بقلم : أشرف عمر
المجتمع العربي يشهد حاله غيرمسبوقه من الانفصال الاسري وذلك لاسباب في مجملها تافه ولا تستدعي ابدا الي وقوع هذا الانهيار الاسري وضياع تلك الاسر ومستقبلها واصبحت حالات الطلاق في مصر تقاس بالدقيقه فحسب مؤشرات الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء فان مليون و٩٠٠ الف حاله طلاق في مصر في خلال ١٠ سنوات شهريا ( ١٣٠٠٠ )حاله طلاق
في اليوم ( ٤٢٩ )حاله طلاق وفي الساعه ( ٩ ) حاله طلاق وفي الدقيقه ٣ حالات طلاق ووهذا الفشل الاسري يقع في اغلب الاحوال في السنوات الخمس الاولي من تكوين هذه الاسروهذا الامر يؤكد بطبيعه الحال عدم تمسك كل من الطرفين بالاخر و في الحفاظ علي تكوين تلك الاسر وبقائها واستمراريتها.
وهذا بطبيعته ناتج عن عدة اسباب منها حاله اليأس السريع لدي الشباب من عدم تحمل المسؤوليه الخاصه بتلك الاسر، وصعوبه المعيشه لدي الكثير ، وعدم وجود دخل مالي ثابت و منتظم وارهاق الاسر لبعضها البعض بالرغم من عدم وجود دخل لدي الشاب عند اتمام عقد الزواج والاطماع الماليه التي تحوط ببعض حالات الزواج من كلا الطرفين وبالذات الزوج وتعاطي المخدرات والبلطجة الزوجيه ، وعدم اخلاص بعض الازواج عاطفيا للطرف الاخر وحاله الكراهيه التي تنشأ بين الاسر عند اتمام مراسم الزواج ، وتعالي البعض وعدم احترام الاخر ، والتدخل المباشر وغير مباشر في شؤون تلك الاسر وكذلك ضعف شخصيه الزوج وعدم حرصه علي حمايه اسرته والحفاظ عليها بسبب الضعف في تحمل المسؤوليه واعبائها وضعف وعيه باهميه وعظم التكوين الاسري واحترامهاو عدم تحمل كثير من الزوجات لمسؤوليه البيت وشحن الكثير منهن بافكار مغلوطه وتشجيعهما علي التمرد علي بيوتهن وتسلط كلا الطرفين وعدم الاحترام لبعضهما البعض بسبب ضعف شخصيه الرجل وعدم علمه الكافي باداره شؤون بيته ولملمه اموره وترويض زوجته وضعف الوازع الديني لدي الطرفين وكثير من هذه التصرفات التي تأن بها الاسر بما يعجل بانتهاء الرابط بينهما
وهذا يؤكد في مجمله الي ان مايهدد كيان الاسر في عالمنا العربي امرين الاول هو عدم وجود تربيه اسلاميه واخلاقيه ومجتمعيه صحيحه لكلا الطرفين
والظروف الاقتصاديه التي تعاني منها الاسر وطريقه عبور الازمات التي تواجهها.
وهذا الامر يحتاج الي دراسات وعلاجات عظيمه تقتضي اعاده الاسر الي هدوئها وتماسكها مره اخري وان يتم تفعيل دور المدارس وكافه المؤسسات الي تعزيز دورها في التربيه المجتمعيه وتوعيه المواطنين بخطوره هذه الانهيارات الاسريه التي سيكون لها بلاشك تداعيتها الاخلاقيه علي المجتمع وستؤدي الي احجام الكثير عن الزواج وانتشار الفواحش.
الطلاق في المجتمعات العربيه اصبح يشكل ظاهره خطيره جدا فقد اصبحت تحسب حالات وقوع الطلاق والانهيار الاسري في كل دقيقه وثانيه وهذا امر خطير ومؤلم وسيؤدي الي وقوع كوارث اخلاقيه عظيمه تأباها النفس البشريه والاديان السماويه وتفكك اسري وعلي الدول التدخل المباشر للمحافظه علي كيان تلك الاسر التي اصبحت تنهار لاتفه الاسباب والعمل علي وضع قواعد جديه تمنع انهيارها وعلي المجتمع ان يبادر بانقاذ هذه الاسر والحفاظ عليها