بقلم: أشرف عمر
التقسيم العالمي للدول من ناحية أهميتها من منظور الدول الكبرى يتفاوت من عدة نواحي أهمها الموقع الاستراتيجي للدولة وكذلك الموارد الطبيعية والملاءة المالية لها
ولذلك ستجد في الآونة الأخيرة بدأ يقل اهتمام الأمريكان التطوعي بعد الاكتشافات النفطية والاكتفاء الذاتي الأمريكي تقريبا بدول الخليج وبدأ الأمريكان يتعاملوا معهم بمفهوم كل شيء يقدم سيكون بمقابل ،وكذلك ترك العالم سوريا واليمن يئنوا من الحروب دون أن يتدخلوا فيها لعدم أهميتها بالنسبة لهم استراتيجياً ومالياً.
ولكن يظل الموقع الاستراتيجي للدولة المصرية مهم حتى لو كانت شحيحة ومحدودة الموارد.
فمصر وحكم مصر علي مر التاريخ هي مطمع للغزاة
لأنها تتميز بموقع استراتيجي ليس له وجود في العالم أجمع و إذ أن موقعها الفريد علي البحرين الأبيض والأحمر وفي قلب الدول العربية وقربها من أوروبا وأسيا يجعلها كالقلب الذي يقوم بتوزيع الدماء علي باقي أنحاء الجسم ولذلك ينظر إلى مصر وأهميتها من هذا الاتجاه ولذلك ستظل مطمع للغزاة حتى يوم القيامة
ولكن ما هو الوضع بالنسبة لليبيا الجارة والشقيقة فإن الخناقة فيها الآن علي الاستيلاء علي مواردها النفطية فقط عن طريق أوروبا وتركيا دون أراضيها التي لا تمثل أهمية إستراتيجية لهذه الدول
ولذلك تجد أن حماسه أمريكا لإنهاء الحرب الليبية دون المستوي المطلوب وتركت الملعب لوكيلها ووكيل بعض الدول الأوروبية وإسرائيل وهي تركيا للحرب داخل ليبيا
ولذلك فإن وجود تركيا ليس لتحرير ليبيا كما يعتقد البعض ، وإنما هو للاستيلاء علي المقدرات الليبية واختطاف القرار السياسي الليبي .
ولكن هل سيكتفي الأتراك ومن ورائهم بذلك الحقيقة المرة – لا – وإنما الأطماع تمتد إلي مصر أيضا لذلك فان مخطط الوجود التركي هو محاوله إحداث القلاقل في مصر بقصد إضعاف الدولة لان مصر هي الدولة الوحيدة التي لم يستطيعوا اختطافها حني الآن.
وكذلك يمكن أن تقف ضد أي مخطط يراد منه تقسيم الدولة العربية وبالذات السعودية ومساعدة الدول العربية إن اقتضي الأمر ذلك باعتبار أن لديها مخزون بشري هائل من الشباب
وكذلك الهدف التركي ومن ورائهم الأمريكان والأوربيين وإسرائيل أيضا هو محاوله تقسيم مصر إلي دويلات حيث أن تقسيم مصر سيؤدي وبكل تأكيد إلي إضعاف كافه الدول العربية فدول الشمال العربي ليست في قلب الصراع كما يعتقد البعض وإنما بعيده نسبيا عن القلب العربي المستهدف من الدول ذات الأطماع الخارجية
ما يحدث مخطط بعيد المدي وخطير هدفه محاصرة الدولة المصرية وإضعافها وضرب مياه النيل لتعطيش المصريين
ولذلك فان هذه المرحلة التي تمر بها مصر خطيرة جدا وتحتاج إلي بعد نظر والتفاف الشعب بأكمله حول جيشه وقيادته وتماسكه لان المؤامرة خطيرة تستهدف إنهاء الوجود المصري علي يد خونه لا يدركون ماذا يفعلون وكل هدفهم مصالحهم الشخصية فالأمور غير مستقره في الدول المجاوره لمصر بسبب المؤامرات التي تحاك للإضرار بمصر.
لذلك فان المخطط التركي خطير ويتجاوز المعلن علي وسائل الإعلام من أن الهدف هو تحرير ليبيا فلو كان فيهم الخير الأتراك والأوربيين فكان من الأولي بهم تحرير سوريا الجارة والعراق بدلا من عبور البحار لإحياء الخلافة العثمانية القديمة في ليبيا والإضرار بمصر وأهلها واقرأ التاريخ جيدا وما بين السطور بعمق .
العالم الآن يتفرج علي المشهد العبسي في ليبيا ولا يتدخل لوقف هذه المهازل التي تحدث وينتظر من الفائز لتقسيم الغنائم
ومصر الآن في حاله مواجهه سياسيه حتي الآن لحل هذه المعضلة التي تستهدف الإجهاز علي باقي الدول العربية
لذلك ينبغي علي كل مصري وعربي مخلص ادارك ذلك الأمر جيدا والوقوف مع قيادته حتي يتم تدارك هذه المخططات القذرة التي تستهدف مقدرات الدول العربية وأراضيها وتعيد الاحتلال التركي والاوروبي من جديد