بقلم “محمد عادل حبيب”
شهر رمضان الكريم, ذلك الشهر العظيم الذي ينتظره المسلمين بشوق ولهفة , وينتظره المؤمنون بشوق ودمعة , دموع فرح باستقبال أغلى وأكرم الشهور على قلوبهم.
ها هي مواسم العطر جاءت تنشره بين المسلمين , مواسم لجني الحسنات , والتخفيف من السيئات , فيا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر .
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كانت أول ليلة من رمضان فتّحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب , وغلـّـقت أبواب جهنم فلم يفتح منها باب , وصفّدت الشياطين , وينادي منادٍ : يا باغي الخير أقبل , ويا باغي الشر أقصر , ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة، أخرجه البخاري ومسلم.
وقد كان السلف رحمهم الله يدعون ربهم ستة أشهر أن يتقبل منهم شهر رمضان الماضي , ويدعونه ستة أشهر أخرى أن يبلغهم بشهر رمضان الحالي , فأين نحن من الرعيل الأول رضوان الله عليهم .
مرحباً يا سيد الشهور، ويقول المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه : أتـاكم شـهر رمضـان , شـهر بركـة , يغشـاكم الله فيه بـرحمته , ويحط الخطـايـا , ويستجيب الدعاء , ينظر إلى تنافسكم فيه , ويباهي بكم ملائكته , فأروا الله من أنفسكم خيراً , فإن الشقي من حرم رحمة الله أخرجه الطبراني.
صنف يستقبل رمضان بالموائد والمطاعم والمشارب , يقضي معظم النهار نائماً , ويقطع معظم ليله هائماً .
والصنف الثاني يستقبل رمضان بالعودة إلى الله والتوبة والاستغفار وترك ما نهى الله عنه من العصيان لا سيما في شهر الرحمة والغفران والعتق من النيران .
ألسنة صائمة عن الفحش والسباب والرفث , وآذان صائمة عن سماع الفحش من القول , وأعين لا تنظر إلى حرام , قلوب مخبتة إلى الله ناظرة .
والخسران العظيم أن نخرج من رمضان ولم نزدد فيه حسنة , ولم نرقى فيه عند الله درجة ذلك وربي هو الخسران المبين .
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب ٍ حتى عصى ربه في شهر شعبان، لقد أظلك شهر الصوم بعدهما فلا تصيره أيضاً شهر عصيان ِ
والفائز والرابح بإذن الله هو من صام امتثالاً لأمر الله ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى فتكون المكافأة كبيرة والعطية جزيلة .