بقلم دكتور / خالد الجندي
الانانيه هي حب الإنسان لنفسه وعشقه للسيطرة والتملك , وهي ( الأنا ) التي تجعل الإنسان لا يرى إلا نفسه ولا يهتم إلا بشخصه هو , وهي غريزة فطرية في كل إنسان إذا كانت في حدود معرفة مقدار الذات ووضعها في موضعها , أما إذا تجاوزت حدود الذات إلى الغرور والتكبر واحتقار الآخرين واستصغارهم وتسفيه آرائهم , والسعي إلى السيطرة عليهم فهنا مكمن الخطورة وأصل الداء .
لذا فإن الشخص الأناني لا يجُبُ الاعتراف بالخطأ ويظن نفسه دائمُ الصواب وأنه من المعصومين عن الزلة والمعصية , وهو يجهل بأن الاعتراف بالخطأ دليلٌ على احترام عقول الناس , ولأن الأناني ليس لديه مُحرمات بل يُحلل لنفسِه كل شي ما دامت مصلحتهُ موجودة، والأنانية هي مرضٌ نفسي يحتاج للعلاج , والأنانية هي داءٌ مدّمر لصاحبه فالأناني لا يُحبُ أحداً مشاركتهُ أي شيء بل يُحبُ أن يرى غيره يشقى وهو يرتاح ويُحب مصلحته فقط .
وهناك أسباب تدفع الإنسان إلى الأنانية منها التربية الخاطئة من الأبوين للأبناء في الصغر وعدم توعيتهم على اجتناب الأحقاد والاستيلاء الفردي , وكذا حرمانهم وكثرة معاقبتهم على كل صغيرة وكبيرة , وكذا عدم العدل بين الأبناء وتفضيل ابن على آخر , ومن أسبابها كذلك : الظروف الاقتصادية الخانقة التي تجعل الفرد لا يهتم إلا بنفسه ولا يسعي إلا بما فيه مصلحته .
ولكي نعالج هذا المرض العضال لابد من تكاتف جميع المجتمع من أسر وجماعات ’ فالمجتمع والأسرة لهم دورٌ كبيرٌ في ذلك لأن المولود في الواقع يتأثر بالعوامل المحيطة به فيجب تعليمه وتعويده من صغره على عدم الأنانية وأن يحُب لغيره ما يحبه لنفسه , وأن يجاهد نفسه حتى يصل إلى درجة أن يؤثر غيره على نفسه , .كما يجب علينا أن نعود أنفسنا على حب التعاون والأعمال الجماعية والاختلاط والتقارب , والمشاركة في الأعمال الخيرية , وجمعيات النفع العام , وأن يتعاون مع أهله وجيرانه وأصدقائه في مساعدة المحتاجين من الفقراء والأيتام والمرضى .قال الشاعر :النمل تبنى قراها في تماسكها * والنحل تجنى رحيق الشهد أعوانا فعوّد نفسك على احترام الآخرين والإنصات إليهم وتقدير آرائهم , ولا تكن نرجسياً لا تحب إلا نفسك ولا تهتم إلا بذاتك , لأنك ساعتها سوف تحرق نفسك وتضر بها قبل أن تضر بالآخرين .