البروفيسور الدكتور الشريف علي مهران هشام
تحتفل معظم دول العالم وخاصة في أوربا وأسيا وأمريكا وأفريقيا وأستراليا وبنسب متفاوتة في دول الشرق الأوسط بعيد الحب الذي يوافق الرابع عشر من فبراير من كل عام, والذي يعرف منذ مئات السنين باسم الفلانتين، يأتي يوم الفلانتين هذا العام ، في ظل ظروف صعبة فرضها فيروس كورونا ( كوفيد – 19) ومشاقاته ( دلتا – أوميكرون …) . لكن مع إنتشار اللقاحات وزيادة الوعي السلوكي والطبي الكوني بالجائحة فإن الأمر أصبح أخف خطورة وأقل فزعا وقلقا عما كان من قبل في السنوات الماضية.
تاريخيا, يُقال أن ” فلانتين ” كان كاهنًا قديسًا، تصدى لإمبراطور غاشم، أصدر قرارا يمنع الزواج، حتى يجبر الشباب على الالتحاق بالجيش، فعقد هذا الكاهن زواج العشاق سرًا لسنوات، حتى علم الإمبراطور، وأمر بإعدامه، جزاءً على مخالفة تعليماته، كما يذكر أن القديس فلانتين الأول كان يعيش فى روما، وكان قسيسًا فى تلك المدينة، وقد أعدم حوالى عام 269 بعد الميلاد فى يوم 14 فبراير، ودفنت رفاته فى كنيسة سانت براكسيد فى روما , وأعترافًا بجميل هذا الكاهن، تم أعتبار يوم وفاته هو عيد للحب ويتم فيه التعبير عن مشاعر المودة والحب للطرف الآخر.
من مظاهر الأحتفالات بهذ اليوم , يقوم الأطفال في المدارس بتزيين حجرات الدراسة وتبادل بطاقات المعايدة وتناول الحلوى.وعادةً ما تذكر بطاقات المعايدة التى يتبادلها هؤلاء التلاميذ الصفات التى تجعلهم يشعرون بالتقدير والمحبة والأحترام تجاه بعضهم البعض.
عيد الحب هذا العام قد يكون فرصة لإنتعاش الأقتصاد والتجارة والمبيعات بعد فترة الكساد التي أحدثها فيروس كورونا، مثلا تبادل الهدايا التذكارية والورود والشيكولاتة والهدايا الأخرى، ونذكر هنا ونؤكد أن الهدية ليست بقيمتها المادية ولكن البعد الروحي والنفسي والأدبي ومدى قدرتها في خلق مناخ إيجابي ينشر السعادة والفرحة والسرور والالفة بين البشر هو الغاية الكبري وتفضل الفتيلت الدباديب بأشكالها وصورها وأحجامها المختلفة كهدايا رمزية تعبر عن محبة الأخر , إن شراء كوب يحمل شعار النادي الرياضي المفضل أو بيت شعر أو حكمة أو صورة النجم المفضل، قد يكون هدية جيدة في عيد الحب.
هذا مثال مقترح , لهدية جميلة وبسيطة وغير مكلفة ماديا , إحضار برطمان زجاج فارغ، ثم رسم بعض القلوب أو النجوم بالقلم الفلوماستر، وإحضار بعض الأوراق وكتابة رسائل رومانسية وغير جارحة أو خارجة عن أعراف وأخلاق المجتمع ورسم عبارات شعرية وموسيقية جاذبية ومحببة للنفوس ووضعها داخل البرطمان، مع بعض الحلوى الملونة والفوم، وتقديمها كهدية.
هذا اليوم الأحتفالي هو أيضا فرصة للمحبين لتبادا الهدايا والعبارات والاشعار الرومانسية والمدح الجميل ، ويبحث كل طرف عما يرضي الآخر، ولا يقتصر الأمر على المرتبطين ببعض فقط ( أزواج , أبناء , مخطوبين , أصدقاء ,أقارب زملاء…) ، بل يتجاوز ذلك، فيمتد للمحبة بين أفراد العائلة والجيران وجبر خواطر الناس .
في مصر يحتفل البعض بعيد الجب في الـ14 من فبراير، والثانية في الـ4 من نوفمبر، ويعود ذلك الاحتفال الثاني لفكرة نشرها الكاتب الصحفي مصطفى أمين في جريدة “أخبار اليوم”، حين رأى جنازة لا يسير فيها إلا ثلاثة أشخاص فقط، فتعجب من المشهد، وقرر أن يطرح فكرة أن يكون هذا اليوم عيدا للحب كما يحتفل المصريون في الحادي والعشرين من شهر مارس من كل عام بعيد الأم تقديرا وإجلال لها وهوعيد وتقدير للأب أيضا وجمع شمل الأسرة كلها.
المسلمون يعتبرون أن عيد الفطر وعيد الأضحي هما فقط العيدان الشرعيان للأحتفال, ولكن أري أنه لا بأس من إظهار البهجة غير المخلة أخلاقيا أوأجتماعيا ومشاركة الاخرين الفرحة والسرور الذي يعزز أواصل الأخوة والرحمة والمحبة والسلم المجتمعي , وخاصة في الدول الغربية وإبراز أن المسلم إنسان طبيعي وغير متزمت أو متعصب أو عنصري أو عدواني أو منطوي علي نفسه , بل أن المسلم ذو خلق رفيع وسلوك حسن محب للاخر ويحترم الاخر والقوانين, ولا تنسي أن أبتسامتك في وجه أخيك صدقة , ولكن أنت حر ما لم تضر , ولا ضرر ولا ضرار و أن المحبة والسلام والأخوة الأنسانية , مظلة لجميع البشرعلي كوكب الأرض في كل زمان ومكان .
أمثلة لرسائل الود والمحبة في عيد الحب و في كل عيد : **
= أحبك ليست كلمة ولكنها معنى أخترق القلب وسكن فيه مع صورتك التي لا تفارق خيالي.
= في عيد الحب لا أنتظر منك هدية فأنت هديتي التي ساقها لي القدر وأخشى من فقدانها.
= بالحب وحده أنت النور الذي ملأ كوني وأنت ضي العيون دوما , وليس في الأعياد فقط.
= الفالنتين هو مجرد تذكر لمن شغلته الدنيا وهمومها, أن هناك رفيق ينتظر محبتك التي تغمره بها كل يوم بشكل مختلف.
= كلما أتي عيد الحب رغم الشتاء تحولت الدنيا إلى ربيع وأغاني وزهور متفتحة في عيوني.
= لا أنسى أول عيد ألتقينا فيه وملكتني لمساتك فأثرها ما زال يخترق قلبي وروحي محبة.
وخلاصة القول, فرحـــــــــة سعيدة عليك يا بـــــــــلادي … يارب …يارب وطني أم الدنيا ….مصـــــــــــــر قيادة وحكومة وشعبا كريما وضيوف , كل يوم في أمان وسلام وأخوة ومحبة وتنمية متواصلة.
والله المستعان,,,