سنبدأ فى الإجابة عن ذلك السؤال، للإنسان القدرة على الحياة فى درجات حرارة معينة، فالجو شديد الحرارة، أو الجو البارد الحرارة قادر على إماتة البشر فى ساعات معدودة، بل قد تكون دقائق، هل تتخيل أن نصف السعرات الحرارية التى يستهلكها جسم الإنسان يومياً يتم إستهلاكها للمحافظة على درجة حرارة الجسم الطبيعية، هذا الحديث فى حالة وجود الإنسان فى الأوضاع الطبيعية، وهو مسترخى ويرتدى ملابسه العادية، ولكن على النقيض تماماً إذا أخذنا أحد الأشخاص وقمنا بتجريده من ملابسه، ثم تركناه فى مكان درجة حرارته تحت الصفر سيموت خلال عشرون (20) دقيقة نتيجة إنخفاض درجة حرارة الجسم الداخلية.
إذاً فمما سبق يتضح لنا أن عامل التدفئة للجسد هام جداً، لكن إنتظر هناك ما هو أهم من ذلك إنه الأُكسجين، نعم الأُكسجين، فلنتخيل أننا ذهبنا سوياً إلى قمة جبل ايڤريست إنها أعلى قمة جبال طبيعية فى العالم، ومن المعروف علمياً أن الأُكسجين يقل كثيراً كلما إرتفعنا عن سطح البحر، لذا فإن نسبة الأُكسجين فوق قمة جبل ايڤريست أقل ثُلثان عما هى عليه عند سطح البحر.
يستطيع متسلقى الجبال تحمل قلة الأُكسجين، ولكن بعد تدريبات شاقة، وتدريجياً، لكن إذا قمنا بنقل شخص ما من مكانه الحالى إلى أعلى قمة جبل فى العالم فلن يستطيع تحمل قلة الأُكسجين هناك، بل وسيموت فى خلال ثلاثة دقائق.
هل تعلم أن الموت سيأتى إلينا مسرعاً إذا وقف الإنسان فى منطقة منخفضة كمنخفض ماريانا، والذى ينخفض عن سطح البحر بحوالى سبعة (7) أميال، وهو الأمر الذى سيؤدي لحدوث ضغط حول جسم الإنسان لأكثر من خمسة عشر ألف رطل/ بوصة مربعة.
سيتبادر فى ذهن أي شخص منا سؤال ألا وهو، وماذا عن الغطس، إن الغطس يتم ونحن جاهزون بما يحفظ لنا حياتنا، ولكن بدون تجهيزات فى ظل تزايد الضغط تحت سطح البحر، فستنهار الرئة لحظياً، وبدون رئة لا يوجد أُكسجين ليصل إلى المخ، وبالتالي سيتوقف المخ خلال خمسة عشر (15) ثانية، ومن ثم فسوف تموت كلياً فى خلال أقل من تسعون (90) ثانية، وهو ما يوازى نفس مقدار الوقت المخصص للموت إذا قفزت من الفضاء بدون بدلة رواد الفضاء.
- مهلاً هل تريد إنهاء حياتك أسرع مما سبق، إنه القفز فى الحمم البركانية!!
عكس ما تنتجه الأفلام، فالقفز فى البركان لن يجعل جسم الإنسان يذوب وحسب، بل على العكس تماماً إن القفز فى البركان سيفجر جسم الإنسان ويجعلها أشلاءاً لا تُعد ولا تحصى، وذلك ببساطة لأن جسم الإنسان مكون بنسبة كبيرة من الماء، والحمم البركانية أشد سخونة بأكثر من أربعة (4) أضعاف الفرن المنزلى، فببساطة عندما يتعرض محتوى مائى ضئيل كجسد الإنسان لدرجة حرارة شديدة مرة واحدة، بالطبع سيتحول إلى بخار، وهو ما سيؤدى لحدوث الإنفجار السابق ذكره.
- ما رأيك إذا قمنا بحساب درجة الخطورة بتعداد الوفيات وليس سرعة عملية الوفاة؟!
إنتشر فيروس الإنفلوانزا سنة 1918م، وأدى إلى وفاة مائة (100) مليون شخص، وهو ما يمثل ثلاثة فى المائة (3%) من سكان الأرض آنذاك، النسبة مخيفة أليس كذلك؟!
الأكثر من ذلك، عندما إنتشر وباء الطاعون وقضى على نحو ثُلث البشر فى قارة أوروبا، لا تقلق كان ذلك فى الماضى، والآن أصبح له علاج وهو المضاد الحيوي، لكن هل ستصدق أن هناك حوالى خمسة عشر حالة يصيبها الطاعون سنوياً فى أمريكا!!.
- لكن سيناريو الطاعون الآن ليس هو الأكثر رعباً، فهناك الأخطر والذى يتسبب فى موت الإنسان أكثر من الطاعون، والأنفلونزا سوياً، إنه الملاريا!!.
هناك منا من لا يعلم ما هى الملاريا، فأقول لهم إنه ذلك الطفيل الذى ينتقل إلى جسم الإنسان من خلال قرصات بعوض معين (الناموس)، أحد العلماء الحاصلين على جائزة نوبل ويدعى “بروت بلامبر” خلال بحثه فى الچينوم البشري، وهجرة البشر على مر التاريخ، تبين له أن نصف البشرية التى عاشت على الأرض على مر التاريخ قد ماتت بسبب الملاريا!!. وبسبب ذلك سجلت الأماكن المتسببة فى وباء الملاريا إحصائياً أنها أخطر مكان على وجه الأرض.