، وقد أثبت محمد صلاح للجميع قدرته على التحدي والتميز والتألق.
أداء صلاح مع نادي فيورنتينا أجبر النادي الإيطالي للتوقيع مع اللاعب والحصول على خدماته في صفقة مالية بلغت قيمتها 15 مليون يورو، وسطع نجم اللاعب مرة أخرى مع نادي الذئاب؛ ليعود لسكة صناعة وتسجيل الأهداف وتحقيق الإنجازات والألقاب الفردية بكل كفاءة وجدارة.
صلاح إلى ليفربول
بعد موسمين تكللا بالنجاح والتفاني والمهارة قضاها المصري بين أسوار نادي روما الإيطالي، دفع النادي الإنجليزي 50 مليون يور للحصول على خدمات اللاعب ليصبح بذلك أغلى صفقة في تاريخ نادي روما، ومنذ ذلك الحين صال الفرعون المصري وجال في أنحاء المستطيل الأخضر ليسجل العديد من الأهداف في الموسم الواحد ويحقق الأعاجيب ويثير ذهول المتابعين ويحظى بعشق الجماهير الإنجليزية.
صلاح اللاعب الوفي لبلاده ومنتخبه
لم يتوانى صلاح في التفكير بالانضمام لصفوف منتخب بلاده بدءً من اللاعب في فئة الشباب، ثم اللعب في البطولات الأولمبية، وصولًا للعب مع المنتخب الأول، حيث وضع صلاح بصمته التهديفية مع جميع الفئات وفي كافة البطولات، وبعد غياب النادي المصري عن تصفيات نهائي كأس العالم في 6 نسخ متتالية، تمكن من تسجيل هدف التأهل لكأس العالم في المباراة النهائية لتصفيات المونديال، كما أنه أشتهر بحبه لعمل الخير والتبرع المالي لبناء المعاهد والجامعات والجمعيات الخيرية والمراكز الصحية في بلدته بأكثر من 13 مليون جنيه مصري.