بقلم : زينب مدكور
أنا إبن ناس أوي ، أنا إبن ناس راقية ، أنا إبن أكابر ، أنا من عيلة كبيرة جدا ، إنتم متعرفوش أنا مين وإبن مين
هذه بعض من العبارات التي سادت مجتمعنا في الآونة الأخيرة وبعد إنتشار السوشيال ميديا وكثرة صفحاتنا عليها ،
ومن هنا بدأت بعض الشخصيات التي كنا لانعلم عنها شيئا في الظهور نتيجة إضطرابات مكبوته داخلهم فيشعر المصابون باضطرابات الشخصية بالتعالي والتكبر وأن لهم شأن كبير ومكانة مرموقة , ويبنون التخيلات التي تجعلهم يشعرون بهذا التميز واللمعان
ويتصرفون باستغلالية واضحة وينتظرون تلقي التقدير والاستحسان علي اي عمل من الاشخاص المحيطين بهم وتكون هذه التصرفات في كثير من الأحيان ستار يداري خلفه شخصيتهم المهزوزه وشعورهم الدائم بالحاجة الي التحفيزات والهتافات من الاخرين لهم ، وهذه الشخصية يقول عنها علماء النفس أنها شخصية مريضة وتحتاج إلي علاج حيث وُصفت بأنها شخصية نرجسية ولابد أن الجميع يعلم بوجود مثل هذه الشخصيات معنا وحولنا بل ونتعامل معها يوميا في أعمالنا ومع عائلاتنا ولكن دون أن نعرف أنهم مرضي بمرض يسمي النرجسية
فعند الشعور الدائم بأنك الأفضل وأنك أعلي من الاخرين هذه نرجسية وعندالمبالغة في وصف الانجازات والمواهب والقدرات التي تمتلكها هذه نرجسية ، وعند الرغبة الي الاستحسان والحصول علي المديح والاعجاب المستمر هذه نرجسية ، وعند التعامل مع الاخرين علي اساس انك شخص مختلف عنهم وتؤمن بهذا تماماً هذه نرجسية ، وعند اللامبالاة بمشاعر الاخرين . وعند الغيرة الشديدة من نجاح الاخرين والايمان بانهم ايضاً يغارون منك.والفشل في عمل علاقات مع الاخرين ، هذه نرجسية وأيضا اظهار البرود للمحيطين وانه شخصية لا تبالي بالاخرين . وعلي الرغم من انه قد يبدو التعارض بين ضعف الشخصية النرجسية وكونها مهزوزة وبين كونها شخصية لديها ثقة شديدة الا ان الامر مختلف تماماً اذ ان الشخص النرجسي قد تعدي حدود الثقة بالنفس الطبيعية حتي وصلت الي حالة من الاعجاب المفرط الغير واقعي اذ ان الثقة بالنفس لا تجعلك تهزأ بالآخرين أو أن تري نفسك أكثر قيمة منهم فقد يظهر الشخص النرجسي متبجح مع حالة من التباهي بالنفس واحتكار الاخرين والتقليل من شأنهم ويكون مُصراً علي الحصول علي أفضل الأشياء في أي مكان ، وتُنسب كلمة النرجسية الى أسطورة يونانية ، تقول، ان الشاب نركسوس كان آية في الجمال، وعندما رأى صورة وجهه في الماء عشق نفسه حتى الموت ، ومع هذا وما يشعر به الا انه يعاني من ثقة معدومة بالنفس ويفشل في اي عمل قد يتضمن الانتقادات او الإخفاقات مع إحساسه في داخل نفسه بالخجل والإذلال وما يقوم به من إحتقار وتقليل من شأن أحد بمثابة طريقة دفاعية نفسية بحتة للشعور بأنه ما زال الافضل .
وللأسف ، هذا لا يكفي ليجعلهم يشعرون بالسعاده حيث أنهم لا يفهمون أن السعادة الحقيقية والرضا والوفاء هي أشياء تأتي من الداخل . وبما أن داخلهم مريض فلن يصل لهم هذا الإحساس
فعندما تسير حياة الآخرين بشكل جيد ، يتذكر الأشخاص ذوي الميول النرجسية بأنهم ليسوا سعداء ، وأنهم ليسوا مميزين على الاطلاق. علاوة على كونهم بائسون ، يشعر الأشخاص ذوى الميول النرجسية القوية بأنهم مؤهلون و أكثر تميزاً من غيرهم . ولذلك أيضا في نظرهم ، هم جيدون وكل من ينجح فى أى شىء هو شرير . ليس ذلك فحسب ، إذا كنت سعيدًا ومزدهرًا ، فإن شعور الشخص النرجسي بقيمته مهددة لأنه يقارن نفسه بك بطريقة سامة .
لذلك فهم سعداء عندما تفشل ، عندما تتألم ، عندما تشعر بالأذى . في عيونهم أنت تستحق ذلك ، يشعر الأشخاص النرجسيون بالتلذُذ عند رؤية أو جعل الآخرين يعانون .
في النهاية :
الأشخاص النرجسيون للغاية يكرهون رؤية الآخرين سعداء. ذلك لأنهم أنفسهم غير قادرين على الشعور بالسعادة الحقيقية. في بعض الأحيان ، سيحاولون إيذاءك ويصفون ذلك بالدفاع عن النفس والعمل المشرف أيضًا.
لا تدعهم يصلون إليك. أنت لا تفعل أي شيء خاطئ عندما تعيش حياة أكثر سعادة. افعل كل ما يلزم لتحرير نفسك بعيدًا عنهم. سيكونون دائمًا بائسين ، لكن لا يجب أن تكون كذلك