بقلم/ …دكتوره نشوي فوزي
على الرغم من أن إرتريا من الدول التي تتحدث اللغة العربية إلى جانب الكثير من اللغات المحلية، وبالرغم من انتمائها إلى النطاق الإقليمي للجغرافيا العربية، إلا أنها ظلت بعيدا عن الانضمام إلى جامعة الدول العربية
هذا وظلت إرتريا بالهامش في الكثير من المناسبات العربية، والثقافية خاصة، إذ إن تمثيلها عربيا يكاد يكون ضعيفا جدا، على الرغم من وجود الكثير من الأدباء والكتاب الإرتريين الذين يؤدون دورهم ثقافيا باللسان العربي، وله دورهم المشهود على الساحة العربية.
وقد أسهم الأدب الإرتري المكتوب باللغة العربية عربيا كثيرا، رغم كمونه بالظل عند المتلقي العربي. كما تنوع عطاؤهم المكتوب بالعربية بين الشعر، والرواية، والنقد، والترجمة، ومضوا قدما بصورة لا تخطئها العين القارئة للأدب العربي.
الأدب العربي المكتوب باللغة العربية ظل في تطور ملحوظ، بين أول رواية يرصدها التاريخ الحديث لشيخ الروائيين الإرتريين الأستاذ/ محمد سعيد ناود (1926-2010م) في روايته (رحلة الشتاء) الصادرة في العام 1978م.
ظهرت بسماء إرتريا الكثير من الأسماء في مختلف صنوف الآدب، وكان للدول العربية كبير الأثر في ظهور الكثير من أولئك الأدباء الإرتريين، سواء كان ذلك نسبة للجوار، والحدود المشتركة، أو نسبة لظروف اللجوء إبان الحروب الإرترية الإثيوبية، أو نسبة لظروف الهجرة طلبا للعلم، وحتى طلبا للرزق ضربا في الأرض.
يتصدر الأديب الإرتري يبات علي فايد قائمة الكتاب الإرتريين بعدد عشرة أعمال أدبية توزعت بين الشعر، والنقد والترجمة، وعلم العروض. يليه الروائي، هاشم محمود في المركز الثاني من حيث الإنتاج الأدبي بعدد ثمانية أعمال ما بين المجموعة القصصية والرواية. ثم الشاعر أحمد عمر شيخ في المركز الثالث بعدد ستة أعمال أدبية، ثم الروائي، حجي جابر، بخمسة أعمال أدبية كلها في الرواية ثم الروائي، أبوبكر كهال، ومحمود شامي بين القصة والرواية وكذلك مصطفي محمد محمود، وساره طاهر، وحنان محمد صالح، ومنصور سعيد، وعبدالقادر مسلم، وغيرهم.
وفي الشعر أسماء لامعة مثل:
الراحل محمد عثمان كجراي، والراحل، عبدالرحمن سكاب، الشاعر الكبير محمد مدني (مد الله في عمره، والشاعر عبدالقادر ميكال، والراحلة شريفة علوي، والشعراء الشباب: محجوب حامد، وفاطمة موسى، وغيرهم.
وقد حصد هذا الحراك الأدبي العديد من الجوائز، من أبرزها جائزة الشارقة للإبداع العربي 2012م، ورغوة سوداء الفائزة بجائزة كتارا للرواية العربية 2019م، كما حاز الروائي أبوبكر كهال وهاشم محمود على جوائز عن أعمالهم. ويظل يبات علي فايد، في مقدمة الفائزين بالجوائز عن أعماله، إذ فاز في 2008 ديوانه (عبث الحسان) بجائزة سحر القوافي، وفاز عمله الشعري (وغنيت للحب) بجائزة الزبير للإبداع والتميز العلمي، أرفع جائزة تمنحها دولة السودان في الشعر، وتمنح لفائز واحد فقط، إلى جانب العديد من الجوائز الأخرى.
الجدير بالذكر أن هنالك كتب وأعمال أدبية لم تنشر إلا عبر وسائل التواصل الاجتماعي كالمجموعة القصصية التي صدرت من دار تكوين لعدد من المتدربين من الجنسين بإشراف الروائي، حجي جابر.
وفي مجال الترجمة نجد أن أعمال الروائي، هاشم محمود، والروائي أبوبكر كهال تتصدران المشهد الثقافي العالمي، إذ ترجمت لهاشم عدة روايات إلى الإنجليزية، والفارسية، والمالمالية، والإسبانية، ويعتبر الرائد في ترجمة أعماله إلى الفارسية والمالمالية. كما ترجمت روايات أبي بكر كهال، إلى العديد من اللغات، الإنجليزية، والتركية، والألمانية، والنمساوية. وجدير بالذكر رفض كهال عرض ترجمة روايته تيتانيكات إفريقية إلى اللغة العبرية. كما ترجم لحجي أعمال إلى الإيطالية والفارسية.
وفي ذلك حراك كبير، وأثر فاعل للقلم الإرتري عربيا، وعالميا، والقادم أجمل.