د. وسيم السيسي
متابعة عادل شلبى أردنا أن نوضح لكم ما لا تعرفونه عنّا، نحن طائفة تشهد: أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، نرى أنفسنا: «الموحدون»، ويرانا البعض طائفة خارجة عن الإسلام.
تسمى «الدروز» نسبة إلى محمد إسماعيل الدرزى، ويطلق علينا أيضًا: «بنى معروف» لأننا أهل المعروف والإحسان، ليس لدينا مساجد ولكن مكان للصلاة يسمى: الخلوة، وليس لدينا رجال دين، ولكن: العُقال والجُهال، العُقال مَن يفهمون ويعلمون، والجُهال مَن لا يعرفون. ولا يُسمح للدرزى بالدخول فى تفاصيل الدين إلا بعد سن الأربعين.
نشأتنا كانت فى مصر، فى العصر الفاطمى، فى خلافة الحاكم بأمر الله، البعض منّا يؤمن بأن الله حلّ وتجلّى فى الحاكم بأمر الله، ويعتقدون أنه رُفع إلى السماء، وسوف يعود لحكم العالم فى الزمن الأخير.. تفرقنا بعد اختفاء الحاكم بأمر الله، وبدأ الناس يضطهدوننا، فهربنا إلى سوريا، لبنان، فلسطين، بل هربنا إلى الجبال فى هذه البلاد، كما هربنا إلى دول المهجر وأستراليا لأن الناس ينظرون إلينا كطائفة خارجة عن الإسلام، بالرغم من تصريح الأزهر الشريف سنة ١٩٥٠ بأننا طائفة من المسلمين، لأننا نشهد بأن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله.
نحن نؤمن بتقمص الأرواح أو تناسخ الأرواح، وكلمة تقمص جاءت من قميص لأننا نرى أن الجسد قميص تدخله الروح، وأنه عند الوفاة تخرج الروح حتى تدخل فى جسد مولود أو مولودة عند الميلاد، ولكننا لا نؤمن بتناسخ الأرواح من إنسان لحيوان، كما فى الهند، بل من إنسان لإنسان.. وصاحب هذه السطور له رأى غريب وعجيب نحن لا نؤمن به، وهو تفسيره لتناسخ الأرواح بأنه توارث الجينات، فالجينات منها الضعيف المتنحى Recessive، ومنها جينات مهيمنة Dominant تظهر فى أجيال لاحقة، فمثلًا جينات الجد السادس لموتسارت كموسيقار عظيم ظهرت فى حفيده السادس، وليست روحه هى التى تقمصت موتسارت الذى كان يقود فرقة موسيقية وهو فى سن التاسعة.
نحن لا نأكل الملوخية ولا لحم الخنزير ولا نشرب الكحول، كما نحتفل بعيدين: عيد الأضحى، وعيد النبى شعيب وهو النبى الذى زوّج موسى ابنته، فهو حماه، وعيدنا هذا مع الكريسماس ٢٥ ديسمبر من كل عام.
خرج من الدروز مشاهير وعظماء: فريد الأطرش، أخته أسمهان، السياسى كمال جنبلاط، سلطان الأطرش، الشاعر فيصل القاسم.. وغيرهم كثير.
نحن لا ندعو أحدًا إلى طائفتنا، بالرغم من أن عددنا فى العالم كله لا يتعدى المليون ونصف المليون.
نحن لا نؤذى أحدًا بالرغم من إيذاء الناس لنا، وأنتم تشتمون السيئ منكم: إنت إيه؟ إنت درزى!.
قال أحد شعراء المهجر:
أغض الطرف عن أخطاء صحْبى/ وأعفو عن عدوى أو حسودى
وإن سألتم عن دينى فإنى/ مسيحى أحمدى بوذى يهودى»