البروفيسور الدكتور الشريف علي مهران هشام
مهنة الطب والتداوي من التخصصات الرفيعة السامية التي يلزم أن تكون بعيدة عن التجارة او المتاجرة او التسابق في كسب المال. … الضمير الحي والبعد الإنساني وقيم الرحمة والفضيلة والعون والأخلاق وإغاثة الملهوف وتضميد الجراح ونشر الطمأنينة والأمان لاصحاب الحاجة ، هي من المفردات بل هي مكونات الميثاق المهني والإنساني والأخلاقي لهذه المهنة والتي قد لا تتضمنها القوانين البشرية ، ( ونعني هنا بمهنة الطب، الطب البشري والأسنان والصيدلة والأدوية والعلاج الطبيعي والتمريض والتحاليل والأشعة والتداوي الطبيعي والاعشاب وحتي الطب البيطري .. ) وهى رسالة عظيمة ، ينال أهلها الجزاء والثواب والربح المضاعف من رب العباد قبل العباد أنفسهم . يذكر أنه القرن التاسع عشر ، في انجلترا عام كانت هناك حفلة لتخريج دفعة من الأطباء الجدد وقد شهد الحفل رئيس الوزراء البريطاني في ذلك الحين .
فقام نقيب الأطباء أثناء الحفل بإلقاء النصائح الواجبة لهؤلاء الخريجين الجدد .
وروى لهم ما يلي قال :
” طرقت بابي بعد منتصف ليلة عاصفة سيدة عجوز
وقالت لي: الحقني يا دكتور طفلي مريض وهو فى حالة خطيرة جدآ ؛
فأرجوك يادكتور أن تفعل أي شيئ لإنقاذه .
فأسرعت غير مبال وكان ذاك اليوم مكبد بالعواصف والبرد الشديد والمطر الغزير،
وكان مسكنها في ضواحي لندن ، وهناك وبعد رحلة شاقة وجدت منزلها الذي وصلنا إليه بصعوبة
حيث تعيش في غرفة صغيرة والطفل ابنها
في زاوية من هذه الغرفة يئن ويتألم بشدة .
وبعد أن أديت واجبي نحو الطفل المريض ناولتني الأم كيسآ صغيرآ به نقود فرفضت أن آخذ هذا الكيس ورددته لها بلطف معتذرآ عن أخذ أجري المادي ,
وتعهدت بمتابعة الطفل حتى أكرمه الله بالشفاء والعافية .
وتابع نقيب الأطباء كلامه قائلًا : هذه هي مهنة الطب والطبيب إنها أقرب المهن إلى الرحمة والإنسانية والفطرة السليمة ، بل ومن أقرب المهن إلى الله….”
وما كاد نقيب الأطباء ينهي كلامه حتى قفز رئيس الوزراء من مقعده واتجه إلى منصة الخطابة قائلًا :
” اسمح لي يا سيدي النقيب أن أقبل يدك “
ومنذ سنوات طويلة وأنا أبحث عنك فأنا ذلك الطفل الذي ذكرته في حديثك الآن
آه ..فلتسعد أمي الآن وتهنأ في قبرها
فقد كانت وصيتها الوحيدة لي هي أن أعثر عليك لإكافئك بما أحسنت به علينا فى وقت عوذنا وفقرنا …
أما الطفل الفقير فانه ” ديفيد لويد جورج ” الذي أصبح رئيسا لوزراء انجلترا .
– ازرع جميلآ ولو في غيرموضعه
فلن يضيع جميل أينما صنعا
– إن الجميــــل إذا طال الزمان به
فليس يحصده إلا الذي زرعا
* قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
اصنع المعروف في أهله وفي غير أهله ,
فإن صادف أهله فهو أهله
وإن لم يصادف أهله فأنت أهله
فصنائع المعروف تقي مصارع السوء.
وصاحب المعروف لا يقع وإن وقع وجد متكأً
” خير الناس انفعهم للناس” ، جبر الخواطر طريقك الي الجنة … والله المستعان ،