البروفيسـور الدكتـور الشـريف علـي مهـران هشــام
يوافق الثالث من شهر مايو من كل عام, اليوم العالمي لحرية الصحافة , وهو يمثل الضميرالإنساني والمجتمعي الذي يذكر الحكومات والمؤسسات المجتمعية الأخري بضرورة الوفاء بدورها ومسؤلياتها وتعهداتها الأقليمية والدولية تجاه حرية الجسم الصحفي للحصول علي المعلومات بسهولة وتوفيرها دون قيود لنشر الحقيقة وتعزيز الوعي والتثقيف المجتمعي. إن هذه الرمزية العالمية توفر للعاملين في وسائل الصحافة و الإعلام حرية و أخلاق وضميرا مهني للوقوف علي قضايا المجتمع وإبراز دور الصحافة كمؤسسة فاعلة وشريك قوي وحي في نهضة المجتمعات .
إن اليوم العالمي لحرية الصحافة يعد فرصة للوقوف إلى جانب وسائل الإعلام (MEDIA ) الأخري وخاصة المظلومة أو المحرومة من حقها بحرية الحصول علي البيانات والمعلومات الحقيقية ومن مصادرها ومساندتها أيضا مهنيا وماليا وقانونيا , كما يمثل هذا اليوم أيضاً فرصة لإحياء ذكرى أولئك الصحفيين والاعلاميين الذين قدموا ومازالوا يقدموا كل يوم جديد من راحتهم وأرواحهم تضحيات لا حدود لها قربانا وفداءًا لرسالة القلم والحصول علي الخبر الصادق من مصدره وخاصة في أوقات الحروب والأزمات والقلاقل والمشاحنات المحلية والأقليمية والدولية .
اليوم العالمي لحرية الصحافة لعام 2022 يسعي لجمع كل الأطراف المعنية بالجسم الصحفي وأهل الحكمة و اللسان والقلم و صنّاع القرار والسياسات والصحفيين وممثلي وسائل الإعلام والناشطين والمسؤولين في مجال الأمن السيبراني والخبراء القانونيّين، وذلك للوقوف على هذه القضايا والتوصل إلى حلول ملموسة من شأنها مواجهة التهديدات المتمثلة في الرقابة المتزايدة المفروضة على حرية الصحافة والخصوصية وتوفير الأمن والسلامة للعاملين في هذه المهنة والتي يطلق عليها تجاوزا ” مهنة المتاعب – ومن ناحيتي أطلق عليها مهنة الشرفاء ” .
منظمة اليونسكو تبذل جهودا مستمرة وقيمة وكبيرة لدعم حماية الصحافة والصحافيين وتعزيز ثقافة حرية التعبير ونقل المعلومة و الخبر بمهنية وصدق ، وتحمل إحتفالية اليوم العالمي لحرية الصحافة لهذا العام 20222، عنوان ” الصحافة تحت الحصار الرقمي”, من أجل تسليط الضوء على كيفية تأثير التطورات والتقدم التقني وشبكات التواصل الأجتماعي والأنترنت ووسائل الرصد والمراقبة التكنولوجية على الصحافة وحريتها.
إن حرية التعبير والحق في الخصوصية يمثل أكثر حقوق الإنسان تأثراً بالتحول الرقمي, أيضا فإن حرية الإعلام وبرامج التجسس وسلامة الصحفيين والحق في الخصوصية والشفافية في عصر التقنية الرقمية المتسارعة ( الصحافة الألكترونية والصحافة المستقلة وغير الحكومية أيضا ) وكذلك حرية الإعلام وحماية المصادر هي حقوق ومتطلبات أساسية للصحافة في اليوم العالمي للمنظومة الصحفية وهم أهل الحكمة والشرف واللسان الحر والقلم الصادق والنزيه والقوي الأمين.
تسلط الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو الضوء على خفض وتحجيم المراقبة والقرصنة للصحافة, ومطالبة جميع دول العالم بفرض حظر عالمي حتي ولو مؤقت على بيع برامج وتقنيات المراقبة والتجسس ونقلها للأ خرين.
علي الجانب الاخر, يجب علي العاملين كل في تخصصه في مجال الصحافة والإعلام الأهتمام بتعزيز القدرات والمهارات الشخصية ومتابعة الثورة المعرفية والتكنلوجية وكيفية التعامل بجودة وكفاءة مع هذه التطورات والمتغيرات العالمية وذلك من خلال نكثيف الدورات التدريبية والمشاركة الفهالة في الندوات والسيمنارات والمؤتمرات العلمية والبحثبة وموكبة أحدث العلوم والمعارف التكنلوجية والصحافة الالكترونية والتعليم الرقمي والحوكمة.
وخلاصة القول , يلزم تعزيز التعاون الأقليمي والدولي والمؤسسات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني المحلية والأقليمية والعالمية علي توفير الحرية والشفافية الكاملة والأمنة والسلامة للجسم الصحفي والأعلامي حتي يمكن نشر الخبر والمعلومة والصورة الحقيقية والصادقة من أجل رخاء وسعادة الإنسان ونهضة المجتمعات وتحقيق السلامة للبيئة والتنمية المستدامة للبشرية في أي مكان وزمان.
أما فيما يتصل بكيفية استغلال شركات الإنترنت لبيانات المواطنين واستخدامها في إرشاد النماذج التنبؤية والذكاء الاصطناعي أو تضخيم المعلومات المضللة أونشر الشائعات أو نشر الكراهية بين الأفراد والمجتمعات , فيلزم على شركات التقنية ضرورة العمل بأخلاق ومهنية وعدالة وضمان الشفافية في ما يتعلق بأنظمتها البشرية والية العمل والمراقبة والأمانة في نشر أوتطوير برامجها التكنولوجية.
والله المستعان,,,