بقلم : زينب مدكور
هل أنتم قلقون بشأن ما يعتقده الآخرون عنكم؟ هل تتخذون قراراتكم بناء على ما يرضي الغير؟ هل تمتنعون مثلاً عن مشاركة أفكاركم ومعتقداتكم بسبب الخشية من إزعاج غيركم، والخوف من الرفض وإثارة الغضب والحساسيات؟ في حال كان الأمر كذلك، فهذا قد يكون مؤشراً على أنكم تعانون فعلااا من ما أسميه أنا مرض “متلازمة إرضاء الآخرين”
ولقد تحدثت الكاتبة هارييت برايكر
في كتابها Disease to Please ، عن مسألة إرضاء الناس ، لأجدها تقول : “غالباً ما يقول الناس : نعم ، وهم يريدون قول : لا ، ما يؤدي إلى مجموعة كاملة من المشاكل العاطفية “
ووصفت الكاتبة والأخصائية في علم النفس، فيرجينيا ساتير، الأشخاص الذين يعيشون من اجل إرضاء الآخرين بقولها : “يشعرون بأنه لا قيمة لهم باستثناء ما يمكنهم فعله لشخص آخر”، بمعنى آخر، يكون لديهم حاجة عاطفية لإرضاء الآخرين على حساب احتياجاتهم أو رغباتهم الخاصة .
وايضا تحدثت الأخصائية في علم النفس : لانا قصقص ، عن داء إعجاب الآخرين الذي يُعرف في علم النفس باضطراب الشخصية الاعتمادية Dependent personality disorder والتي قد تكون نتاج التربية والتنشئة الاجتماعية، بحسب قولها: “تتكوّن هذه الشخصية في مرحلة الطفولة وذلك بسبب تعرّض الطفل إما للإهمال أو للحماية الزائدة over-protection من قبل الآباء المتسلّطين”.
وأوضحت قصقص أن الأهل يتلاعبون أحياناً بعواطف أبنائهم ويمارسون عليهم نوعاً من أنواع “الابتزاز العاطفي”، كأن يقولوا لهم: “لن أحبك إلا إذا فعلت هذا وذاك”، “سوف أعاقبك في حال خالفت أوامري…”، وبالتالي يخلقون لدى الطفل حالة من الاعتمادية الزائدة على الآخرين.
وأشارت لانا إلى أن الشخصية الاعتمادية التي تعيش على هاجس إرضاء الناس وإسعادهم، وتتسم بالقلق والحاجة دوماً للحصول على دعم الآخرين من دون القدرة على تكوين وجهات نظر خاصة بهم ، شارحة ذلك بقولها : “هؤلاء الأشخاص لا يستطيعون اتخاذ أي قرار في حياتهم، لا يشعرون بالأمان إلا إذا حصلوا على موافقة الآخرين، والاختلاف بالنسبة إليهم يعني النبذ الاجتماعي، لذا نراهم ينخرطون في علاقات مسيئة وغير صحيّة، وذلك لكونهم متسامحين مع تصرفات الآخرين رغم الأذى الذي يتعرضون له”.
لذلك أقول أنه يجب علينا أن نفهم هذه النوعية من الشخصيات لنكون قادرين علي التفرقة بينهم وبين الشخصيات الاعتمادية الذي نتج اعتمادها هذا نتيجة مرض نفسي داخلها وضعف شخصية وأيضا البعض الذي نشب إعتمادهم هذا نتيجة قلة حيلة وعدم فكر صحيح وقلة إمكانيات سواء مادية أو معنوية . وللوهلة الأولى التي بها نري من هم يتوددون لإرضاء الآخرين بشتي الطرق التي تصل لبعض الأحيان للتنازل عن حقوقهم وحقوق من يقربوهم بتخيل منهم أنهم منصفون ، يخال لنا أن الأشخاص الذين يعانون من هذه التي أسميها شخصيا ” متلازمة إعجاب الآخرين ” ، يخال لنا أنهم بغاية اللطف ، وبوسعهم استيعاب الآخر والوقوف على مسافة واحدة من الجميع، إلا أنه مع الوقت نلاحظ ان هناك حقيقة مظلمة تدور حول سلوكهم تخلّف وراءها بعض الدوافع المخفية، وعلى رأسها: السعي المرضي للحصول على المودة، والتعطّش لأن يكونوا “المحبوبين” داخل أي مجموعة . وفي حين أن إرضاء الآخرين هو أمر نسعى إليه جميعنا ، بالأخص وأننا نطمح لأن نكون محبوبين وموضع تقدير، إلا أنه لكل شيء حدوده . ففي نهاية المطاف ، يمكنكم أن تكونوا معطائين من دون السماح لأحد باستغلالكم ، لطفاء من دون أن يستغل أحد “طيبتكم” ومحبوبين دون الحاجة إلى بيع روحكم والتخلي عن معتقداتكم وأفكاركم الشخصية. وبالتالي ، لا تسمحوا لمخاوفكم بأن تحولكم إلى أشخاص يعيشون على هامش الحياة ويسعون فقط إلى إسعاد الآخرين، بل خصصوا وقتاً لإرضاء أهم شخص في حياتكم وهو : أنتم
فحاولوا دائما أن ترضوا أنفسكم أولا وأخيرا فكلما أحببتم أنفسكم بالخير داخلها وقوِمْتُوها علي الحب والخير داخلكم لكل من حولكم أحبكم الجميع وكنتم موضع ثقه وحب من القلب وليس مجرد كسب عطف أو خداع أو نفاق لمجرد مصالح عابرة