البروفيسور الدكتــور الشـريف. علي مهـران هشـام
كانت الحروب على مر السنين الطويلة بمثابة الكوارث التي هددت أمن وسلامة وحياة الملايين من البشر والشجر والحجر حول العالم، ولكن مع التطور العلمي والمعرفي الكبير لم يعد الامر يقتصر على الحروب التقليدية المعروفة ، ولكن تطورت الأمور للحرب السيبرانية التي تستطيع ان تدمر الكثير وتوقف الحياة دون ان يتم إطلاق رصاصة واحدة, إنها الوجه السلبي بل القبيح للتكمواوجيا .
في ظل التطور التكنولوجي الهائل والمتسارع في العالم , ومع التقدم والمزايا التي لا تعد ولا تحصى لهذا التطور التقمي ، برز الوجه الآخر لهذا التطور المزهل والذي يحمل معه قلقا وتوترا وفزعا وخطرا علي المدنية والحضارة الوطنية والاقليمية والدولية . يرتبط مدى حماية المجتمعات والأفراد على حدٍ سواء من خطورة هذه التكنولوجيات بضرورة التوعية والتثقيف والتعاون الدولي لأهمية تحسين الأمن السيبراني ومعرفة أبعاده0( الشكل والمحتوي )، في ظل استخدام الأفراد غير المنقطع للتكنولوجيا وللإنترنت، سواء على المستوي الفردي والمجتمعي ( نظريا وعمليا ). السيبرانية هي صراع بين العقل البشري والعقل الالكتروني أو التسابق والطموحات بين أفراد أوحكومات متوسطة الدخل ودول متقدمة ( قد يراه البعض توازن فطري بين الفقير الضعيف و الغني القوي , ولكن نري أنه سطو وتخريب وإرهاب للحضارة الإنسانية ).
تاريخيا, في عام 1983 أصدرت هوليود فيلم ” ألعاب الحرب War ” ” Games والذي يروى قصة فتى هاوي ولكن عبقري في الحاسوب، بحيث يستطيع ان يخترق الجهاز الرئيسي للجيش الأمريكي، مسبباً بذللك أزمة عالمية كادت ان تنتهي بحرب عالمية ثالثة. كان هذا الفيلم بمثابة شرارة التي دفعت بالكثيرين ليتساءلوا تجاه إمكانية تحقيق ما جاء بالفيلم فعلياً، وهل هو مستحيل أم لا ؟ ولم يدركوا ان الأمر قد يكون بمثابة عرض بسيط لما سيحدث لاحقاً بفعل الحرب السيبرانية التي قد تغزو العالم في المستقبل.
بدأ مصطلح الحرب السيبرانية بالظهور بشكل أكبر ومتوسع عام 2003م عندما قامت مجموعة من القراصنة الالكترونيون بشن هجمات ألكترونية على مواقع عالمية ونشر أخبار كاذبة وتحريف البيانات والمعلومات التي تخص المؤسسات والأنظمة الحيوية للدول ، وبعد ذلك توالت الهجمات المختلفة والتي كانت تحت غطاء الحرب السيبرانية.
لم تتوقف آثار الحرب السيبرانية على كونها حرب الكترونية، بل تعدى مدى خطورتها الحدود الالكترونية ووصلت لأبعد ما يتصوره العقل من حدود, فلم تكتفي بالعالم الافتراضي، حيث تعدته للواقع ووصلت لاماكن ونقاط لا يمكن التهاون فيها.
نوجز هنا, أبرز آثار الحرب السيبرانية في التالي:
• تدمير أنظمة دولية وإلحاق أضرار بالغة الخطورة بها*
• * في مثل الحرب السيبرانية بالعادة فإن الضحايا بالدرجة الأولى هم المدنيين سواء باستهدافهم بشكل مباشر أو من خلال العالم الافتراضي.
• * من أبرز آثار الحرب السيبرانية أن ضررها سيكون أكبر من نفعها، والامر الذي سيجعل العالم بأسره في حالة قلق وترقب
• * تأثير الحرب السيبرانية قد لا يقتصر على واقع الكتروني او سياسي أو عسكري، بل قد يطال أنظمة الرعاية الصحية والخدمات والحياة المعيشية ، التي أصبحت تعتمد إداريا ووظيفيا على العالم الرقمي في أغلب برامجها.
• * الخطورة الكبري , أن تتصاعد الأمور في الحرب السيبرانية، ويصل مدى إرهابها إلي مستوي الحرب النووية وهو ما يجعل خطر هذه الحرب كارثيا وتدميريا علي الإنسان وجميع الكائنات .
الإشكالية في الوقت الحاضر , لم يقتصر السباق بين دول العالم المتقدمة على سباق التسلح أو أمتلاك الصواريخ البلاستية والبوارج أو إمتلاك الردع النووي، أو حتى أمتلاك أعتى الجيوش العسكرية وغيرها من الأمور الواقعية، بل تطور الأمر لأن يكون التسابق الفعلي ضمن مجال الأمن السيبراني، فأصبحت دول العالم تتسابق من أجل بناء اقوى الجيوش الإلكترونية, أو بمعمي أخر أمتلاك اقوى الجيوش السيبرانية.
• وخلاصة القول, يلزم إ صدار تشريعات وقوانين دولية ترعاها المنظمات والمؤسسات الدولية وملزمة لجميغ الدول تحرم وتجرم الحروب السيبرانية وسن عقوبات قوية ورادعة للمخالفين سواء كانوا أفراد أوجماعات أودول وضرورة أخذ الحيطة والحذر واتباع كل وسائل الحماية الإلكترونية, والاهم تحلي جميع البشر بالأخلاق والإنسانية وأحترام الاخر لتحقيق السلامة والحياة الامنة والكريمة والتنمية المستدامة للجميع. والله المستعان,,,