البروفيسور الدكتور الشريف علي مهران هشام
يعتبر خبراء البيئة والمناخ أن السبب في تسريع وتيرة الاحتباس الحراري يعود إلي التراكم الهائل لثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي والمستمرة منذ الثورة الصناعية وحتي الان. يعني بالحياد الكربوني أو الحياد المناخي خفض انبعاثات الكربون إلى أقصى حد ممكن، والتعويض عما لا يمكن التخلّص منه.
تبنت العديد من الشركات والمؤسسات وإدارات المدن سياسات وخطط وبرامج علمية وعملية ، لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري والسخونة الكونية ، ما يخفف من آثار التغير المناخي الذي يهدد العالم بأكمله، فيما تعكف دول أخري على إعداد تشريعات بهذا الشأن، لتصبح في مقدمة دول العالم التي تتحول إلي الحياد الكربوني مثل اليابان والقارة الأوربية .
إن أعتماد مبادرات غير تقليدية أصبج ضرورة ملحة مثل المبادرات الخضراء وتشجير المناطق الصحراوية وزراعة الأشجار وخاصة أشجار النخيل والأشجار المعمرة ، وإعادة تأهيل الأراضي البور والمتدهورة وتخصيص أراضيٍ محددة كمحميات طبيعية جديدة، لزيادة رقعة المناطق المحمية التي تمثل رئات طبيعية للمجتمع والبيئة والانضمام إلي المدن الذكية العالمية المستدامة، والأنخراط في التحالفات العالمية التي تهدف إلى الحفاظ على البيئة الكونية وحماية المناخ .
إن تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 يمثل خطة طموحة لمصر و الدول العربية ، من خلال التوجه نحو الاقتصاد الأخضر، والمدن الخضراء والنقل الأخضر والاعتماد على الطاقات المستدامة، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية وغيرها من الطاقات النظيفة، بعيدا عم المركبات النفطية الكربونية.
رغم أن الدول العربية مجتمعة لا تتجاوز اسهاماتها 5% من الانبعاثات الكربونية العالمية، وأنها ليست دولا كثيفة الانبعاثات، وإنما مساهمتها محدودة جداً، إذا ما قورنت بدول مثل الصين وأوربا وروسيا والولايات المتحدة الأميركية والمسؤولتين عن النصيب الأكبر من الانبعاثات العالمية للكربون, إلا أن فلسفة الحياد المناخي والكربوني يمثل أستراتيجية تنموية للجول العربية.
علي كل حال, تعهدت عشرات الدول بإعتماد أستراجيات بيئية للحياد الكربوني ، بينما التزم عدد أخر من الدول بعمل التشريعات والقوانين اللازمة من أجل تحقيق “صافي صفر” من انبعاثات الكربون بحلول عام 2050
وخلاصة القول, مصطلح محايدة الكربون، هو حالة من صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون صفريّ , يمكن تحقيق ذلك من خلال موازنة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مع إزالته أو عن طريق إزالة الانبعاثات من المجتمع و يستخدم المصطلح في سياق أستخدامات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالنقل وإنتاج الطاقة والزراعة والصناعة والفضاء والخدمات أيضا .
** مشروع مناخي وحيادي جديد في مصر
دخلت الحكومة المصرية في شراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
(UNDP)
( GCF وصندوق المناخ الأخضر ( وهو أكبر صندوق مخصص للمناخ في العالم – من أجل إطلاق مشروع مناخي جديد
ويهدف هذا المشروع، إلي حماية أكثر من عشرين مليون شخص من الفيضانات الساحلية وذلك من خلال تشييد أكثر من ستين كيلومترا من نظام السدود منخفضة التكلفة عبر شواطئ دلتا النيل. حيث تم تصميمها لتبدو وكأنها معالم ساحلية طبيعية / أو كثبان رملية جميلة في الشكل ووالوظيفة.
هذه السدود سيتم تثبيتها بمزيج من أسوار الأشجار والنباتات الطبيعية مثل القصب وأنواع عديدة من النباتات المحلية صديقة البيئة وذلك لتمكين الكثبان الرملية من التشكل من خلال حبس الرمال المنفوخة وتثبيتها. وستعمل تدابير حماية السواحل هذه على إعادة استخدام المواد المجروفة الموجودة والتي كان من الممكن أن تترسب في البيئة البحرية وتلوث المياه والشواطئ , إن ارتفاع المياه سيصل إلي سواحلنا وشواطئنا في حالة أخذ الأحتياكات والاحترازات العلمية والبيئة اللازمة من أجل حماية الإنسان والحياة والثروات والحضارة المصرية . إن إنشاء محطات و نظام لرصد التغيرات المناخية في مستويات سطح البحر وتأثير تغير المناخ على تآكل السواحل وأرتفاع المياه لأو تسربها واستقرار الشواطئ أحد العناصر الهامة للحياد المتاخي وضمان للأمان البيئي والمجتمعي.
إن أحدأهداف السياسانت والخطط المصرية لحماية البية ومواحهة أخطار التغيرات المناخية والعواصف الجوية وارتفاع منسوب المياه في السواحل اوتبخر وتسرب المياه في الترع والبحيرات المصرية هو سعادة الشعب والأمة المصرية وحتي يستمر الأطفال يجرون وراء بعضهم البعض بطائرات ورقية تحلق على طول دلتا النيل في مصر. تنعم العائلات والأصدقاء بالمناظر الطبيعية فيما يستمتعون بالتريض والنزهات .
وحتي يعمل المزارعون في حقولهم الخضراء بأمان وسلامة , هذه الحقول التي تنتج المحاصيل المتنوعة وتقدم الغذاء للشعب المصري الكريم. إنها التنمية النظيفة والمستدامة منخفضة الكربون والتكيف مع تغير المناخ. إنها الطبيعة والفطرة السليمة والصورة الذهنية الجميلة. المستهدغة , إنها صورة التقدم ، صورة الأمل، صورة مستقبل الأجيال القادة للحياة في رخاء وأمان ومحتة وإنتماء وسلام مجتمعي وإنساني .