يضرب بعض الرجال زوجاتهم إعتقاداً منهم أنهم يفرضون شخصيتهم ويمارسون رجولتهم ، وبعض الرجال يعتقدون أن الضرب تقويم للزوجة وأن من حق الزوج ضرب زوجته من أجل تهذيبها ، أو كسرها لجعلها تهابه.
وكانت واقعة عروس الإسماعيلية التى أثارت غضب رواد السوشيال ميديا خير دليل على كيف تهان المرأة وتتحمل من أجل البقاء وكلام الناس وتكتم بداخلها كم قهر ووجع هيا فقط من تحس به ولكنها تدعي وتظهر العكس لإرضاء المجتمع والمحيطين بها، وسلط ايضاً مسلسل اللى ملوش كبير في رمضان الماضي الضوء على هذه القضية، بضرب الرجل الثري لزوجته بشكل شبه يومى وإذلالها بأصلها وأنها كانت ممرضة وهو تزوجها شفقتنا بها. وعندما تشتكي لأهلها يصبرونها لأنهم جميعاً يعيشون في خيره ومن ماله، الأم والأب والأخوات كل ما يهمهم المال الذي يأخذوه ولا يهمهم الزوجة التى تعذب وتعنف بشكل بشع لدرجة انها فكرت في قتله.
ولا ننسى القضية التي كانت منذ عدة شهور بالإسكندرية ، قضية إسراء عماد التى شوهها زوجها. وحاول قتلها بسبب وجود خلافات بينهم. وهي شابة في عمر الزهور تبلغ من العمر 18 عام.
أيها الرجال .. الضرب وسيلة للتعامل مع الحيوانات وحتى مع الحيوان يعتبر قلة رحمة من الإنسان تجاهه، فإذا اعتبرنا أن الضرب وسيلة يستخدمها البعض لتقويم الحيوانات لأنها لاتفكر ولا تشعر و لا يجدي وعظها أو إرشادها والتفاهم معها وإدراك مطالبها وتفهم أوضاعها.
لكن الإنسان سيدي الرجل .. السبيل الصحيح لتقويمه هو التفاهم بعقلانية لأن الله وهبه العقل ، أنتقد زوجتك و عاتبها وتحدث معها عما يغضبك تقرب منها وحاول تقريب وجهات النظر ، لا تترك انفعالك يجعلك تندفع وتضرب زوجتك لأن هذا يعد من أكثر أنواع الإهانة ويحدث فجوة بينكم ، إذا ضرب الرجل زوجته فهو يضعها دون وعي من منزلة الحيوانات التي لا تفكر ولا تتكلم ولكن الحيوانات المضروبة لا تعاتب ولا تنتقد، ولا تُلام ، أما المرأة إنسان يحس ويشعر ويفكر ويتألم ، وجعل الله بينكم مودة ورحمة أين الرحمة في ضربك لزوجتك .
رسول الله أوصاكم بالمرأة
علاقة الزوجة بزوجها علاقة أدمية وإنسانية ، يجب أن تتواجد فيها الثقة والتفاهم، الرجل يجب أن يكون لزوجته السند ويمنحها الأمان لتمنحه الحب والحنان والعطف وترعى أبنائه وتحفظ بيته ، وتشاركه أفراحه وأحزانه، وتخفف آلامه، وتقوم على خدمته، وتتعاطف معه ، وقد حذر رسولنا الكريم من العنف ضد المرأة حين قال “ص” ” لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها في آخر اليوم “صدق رسولنا الكريم .
الرجل الذي يضرب زوجته هو رجل بعيد كل البعد عن الدين والأخلاق السويّة، وهو بذلك مخالف للدين والشريعة وتعاليم رسول الله .
الرجل الذي يمُلك الأخلاق الكريمة لا يضرب زوجته ، كيف يضرب رفيقة دربه التي تشاركه كل حياته التي تنجب أبنائه وهم ثمرة حياتهم التي تترعرع في البيئة التي يصنعها لهم لكن عندما يضرب زوجته يحدث الأب خلل بأخلاقيات وسلوكيات أولاده وجعلهم أشخاص غير أسوياء .
الآثار السلبية الناتجة من ضرب الزوج لزوجته
ضرب الزوجة له آثار سلبيّة كثيرة على الأسرة، حيث تؤدي في أغلب الحالات إلى تفككها، فالأسرة عبارة عن بناء متماسك مكون من الزوج والزوجة هم أساس النزل وقدوته فعند ضرب الرجل زوجته كيف يصبح قدوة وكيف يحترمه ويحبه أبنائه و يضرب أمهم ويهنيها ، وكثيراً ضرب الزوج لزوجته ما يحدث خلل يصل لحد البعد عن بعضهم والطلاق وهدم الأسرة ، والأبناء هم الضحايا.
ضرب الزوج لزوجته يؤثر على الأبناء وشخصياتهم، فهذه المعاملة بين الزوجين، تؤثر على الأبناء الذكور ،حيث ينشأ الأبن نسخة من أبيه و يعاملون زوجاتهم نفس المعاملة بالعنف ، أما البنات فـ يتأثروا نفسياً ويشعرون أن الزواج مأساة ومهانة، وكثير من حالات العنوسة تكون بسبب عقدة البنت من أبيها وعدم رغبتها أن تكرر نفس المأساة التي عاشتها إمها من قبل وتخضع تحت سيطرة رجل يضربها ويقلل من شأنها .
عزيزي الرجل أتقي الله في زوجتك ولا تنسى أن الحياة سلف ودين ، لديك أخت أو أبنة ، أتقي الله في زوجتك ،لا تنسى قول الله تعالى:
“ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم “.