تكنولوجيا الذكاء الإصطناعي وأثرهاعلي المنظومة التعليمية

 

بقلم الدكتورة :غادة عبد القادر
في خضم التنافس العالمي المتسارع في عصر المعلومات والصراع المعلوماتي الممنهج بفعل التقدم البشري في جميع المجالات وتطور العلوم ولاسيما الذكاء الاصطناعي فلقد أصبح التفكير المبكر فيما سيأتي مستقبلا أكثر أهمية من أي وقت مضي حيث يموج عالمنا المعاصر بالتغييرات المتسارعة حيث أنه من المتوقع أن تكون المرحلة المقبلة من البشرية هي مرحلة الإندماج بين البيولوجي والتكنولوجي مما يؤدي إلي التوجة إلي إستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي
إن ما يعنية الذكاء الإصطناعي المتمحور حول الإنسان ينطوي علي بعدين أساسيين : الأول هو الذكاء الإصطناعي الذي يفهم البشر والثاني هو الذكاء الإصطناعي الذي يساعد البشر .
فعلم الذكاء الإصطناعي هو أحد علوم الحاسب الآلي الحديثة التي تبحث عن أساليب متطورة لبرمجته للقيام بأعمال واستنتاجات تشابه ولو في حدود ضيقة تلك الأساليب التي تنسب لذكاء الإنسان ، فهو بذلك علم يبحث أولاً في تعريف الذكاء الإنساني وتحديد أبعاده ، ومن ثم محاكاة بعض خواصه . وهنا يجب توضيح أن هذا العلم لا يهدف إلى مقارنة أو ماشبهة العقل البشري الذي خلقه الله جلت قدرته وعظمته بالآلة التي هي من صنع المخلوق ، بل يهدف هذا العلم الجديد إلى فهم العمليات الذهنية المعقدة التي يقوم بها العقل البشري أثناء ممارسته ( التفكير )

ومن ثم ترجمة هذه العمليات الذهنية إلى ما يوازيها من عمليات محاسبية تزيد من قدرة الحاسب على حل المشاكل المعقدة.
إن تكنولوجيا الذكاء الإصطناعي هو علم جديد نسبيا ومما لا شك فيه أن التعليم التقليدي لم يعد مناسباً مع التطور الهائل التي أحدثته الثورة التكنولوجية في الوقت الحاضر، وخاصة في الدول العظمى، إذ أصبحت تمتلك ثروة كبرى من جراء التطور في استخدام الخوارزميات المعقدة في تعلم الآلة وعلم البيانات وأصبحت تلك التقنية المتطورة حقيقة واقعية جذرية .
ينطبق مصطلح الذكاء الاصطناعي على الأنظمة التي تتمتع بالعمليات الفكرية للإنسان مثل؛ القدرة على التفكير، واكتشاف المعنى والتعلم من التجارب السابقة
ومن الأمثلة على العمليات التي تؤديها الأجهزة الرقمية والتي تعود لوجود الذكاء الاصطناعي؛ اكتشاف البراهين للنظريات الرياضية، ولعب الشطرنج، والتشخيص الطبي، ومحركات البحث على شبكة الإنترنت ، والتعرف على الصوت وغيرها من التقنيات التي تعتمد بشكل كبير علي الذكاء الإصطناعي .
من المتوقع ان يزداد اعتماد العالم على الذكاء الاصطناعي في السنوات القليلة المقبلة في كثير من المجالات و منها مجال التعليم
إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم تجعل كلاً منهما يدفع الآخر نحو الأمام وتسرّع من اكتشاف حدود تعلم جديدة وإنشاء تقنيات مبتكرة.
ويبدو أن الاثنين قد صُنعا لبعضهما البعض – الذكاء الاصطناعي والتعليم – فنحن نستخدم التعليم كوسيلة لتطوير العقول القادرة على التوسع والاستفادة من المعرفة، في حين يوفر الذكاء الاصطناعي أدوات لتطوير صورة أكثر دقة وتفصيلاً عن كيفية عمل العقل البشر
يعد التعلم الآلي (ML) والذكاء الاصطناعي (AI) من المحركات الرئيسية للنمو والابتكار في جميع المجالات وخاصة في القطاع التعليمي . وفقًا للدراسات سيتم تمكين ما يزيد عن 47٪ من أدوات إدارة العملية التعليمية بقدرات الذكاء الاصطناعي في السنوات الثلاث المقبلة.

في حين أن الحلول التي تعمل بالذكاء الاصطناعي موجودة في مجال تكنولوجيا التعليم لبعض الوقت إلا أن مجال التعليم كان بطيئا في تبنيها. ومع ذلك فقد أدت جائحة كورونا إلى تحول جذري في المشهد مما أجبر المعلمين على الاعتماد على
التكنولوجيا للتعلم الافتراضي. و الآن ، يقول 86٪ من المعلمين أن التكنولوجيا يجب أن تكون جزءًا أساسيًا من التعليم.
كما توفر الطبيعة الرقمية والديناميكية للذكاء الاصطناعي أيضاً فرص مشاركة للطلاب لا يمكن العثور عليها في الكتب المدرسية القديمة، أو في بيئة الفصول الدراسية و يوجد بالفعل عدد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم مثل أنظمة التدريس الذكية ITS التي حققت أكبر تقدم خلال العشرين سنة الماضية، كأحد المفاهيم الأصلية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم.
وهناك الكثير من التحديات ولكن علينا أن ندرك أن أهداف التنمية المستدامة يمكن أن تتأثر بشكل خطير بالذكاء الإصطناعي خصوصا أن تطبيقات الذكاء الإصطناعي المفيدة تتزايد بصورة سريعة وعلي نحو غير مسبوق .

Related posts

Leave a Comment